ألحرب الروسية الاوكرانية-أوكرانيا تخسر وسايكس بيكو خفي:

✍️ أ د / دحان النجار

بداء مسؤولون أمريكيون وروس كبار بينهم وزيرا خارجية البلدين

في الرياض الثلاثاء ١٨ فبراير محادثات تهدف الى اصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين تمهيدا لقمة محتملة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في المملكة حسبما افادت وكالة فرانس برس.
أوكرانيا تتعرض لضغوط كبيرة من قبل ادارة الرئيس دونالد ترامب من اجل الذهاب الى محادثتهم روسيا وانهاء الحرب ، ومن اهم الضغوطات مطالبة الولايات المتحدة استعادة ٣٥٠ مليار دولار قدمتها لأوكرانيا في حربها مع روسيا وتريد استعادتها على شكل خامات نادرة، وكذلك أوقفت تصدير السلاح الأمريكي اليها على عكس ما عملته ادارة الرئيس بايدن التي فتحت خزائنها المالية ومخازنها العسكرية على مصراعيها امام أوكرانيا بالتنسيق والتناغم والتعاون مع الاتحاد الاوروبي من اجل الحاق الهزيمة بروسيا ورئيسها فلاديميربوتن .
ذهاب الولايات المتحدة للتفاوض مع روسيا في السعودية دون حضور أوكرانيا الطرف المعتدى عليه يمثل موقفا حازما تجاهها ويقود الى إجبارها على الذهاب إلى مفاوضات سريعة مع روسيا من اجل وقف الحرب والتنازل عن جزء من أراضيها لصالح روسيا.
كان الموقف الاوكراني التفاوضي قوي في الماضي نتيجة للانسجام الأمريكي الأوروبي بشأنها اما اليوم وقد اتجهت ادارة ترامب إلى المحادثات مع روسيا من اجل انهاء الحرب مع تقديم تنازلات فان موقفها ضعيف ولا اعتقد ان حلفائها الأوروبيين سيكونون قادرين على دعمها للاستمرار في الحرب بدون الولايات المتحدة حيث انهم اليوم يعانون من الضغوط الامريكية عليهم برفع ميزانياتهم الدفاعية إلى مستويات قياسية وتحمل الكثير من المهام الدفاعية ذاتيا في اوروبا ومنها ارسال قوة حفظ سلام إلى أوكرانيا.
الرئيس الفرنسي ماكرون يزمع زيارة واشنطن لاقناع الرئيس ترامب بان مصالحة مرتبطة بمصالح حلفائه الأوروبين وان إظهار اي ضعف مع الرئيس بوتين سيجعل التعامل مع الصين وايران اكثر صعوبة وهو تلميح ربما إلى ان اوروبا قد لا تنسجم مع سياسة ترامب تجاههما .
الموقف الأمريكي يتباعد كثيرا عن الموقف الأوروبي بشان هذه الحرب حيث من المحتمل ان تقف الولايات المتحدة ضد اصدار قرار من مجلس الامن الدولي بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الهجوم الروسي على أوكرانيا يدعم وحدتها ويدين موسكو وهو تحول جوهري في السياسة الأمريكية تكون كييف فيه اكبر الخاسرين.
ويرى الرئيس ترامب بان روسيا بيدها الأوراق الرابحة في حربها ضد أوكرانيا وهذا معناه ان أوكرانيا لابد وان تقدم تنازلات لصالح روسيا ، حيث ظهر التباعد في موقف البلدي عندما تم إلغاء المؤتمر الصحفي بعد اجتماع الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلنسكي مع المبعوث الأمريكي إلى روسيا واوكرانيا الجنرال المتقاعد كيث كيلوج، حيث صرح سيرجي نيكيفو وف المتحدث باسم الرئيس الأوكراني انه تم إلغاء التصريحات الصحفية المقررة لوسائل الإعلام من جانب زيلينسكي والجنرال الأمريكي المتقاعد كيلوج المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى روسيا واوكرانيا بعد اجتماعهما في كييف الخميس ٢٠ فبراير ٢٠٢٦.
وتزامنت زيارة كيلوج الى كييف مع تباعد المواقف وتزايد التوتر بين الرئيسين ترامب وزيلينسكي هذا التوتر الذي اضر بعلاقاتهما الشخصية ورمى مزيدا من الشكوك حول مستقبل الدعم الحربي الأمريكي لأوكرانيا في ظل اللهجة الحادة للرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه أوكرانيا خصوصا وأوروبا عموما في صراع هو الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتعبيرا عن شدة الخلاف الرئيس دونالد ترامب يصف الرئيس الاوكراني بانه ديكتاتور ووصفه بالممثل الكوميدي بشكل متواضع الناجح الذي استطاع إقناع امريكا بإنفاق ٣٥٠ مليار دولار في حرب لم يكن بالامكان الانتصار فيها، ولم يكن ينبغي أن تبدأابدا،لكنها حرب لن يتمكن من تسويتها أبدا من دون الولايات المتحدة وترامب.
في ١٧ فبراير عقد لقاء أمريكي روسي برعاية سعودية حيث
بدأ مسؤولون أمريكيون وروس كبار، بينهم وزيرا خارجية البلدين في الرياض الثلاثاء، محادثات تهدف إلى إصلاح العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو، تمهيداً لقمة محتملة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في المملكة، على ما أفادت وكالة فرانس برس.
وبالرغم من ان التلميح بأنها لا تخص الحرب الروسية الاوكرانية لكنها في الأخير تصب في هذا الاتجاه لانها تعتبر الحدث الاهم عالميا بعد تغيير الموقف الأمريكي تجاهها، ويقال بان هناك صفقات جانبية تعقد بين الجانبين متمثلة بتنازلات متبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا في مناطق اخرى من العالم تشبه اتفاقيات سايكس بيكو اثناء الحرب العالمية الاولى . بعض التكهنات تشير إلى ان الجانب الروسي يقدم تنازلات معينة للجانب الأمريكي في الشرق الأوسط وبالذات في سوريا مقابل تراجع الموقف الأمريكي في أوكرانيا ، وهذا التناغم الروسي الأمريكي مفاده أوكرانيا مقابل سوريا ولا يُسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو ويمكن السماح لها بعضوية الاتحاد الاوروبي .
ربما الرئيس ترامب يداهن روسيا ويتقرب اليها في سبيل اضعاف تحالفها مع الصين الذي ظهر اثناء حربها مع أوكرانيا وتشديد العقوبات الغربية عليها حيث كانت الصين هي المنقذ الاقتصادي والداعم الاستراتيجي وهو تحالف سوف يغير العالم في خطوة تشبه ما فعله الرئيس الأمريكي نيكسون في بداية سبعينيات القرن الماضي عندما تقرب الى الصين الشيوعية واحتواها وفكك تحالفها مع الاتحاد السوفيتي الشيوعي حينها وهو الأمر الذي أضعفه في تلك الحقبة وشكل نصرا استراتيجيا سياسيا امريكياً قاد إلى محاصرته في جنوب وشرق اسيا وامتد تاثيره عالميا( كما تمت الاشارة اليه في مقالات سابقة).
يبدو ان الحظ لم يحالف أوكرانيا مع انتخاب الرئيس ترامب الذي يبدو جادا في انهاء هذه الحرب والتقرب من روسيا وعقد صفقات مختلفه معها ومن غير المتحمل ان يتمكن الحلفاء الأوروبيون من تعديل مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب جذريا لما يعرف عنه من عناد ومن تهكم عليهم ايضا وفرض مفاهيم جديدة للتعامل في اطار حلف الناتو.
اما روسيا فلديها فرصة ذهبية لن تضيعها للخروج من مستنقع أوكرانيا منتصرة وها هي تشدد ضرباتها وتحاول احتلال المزيد من إلا راضي في الاقاليم التي ضمتها اليها وفي اقليم كورسك الذي خسرت فيه اراضي لصالح أوكرانيا ولم تستطيع استعادتها كاملة حتى اليوم.
ما يدور الان في هذا الشأن هو عبارة عن مخاض لم يتولد عنه موقف نهائي بعد لا من الولايات المتحدة الأمريكية ولا من الدول الاوروبية ولا من طرفي النزاع روسيا واوكرانيا لكن روسيا في موقف مريح لم تكن تحلم به من قبل.
د.دحان النجار الدوحة ٢١ فبراير ٢٠٢٥.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى