منتخب إيران في المونديال.. ظروف لعب صعبة والنظام يتهم المحتجين

عين اليمن الحر

عانت إيران من خسارة كروية كبيرة مع بدء كأس العالم لكرة القدم، في قطر، حيث منيت بهزيمة أمام منتخب إنكلترا الذي سدد في شباكها ستة أهداف مقابل هدفين، في مباراة طغت عليها مظاهر الاحتجاجات داخل وخارج الملعب.

وعمدت وسائل الإعلام الإيرانية المتشددة إلى إلقاء اللوم في الهزيمة المؤلمة على الاضطرابات التي اجتاحت الجمهورية منذ وفاة، مهسا أميني.

وبحسب أسوشيتد برس، فقد لجأت الصحف الإيرانية إلى تكتيك مألوف متمثل في اتهام الأعداء الأجانب، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، بإثارة الاحتجاجات لإبعاد المنتخب الوطني عن التركيز على لعبته.

وجاء العنوان الرئيس في صحيفة كيهان اليومية “إيران 2 وإنكلترا وإسرائيل والسعودية والخونة – 6″، حسب تعبير الصحيفة، في محاولة لتضليل الرأي العام المحلي وتأليبه ضد المحتجين.

وقالت الصحيفة، التي عين المرشد الإيراني علي خامنئي رئيس تحريرها، إن هزيمة إيران جاءت بعد “أسابيع من الحرب النفسية غير العادلة وغير المسبوقة ضد الفريق… من الخونة المحليين والأجانب”.

وأضافت أن “تيارا إعلاميا سياسيا” سعى إلى “الإضرار بروح الفريق الإيراني من خلال مهاجمته”.

وهتف مشجعو إيران في المدرجات، الاثنين، باسم، مهسا أميني، ورفعوا لافتات وارتدوا قمصانا عليها شعارات احتجاجية، وأطلقوا صيحات استهجان خلال النشيد الوطني.

وبدا العديد من المشجعين متضاربين حول ما إذا كانوا سيدعمون فريقهم الوطني على خلفية حملة القمع العنيفة التي تشنها قوات الأمن على المظاهرات.

وقتل ما لا يقل عن 419 شخصا منذ اندلاع الاحتجاجات، وفقا لمنظمة “نشطاء حقوق الإنسان في إيران”.

ومع بدء المباراة، الاثنين، أطلقت قوات الأمن الإيرانية النار بشكل كثيف ضد المتظاهرين في بلدة كردية في غرب البلاد.

وادعت صحيفة يومية متشددة أخرى، هي “وتانيمروز”، أن المتظاهرين في إيران احتفلوا بالهزيمة المذلة لبلادهم في الشوارع، وانفجروا في الهتافات في المقاهي عندما سجلت إنكلترا أهدافا وأطلقوا أبواق السيارات بفرح بعد المباراة.

وانتشرت لقطات من وسط طهران على الإنترنت تظهر سائقي الدراجات النارية وهم يصرخون ويهتفون “ستة!” في إشارة إلى أهداف إنكلترا الستة ضد إيران.

وأغلقت السلطات مقهى في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد لإعلانه تشجيع إنكلترا، في مظهر احتجاجي ضد النظام الحاكم في البلاد.

وكتبت صحيفة شرق الإيرانية المؤيدة للإصلاح “لم يكن أي من اللاعبين جاهزا معنويا”.

وركزت حركة الاحتجاج في جميع أنحاء البلاد في البداية على الحجاب الإيراني الذي تفرضه الدولة على النساء، لكنها سرعان ما تحولت إلى دعوات لإسقاط رجال الدين الحاكمين في إيران.

وعلى مدار المظاهرات، كان صانعو الأفلام والممثلون ونجوم الرياضة وغيرهم من المشاهير يتحدثون علنا ضد الحكومة.

ضغوط على المنتخب
وتعرض المنتخب الإيراني لضغوط هائلة من المحتجين لإظهار الدعم في الفترة التي تسبق البطولة العالمية لكرة القدم.

وواجه اللاعبون وابلا من الانتقادات العلنية الأسبوع الماضي بعد اجتماعهم مع الرئيس، إبراهيم رئيسي، في حفل حيث التزموا الصمت بشأن قضية الاحتجاجات.

وقبل انطلاق المباراة ضد إنكترا، لم يغني اللاعبون الإيرانيون نشيدهم الوطني، ووقفوا صامتين في عمل تضامني واضح.

وخلال المباراة لم يحتفلوا بهدفي الفريق.

ويخاطر اللاعبون بمواجهة رد فعل عنيف من السلطات لقيامهم بالاحتجاج.

وسعت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) التي تديرها الدولة الأيام الماضية إلى الترويج للمنتخب كرمز وطني وموحد وطني وسط الاضطرابات، واصفة اللاعبين بأنهم “جنود يقاتلون من أجل النهوض ببلدهم”.

وألقي القبض على بعض نجوم كرة القدم السابقين الذين دافعوا عن حركة الاحتجاج أو وجهت لهم اتهامات غيابيا.

وانتقد مسلم معين، رئيس منظمة الفضاء الإلكتروني التابعة للحرس الثوري، أربعة من أكثر اللاعبين السابقين تأثيرا، بعد أن ورد أنهم رفضوا دعوات لحضور كأس العالم كضيوف للحكومة.

وكتب أن “مهاجمي إنكلترا لم يسجلوا الأهداف”، مضيفا أن هزيمة إيران كانت ذنب اللاعبين السابقين، الذين احتجوا خارج الملعب.

أسوشيتد برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى