ترمب يفرض 100 ألف دولار سنوياً لتأشيرات H-1B.. والبطاقة الذهبية بمليون

عين اليمن الحر – رويترز – الشرق
مخاوف في قطاع التكنولوجيا.. ووزير التجارة: وظفوا الأميركيين
قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنها ستطلب من الشركات دفع 100 ألف دولار سنوياً مقابل كل تأشيرة عمل H-1B، في خطوة قد توجه ضربة قوية لقطاع التكنولوجيا، الذي يعتمد بشكل كبير على العمال المهرة القادمين خصوصاً من الصينوالهند.
ومنذ تولي منصبه في يناير الماضي، أطلق ترمب حملة واسعة على الهجرة، شملت إجراءات للحد من بعض أشكال الهجرة القانونية. وتُعد هذه الخطوة لإعادة هيكلة برنامج تأشيرة H-1B أبرز الخطوات حتى الآن لإعادة صياغة التأشيرات الخاصة بالتوظيف المؤقت.
وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك: “إذا كنت ستدرّب شخصاً، درّب أحد الخريجين الجدد من جامعاتنا العريقة، درّبوا الأميركيين، توقفوا عن جلب أشخاص ليأخذوا وظائفنا”، وفق ما أوردت وكالة “رويترز”.
وأصبح تهديد ترمب بتقييد تأشيرات H-1B نقطة خلاف رئيسية مع قطاع التكنولوجيا، الذي ساهم بملايين الدولارات في حملته الرئاسية.
وينتقد معارضو برنامج H-1B ما يعتبرون أنه وسيلة للشركات لخفض الأجور وتهميش الأميركيين المؤهلين.
بينما يؤكد مؤيدوه، ومنهم إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا“ وحليف ترمب السابق، أن البرنامج يجلب الموظفين المهرة لسد فجوات المواهب والحفاظ على القدرة التنافسية.
يذكر أن ماسك، المولود في جنوب إفريقيا، كان قد حصل بنفسه على تأشيرة H-1B قبل أن يصبح مواطناً أميركياً.

وبحسب الأمر التنفيذي الذي وقّعه ترمب، الجمعة، فقد “استغل بعض أصحاب العمل البرنامج لخفض الأجور، مما أضر بالعمال الأميركيين”.
مداخيل بـ100 مليار دولار
في حين تحدّث ترمب ووزير التجارة هوارد لوتنيك عن إمكانية تحقيق مداخيل للخزانة الأميركية قد تصل إلى 100 مليار دولار أو أكثر، حذر محامو الهجرة من أن هذه الزيادات الضخمة قد تُحدث اضطرابات كبرى، بعضها سيكون مكلفاً جداً للاقتصاد الأميركي.
وقال المحامي ديفيد ليوبولد، من شركة المحاماة الأميركية “UB Greensfelder” لـ”بلومبرغ”، إن تعديلات ترمب على تأشيرة H-1B، بما في ذلك رسوم الـ100 ألف دولار، ستؤدي عملياً إلى “قتل البرنامج”. وأضاف: “من سيدفع 100 ألف دولار على طلب تأشيرة؟ إلا إذا كنتم تريدون أن يكون برنامجاً حصرياً للأثرياء فقط”. كما حذر من تأثير هذا الإجراء على الشركات المتوسطة والصغيرة.
ولكن وزير التجارة الأميركي لوتنيك قال إن “جميع الشركات الكبرى موافقة على رسوم الـ100 ألف دولار سنوياً”. وأضاف: “لقد تحدثنا معهم”، بحسب “رويترز”.
ويوفر برنامج H-1B سنوياً 65 ألف تأشيرة لأصحاب العمل الذين يجلبون عمالة أجنبية مؤقتة في مجالات متخصصة، بالإضافة إلى 20 ألف تأشيرة للعمال ذوي الدرجات المتقدمة.
وفي ظل النظام الحالي، يتطلب الدخول في سحب التأشيرة دفع رسوم بسيطة، وإذا تمت الموافقة، فقد تصل الرسوم اللاحقة إلى عدة آلاف من الدولارات.
“المهاجرون يأخذون وظائف الأميركيين”
وترى إدارة ترمب في هذا التأثير ميزة أكثر من كونه مشكلة. إذ كرّر كبار مسؤولي الإدارة تحذيراتهم من أن المهاجرين يأخذون وظائف الأميركيين.
وجاء في ورقة حقائق للبيت الأبيض أن العمال الأميركيين يتم استبدالهم بعمال أجانب بأجور أقل، وهو ما وصفته الإدارة بتهديد للأمن القومي، مشيرة إلى أن هذا الواقع يخفض الأجور ويدفع الأميركيين للابتعاد عن مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
والهند هي المستفيد الأكبر من تأشيرات H-1B خلال العام الماضي، حيث حصلت على 71% من الموافقات، فيما جاءت الصين في المرتبة الثانية بفارق كبير (11.7%)، وفقاً لبيانات حكومية.
وفي النصف الأول من عام 2025، حصلت شركة “أمازون” ووحدتها للحوسبة السحابية AWS على أكثر من 12 ألف موافقة لتأشيرات H-1B، بينما حصلت Microsoft وMeta على أكثر من 5 آلاف موافقة لكل منهما.
” ووحدتها للحوسبة السحابية AWS على أكثر من 12 ألف موافقة لتأشيرات H-1B، بينما حصلت Microsoft وMeta على أكثر من 5 آلاف موافقة لكل منهما.
مع ذلك، تسمح إعلانات ترمب بإمكانية إعفاءات فردية من الرسوم في حال اعتبرت مصلحة وطنية، مما يفتح الباب لبعض الشركات أو القطاعات لطلب استثناء.
وقد تدفع الخطوة الجديدة شركات التكنولوجيا وغيرها من الشركات المعتمدة على العمالة الأجنبية، إلى إنشاء مكاتب خارج الولايات المتحدة، حيث تتوفر بنية تحتية جيدة للعمل عن بعد.
كما قد تؤثر سلباً على الطلاب الدوليين الراغبين في الدراسة بالجامعات الأميركية، إذ يعتمد الكثير منهم على فرص العمل عبر برنامج H-1B بعد التخرج.
“بطاقة ترمب الذهبية”
كما كشف ترمب عن برنامج تأشيرة جديد باسم “بطاقة ترمب الذهبية“، حيث يمكن للأفراد الحصول على إقامة دائمة في الولايات المتحدة مقابل مليون دولار.
أما الشركات فبإمكانها شراء تصاريح إقامة لموظفيها مقابل مليوني دولار لكل موظف، بينما من المقرر إصدار بطاقة جديدة من فئة “بلاتينية” قريباً مقابل 5 ملايين دولار، تتيح لحاملها القدوم إلى الولايات المتحدة لمدة تصل إلى 270 يوماً في السنة دون أن يخضع للضرائب الأميركية على دخله من خارج البلاد.
الإعلان جاء مصحوباً بـ”مظاهر فخمة”، بحسب “بلومبرغ”، فقد وقف ترمب في المكتب البيضاوي وإلى جانبه صورة بطاقة ذهبية تحمل وجهه، إلى جانب رموز أميركية منها النسر، وجميعها باللون الذهبي.
هذا التحول يعد ابتعاداً صارخاً موقف أميركا التاريخي من الهجرة، الذي كان يرحب بالمهاجرين من خلفيات اقتصادية مختلفة بحثاً عن حياة أفضل وحرية أكبر.