انهيار المساعي الأممية لفتح الطرق تعز وسط حشد حوثي لجبهات القتال

تعز – عين اليمن الحر
يوصل الحوثيين ، الدفع بالمزيد من التعزيزات القتالية إلى جبهات تعز، في ظل تعثر المبعوث الأممي إلى اليمن في تحقيق أي توافق مع الحوثي حول فتح طرق المحافظة المحاصرة.
وأفادت “مصادر محلية، “أن المئات من عناصر الحوثي جرى توزيعهم خلال اليومين الماضيين، على جبهات مدينة تعز الشرقية والشمالية والغربية.
وأوضحت المصادر، أن تواصل منذ أسبوع حشد التعزيزات البشرية والآليات العسكرية من صنعاء وذمار إلى تعز.
وذكرت المصادر، أن من بين التعزيزات الحوثية دبابات ومدرعات تصل إلى منطقة الحوبان وشارع الستين ليلاً.
وقال أحد المصادر، يقطن في منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين ، إنهم استبدلو قياداتها الميدانية والكثير من مسلحيها في جبهات تعز، بآخرين من محافظات صعدة وعمران وذمار، خلال الأيام الماضية”.
وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أنه “منذ إعلان تمديد الهدنة في الثاني من يونيو الجاري وان الحوثي يحشد التعزيزات البشرية والأسلحة الثقيلة إلى جبهات مدينة تعز”.
وأضاف: أن “الحوثيين يواصلون شق حوالي أربع طرق باتجاه مدينة تعز، ثلاث منها من اتجاه شارع الستين شمالي المدينة”.
في السياق، أفاد “الشارع”، مصدر مفاوض في الوفد الحكومي، أن الحوثيين رفضوا مقترح المبعوث الأممي لفتح الطرق والمعابر”.
وذكر المصدر، أن الوفد الحكومي، على موعد غدا للقاء المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، الذي من المرجح اطلاعهم رسميا على تفاصيل ما توصل إليه مع الحوثيين في صنعاء.
وأشار، إلى تمسك وفد الحكومة بمقترحاته التي قدمها لفتح الطرق والمعابر. وكذلك ما خلص إليه المبعوث الأممي من مقترح خلال جولتين من المشاورات عقدت في العاصمة الأردنية عمّان خلال الأيام الماضية.
وانتهت المحادثات التي رعاها المبعوث الأممي، بين الحكومة والحوثيين، دون إحراز أي تقدم، جراء تعنت الحوثيين وتمسكهم بشروطهم التي تقتضي فتح ثلاث طرق فرعية إلى مدينة تعز. وهو ما يرفضه الوفد الحكومي الذي تمسك بفتح الطرق الرئيسية.
وكان المبعوث الأممي قدم اقتراحا معدلا خلال المفاوضات لفتح أربع طرق في تعز بينها طريق رئيسي. إضافة إلى طريق دمت ـ الضالع، كمرحلة أولى، إلا أن الوفد الحوثي رفض ذلك.
والأربعاء الفائت وصل المبعوث الأممي برفقة الوفد الحوثي إلى صنعاء، في محاولة إنقاذ الموقف لبحث مقترحه لفتح الطرق مع قادة المليشيا، وبعد يومين من مكوثه غادر صنعاء مساء أمس الأول (الخميس)، دون إعلانه عن نتائج زيارته حتى اللحظة.
وتزامنت مغادرة المبعوث الأممي صنعاء، مع تهديدات أطلقها رئيس الوفد الحوثي المفاوض يحي الرزامي، سنفتح “مقابر في تعز لا معابر”.
وفي السياق، قال عضو الفريق الحكومي نبيل جامل، إن فريقه لا يزال في انتظار نتيجة زيارة الوسيط الدولي إلى صنعاء، بعد نقاشات شاقة مع قيادات الحوثيين استمرت يومين.
وأضاف جامل في منشور على حسابه في تويتر، “نخشي أن يستهلك (الحوثيون) وقت الهدنة الثانية، بنفس الطريقة التي استهلكوا فيها وقت الهدنة الأولي”.
إلى ذلك اعتبر سفير اليمن في بريطانيا ياسين سعيد نعمان، الرفض الحوثي فتح طرق تعز، مثالاً حياً لاستحالة الحديث عن الذهاب إلى مشاورات للسلام في ظل المعطيات القائمة.
وتساءل نعمان في منشور على صفحته في “فيسبوك”، “إذا كان النقاش مع هذه الجماعة (الحوثيون) بخصوص فتح طريق إلى تعز قد قوبل بكل هذا التعنت والصلف، وبرغم كل الضغوط الدولية، فكيف سيكون الحال عندما يكون الحديث عن الدولة والتسوية السياسية؟.”
وقال: “أكثر من سبب يجعلنا نعيد التأكيد على أن الحديث عن السلام في ظل المعطيات القائمة هو مجرد حديث ترفي يتجاوز الحقائب الموضوعية عندما يتعلق الأمر بسلام دائم وعادل”.
وأضاف: “هو لا يقدم أي دليل على أنه حديث يتسم بالجدية بقدر ما يستجدي خرافة بناء الثقة مع جماعة متمردة على كل ما يجمع الناس حول وطن مشترك، جماعة طاردة لكل قيم التعايش والمواطنة بفكرها وسلوكها”.
ويرى مراقبون، أن المعطيات تشير إلى استغلال الحوثيين للهدنة لترتيب صفوفهم وتحقيق مكاسب مالية واستراتيجية. كما أنهم يراوغون بملف حصار تعز لكسب مزيد من الوقت، حتى يتخلصوا من الضغوط الدولية عليهم.
وبحسب المراقبون، فإن كل ما نفذ حتى الآن من بنود الهدنة، هي مطالب للحوثيين، بموجب ما تقدمه الحكومة من تنازلات لم تحصل بالمقابل منها على شيء.