القرار الحساس” وراء نشر تقرير تبرئة بايدن و”ذاكرته الضعيفة”

عين اليمن الحر

أثار نشر تقرير وزارة العدل الأميركية للمحقق الخاص الذي سلط الضوء على ذاكرة الرئيس الأميركي، جو بايدن، جدلا في الأوساط السياسية، بين ما اعتبره دليلا على عدم كفاءة الرئيس لولاية ثانية في البيت الأبيض، وبين من يرى بأنه “مدفوع سياسيا”.

تصريحات البيت الأبيض عبرت بغضب إزاء التقرير ونشره، ولكن قرار المدعي العام، ميريك غارلاند “كان نتيجة مفروغ منها، وأي شي أقل من ذلك سيكون أسوأ”، بحسب تقرير نشره موقع بوليتيكو.

التقرير الذي أصدره المدعي العام الخاص هور مؤخرا أعاد إلقاء تسليط الضوء على “الذاكرة الضعيفة” للرئيس الذي يسعى لإعادة انتخابه قبل نهاية العام الحالي.

وبرأ هور الرئيس الديمقراطي من سوء التصرف بالوثائق السرية، إلا أنه قال في تقريره إن بايدن بدا “رجلا مسنا بنوايا حسنة مع ذاكرة ضعيفة”، مضيفا “نظرا إلى تراجع حدة بايدن الذهنية فان أي هيئة محلفين لن تجده في أي حال من الأحوال مذنبا على صعيد هذه الوثائق”.

وتم تعيين هور مدعيا عاما لمقاطعة مريلاند، عام 2017، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، قبل أن يعهد إليه ميريك غارلاند وزير العدل في حكومة بايدن التحقيق في قضية الوثائق.

وأشار الموقع إلى “تقرير المستشار الخاص روبرت هور حول سوء تعامل بايدن مع الوثائق السرية” يعتبر “سريا” بموجب قواعد وزارة العدل، ولكن مسؤولين سابقين في وزارة العدل الأميركية أكدوا لبوليتيكو أنه “لم يكن من الممكن الدفاع عن دفن التقرير أو فرض رقابة عليه”.

وأشاروا إلى أنه بناء على ما جرى في تحقيقات “سابقة حساسة سياسيا” يخضع هذا الأمر “لحسابات عالية المخاطر”، خاصة وأن تقارير المحققين الخاصين خلال السنوات الأخيرة تم نشرها علنا.

وتابعوا أن وزارة العدل كانت ستتعرض لانتقادات كبيرة من الحزب الجمهوري، رغم إدراك المحقق الخاص لاستخدامه للغة “قاسية” حول ذاكرة بايدن.

 

المدعي العام السابق، بيل بار، قال عن نشر تقرير هور إن “الأمر يتعلق بالمسلح العامة المقنعة في ذلك الوقت. ويجب على غارلاند الخضوع لذلك”.

وأضاف “هل يمكن حقا رسم خط فاصل والقول إنه لن يتم طرح هذا الأمر من دون إثارة المزيد من الشكوك لدى الناس؟ هذا يكاد يكون سيئا مثل تركه. في تلك المرحلة خياراتك محدودة للغاية”.

وفي 2019، قرر بار نشر تقرير المحقق الخاص روبرت مولر الذي رسم صورة “ضارة” لتبني الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب التدخل الروسي في انتخابات 2016، وفق تعبير بوليتيكو.

ولكن قبل نشر تقرير مولر، أثار بار غضب منتقدي ترامب من خلال مشاركة تحليله الخاص للاستنتاجات حينها، وتجنب غارلاند هذا الأمر، إذ قام بنشر وثيقة التقرير بالكامل، من دون التعليق عليها.

 

وأكد موظفون قدامى في وزارة العدل لبوليتيكو أن غارلاند التزم بنشر جميع تقارير المحققين الخاصين، ولم يطلب البيت الأبيض منهم استثناء نشر تقرير هور أو أي جزء منه.

وانتقد محامو بايدن المحقق هور في رسالة ألحقت بالتقرير، وزعموا أنه “أظهر تحيزا ضد بايدن لأنه عزا نسيانه إلى العمر، بينما اتخذ نبرة أكثر تفهما تجاه الشهود الآخرين الذين نسوا تفاصيل الأحداث منذ سنوات”.

انتقد البيت الأبيض، الجمعة ،تقرير هور، ووصفت كاملا هاريس نائبة الرئيس بايدن التقرير بأن “وراءه دوافع سياسية بكل وضوح”.

وقالت هاريس عندما سئلت عن التقرير إن “الطريقة التي وصف بها سلوك الرئيس في ذلك التقرير لا يمكن أن تكون مغلوطة أكثر، ومن الواضح أن دوافعها سياسية”.

وأضافت هاريس التي كانت مدعية عامة، أن التعليقات حول صحة بايدن العقلية الواردة في التقرير، هي “بلا مسوغ وغير دقيقة وغير مناسبة”.

وانضم إيان سامز المتحدث باسم مكتب المستشار القانوني بالبيت الأبيض إلى كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض في غرفة الإفادات الصحفية بالبيت الأبيض لانتقاد تقرير هور وإثارة أسئلة حول دوافعه.

وقالت جان بيير: “لا نعتقد أن ذلك الجزء من التقرير له صلة بالواقع”.

وقال سامز: “عندما يكون الاستنتاج الحتمي أن الحقائق والأدلة لا تدعم أي اتهامات، لا يبقى أمامك سوى أن تتساءل لماذا يستهلك هذا التقرير وقتا في توجيه انتقادات بلا مسوغ وغير مناسبة للرئيس؟”.

وانتهزت مجموعة متحالفة مع حملة الرئيس الأميركي السابق، ترامب الانتخابية تعليقات هور بشأن ذاكرة بايدن.

وقالت ألكس بفايفر مديرة التواصل في شركة “ميك أميركا غريت أغين” إن “كنت مصابا بالخرف بشكل لا يمكنك معه أن تحاكم، فأنت أيضا مصاب بالخرف بشكل لا يسمح بأن تكون رئيسا”.

من جهته، ندد السيناتور الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا، جون فيترمان، الذي ستكون الولاية التي يمثلها حاسمة في انتخابات نوفمبر، بعمل نفذه مدع عام “عينه ترامب” من أجل “تشويه” سمعة بايدن.

ورد بايدن بغضب، في خطاب مفاجئ من البيت الأبيض، الخميس، على التقرير قائلا “ذاكرتي جيدة”، منتقدا المحقق الخاص لادعائه أن بايدن غير قادر حتى على تذكر تاريخ وفاة ابنه بو عام 2015.

وردا على سؤال حول الوضع في قطاع غزة، أشار بايدن إلى “الرئيس المكسيكي السيسي”. وهو كان يريد الإشارة إلى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وهي جملة أثارت المزيد من الجدل بشأن ذاكرته.

لكن هذه المداخلة التي أجراها الرئيس على عجل لم تقنع الجميع. وقال النائب الديمقراطي، آدم سميث: “هذه ليست الطريقة للقيام بذلك. لقد كان غاضبا… ولم تسر الأمور على ما يرام”.

وفي حديثه، الجمعة، إلى تجمع لأعضاء لوبي السلاح في ولاية بنسلفانيا، قال الرئيس الجمهوري السابق عن خليفته الديمقراطي “لا أعتقد أنه يعلم أنه على قيد الحياة”.

كما نشر ترامب على شبكته الاجتماعية “تروث سوشال” خريطة زائفة للشرق الأوسط، يحل فيها اسم المكسيك محل اسم مصر. وفي أسفل الخريطة، كتبت عبارة “المصدر: جو بايدن”.

الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى