الحرب الروسية الاوكرانية – تقدم روسي وسقوط افديفكاء :
أ د / دحان النجار
اشرنا في المقاله الماضيه إلى ان مدينة افديفكاء الاوكرانية تلاقي مصير باخموت وان بقاء القوات الاوكرانية في المدينة الغرض منه انزال خسائر كبيره في القوات الروسية كي لا تصل إلى بقية المدن في الاقليم وخارجه وهذا التكتيك تم استخدامة في باخموت ولكن في الاخير المدينة سقطت بيد قوات فاغنر والوحدات العسكرية الروسية وفي نفس الوقت جسامة الخسائر في الأرواح والمعدات التي قدمتها فاغنر ادى إلى اشتداد الخلافات بين فاغنر ووزارة الدفاع الروسية والرئيس بوتين والتي انتهت بتمرد قائد فاغنر وقواته ومحاولته قلب نظام الحكم في موسكو.
الهجمات الروسية على مدينة افديفكاء تقوم بها القوات النظامية بدرجة رئيسيةً وعند الانتهاء من السيطره على المدينة والتي تمت السيطره عليها اليوم السبت بالفعل سيخرج الجيش الروسي منتصرا فخورا بنصره مرتفع المعنويات الأمر الذي سيدفعه لتحرير المزيد من المدن ولن يناله ما ناله بعد تحرير باخموت.
الجيش الروسي شكل في اليومين الماضيين فكي كماشة على المدينة ولم يتبقى إلا طريق واحد يمد المدينة والقوات المحاصرة فيها بما تحتاجه من عتاد ومواد مختلفه . الفارق بين فكي الكماشة اقل من ثلاثة كيلومترات وكان من المحتمل ان يتم إغلاقها بوقت قياسي قصير حيث استًولت القوات الروسية على حصن زينيث الأسطوري جنوب المدينة وانزلت ضربات موجعه في القوات الاوكرانية تم فيها استخدام القذائف الفوسفورية وغيرها من الأسلحة الفتاكة .
وكنتيجة للوضع الغير محتمل عند القوات الاوكرانية المحاصره أعلن الجيش الأوكراني، اليوم (السبت)، الانسحاب من مدينة أفدييفكا، شرق أوكرانيا، والتي شهدت قتالا للسيطرة عليها على مدى عدة أشهر.
وكتب القائد العام الجديد للقوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، على موقعي «اكس» و«فيسبوك» في وقت مبكر من صباح اليوم: «بناء على وضع العمليات حول أفدييفكا، ومن أجل تجنب التعرض للحصار، وللحفاظ على أرواح وصحة جنودنا، قررت سحب وحداتنا من المدينة والتحرك للدفاع عن مواقع أكثر ملائمة.
طبعا مثل هذا الكلام يقوله اي قائد يتعرض للهزيمة ولكن من الواضح ان القوات الاوكرانية دافعة عن المدينة بشكل مستميت لعدة اشهر وابتليت بلا حسن وقدمت دروس في الصمود سوف تتسبب في تاخير مهمة الروس في استكمال تحرير باقي مدن اقليم الدونباس المتبقة تحت سيطرتهم والتي ان تم الهجوم والاستيلاء عليها منفرده واحده تلو الاخرى فكم ستحتاج القوات الروسية من وقت للاستيلاء عليها جميعا؟
سقوط افديفكاء أكبر انتصار رمزي لروسيا بعد إخفاق الهجوم المضاد الذي شنته كييف الصيف الماضي، ويمثل أكبر تغيير في جبهات القتال منذ استيلاء القوات الروسية على باخموت في مايو/أيار 2023. وبعد إخفاق الهجوم المضاد الكبير الذي شنته أوكرانيا في الصيف، صار الروس المبادرين بالهجوم على الجيش الأوكراني، الذي يواجه صعوبات في تجديد قواته ويفتقر إلى الذخائر .
ولأفدييفكا قيمة رمزية مهمة، فقد سقطت لفترة وجيزة في 2014 في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو، قبل أن تعود إلى سيطرة كييف، فضلا عن قربها من مدينة دونيتسك معقل أنصار روسيا منذ 10 سنوات.
وتعرض جزء كبير من المدينة للتدمير، لكن نحو 900 مدني ما زالوا يقيمون فيها وفق السلطات المحلية. وتأمل موسكو أن تؤدي السيطرة عليها إلى تأمين دونيتسك من القصف الأوكراني المنتظم.
اكيد ان القوات الاوكرانية في الاشهر الاخيره تعاني من صعوبات في توفير الذخائر الغربية التي ذهب معظمها إلى دعم حرب اسرائيل في غزة وغيرها من المصاعب اللوجستية إلا ان خروجها من افديفكاء مع مؤشرات نقص الذخائر والإمدادات العسكرية الغربية الأخرى سيعطي القوات الروسية ميزه في التقدم نحو مدن ومناطق اخرى في الاقليم وخارجه. ومع اقتراب الحرب الروسية الاوكرانية من الدخول في عامها الثالث، تبرز حاجة كييف لتعبئة مزيد من الجنود لمواجهة التحديات المتزايدة. ويواجه رئيس هيئة الأركان المعين حديثا في أوكرانيا، أوليكساندر سيرسكي، مهمة صعبة في تعبئة المزيد من الجنود قبل الخوض في جبهات القتال.
حيث يقال بان القوات الروسية بدأت في الحشد في أقليم زاباروجيه استعدادا للهجوم على ما تبقى من الاقليم تحت يد القوات الاوكرانية بما في ذلك مدينة زاباروجيه عاصمة الاقليم ، اما في الشرق حول مدينة خاركيف فالجيش الروسي يحقق بعض التقدم .
اكيد ان الجيش الروسي سوف يواصل تقدمه في مختلف المحاور بالرغم من الخسائر الكبيره وشراسة الصمود الاوكراني والمؤشرات المستقبلية القريبة لصالحه
وقد يستشعر حلفاء أوكرانياالخطر والعمل على إنقاذ قوات الرئيس زيلنسكي الذي يتواجد اليوم في المانيا لتوقيع اتفاقيات امنية تعزز من موقعه.
د. دحان النجار ميشجان ١٧ فبراير ٢٠٢٤ م.