واشنطن تستخدم الفيتو ضد مشروع قرارقدمته الدول العشر الأعضاء غير الدائمين العضوية في مجلس الأمن بشأن وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة

FYE – Alkhader

 

نيويورك – رشادالخضر – ألأمم

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، فيما أيد المشروع 14 عضوا من أعضاء المجلس الخمسة عشر.

مشروع القرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، تحترمه جميع الأطراف. وأشار المجلس في مشروع القرار إلى مطالبته بالإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس وغيرها من الجماعات فورا ودون شروط بطريقة تحفظ كرامتهم.

مشروع القرار – الذي قدمته الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن – طالب حكومة إسرائيل بأن ترفع فورا ودون شروط جميع القيود المفروضة على دخول المعونة الإنسانية إلى غزة وتضمن توزيعها – بشكل آمن ودون عوائق – على السكان المحتاجين لهذه المساعدة، ولا سيما من قِبل الأمم المتحدة والشركاء في مجال العمل الإنساني.

في هذا المقال الإخباري نوافيكم بتحديث حي حول الاجتماع الذي يحمل رقم 10,000 في قائمة اجتماعات مجلس الأمن منذ إنشائه. يمكنكم مشاهدة البث الحي للاجتماع، بالترجمة الفورية إلى اللغة العربية على الفيديو أدناه.

وقال رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة أعرب عن الأسف لعدم اعتماد مشروع القرار، وقال: “يظل المجلس صامتا، وهو ما يكلّف مصداقيته وسلطته ثمنا باهظا. وهذا يثبت أنه عندما يتعلق الأمر بجرائم الفظائع، يجب ألا يُسمح باستخدام حق النقض (الفيتو)”.

ودعا منصور كافة الدول إلى الاضطلاع بمسؤوليتها واتخاذ إجراءات حاسمة “لردع إسرائيل” عن الاستمرار “في تنفيذ مخططاتها الإجرامية”. وقال: “إن هذه الدول تمتلك الوسائل اللازمة، وعليها أن تستخدمها، بما في ذلك من خلال نشر قوة حماية دولية وتطبيق إجراءات مساءلة فورية ومؤثرة”.

السفير الفلسطيني دعا القادة الذين سيجتمعون في نيويورك خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة، أن “يتخذوا بشكل فردي وجماعي القرارات التي ستنقذ غزة، فلسطين، السلام، الشرق الأوسط، وتنقذ نظامنا القائم على القانون الدولي”.

وأشار إلى أن الجمعية العامة ستصوت غدا على قرار يطالب بحضور القادة الفلسطينيين إلى نيويورك لحضور الأسبوع الرفيع للجمعية العامة. وأضاف: “نفضل أن يحضر قادتنا شخصيا، ليأتوا بسلام للتعبير عن موقف الشعب الفلسطيني، تماما كما يفعل جميع قادتكم. وسواء شاركوا بطرق أخرى أم لا، فإن فلسطين ستكون هناك”.

مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ قال إن بلاده تشعر بخيبة أمل إزاء نتيجة التصويت، مضيفا: “لا يسعنا إلا أن نتساءل كم من الأرواح البريئة يجب أن تُزهق قبل أن يتسنى تحقيق وقف إطلاق النار”.

وشدد على أنه لا يمكن للقوة أن تحقق السلام، ولا يمكن للعنف أن يحقق الأمن، محذرا من أن إطالة أمد القتال لن يؤدي إلا إلى مزيد من الموت والكراهية.

وأضاف أن النهج الأمريكي السلبي والمعرقل لعمل المجلس، وحمايتها لانتهاكات قراراته، “هو ما أضعف فعالية هذا المجلس في معالجة قضية غزة”.

وأشار إلى الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة في دورتها الثمانين والاجتماع رفيع المستوى حول تنفيذ حل الدولتين، قائلا: “نأمل أن تصغي الدولة المعنية إلى الدعوات القوية للمجتمع الدولي وأن تتخذ القرار الصائب وتُظهر حس المسؤولية تجاه الحياة والتاريخ”.

فاسيلي نيبينزيا الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة قال: “للأسف اليوم وخلال الاجتماع رقم 10,000 لمجلس الأمن، شهدنا الاستخدام السابع للفيتو من الولايات المتحدة التي عرقلت مرة أخرى اعتماد قرار كان يمكن أن يوقف سفك الدماء”.

وأضاف أن التوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط لن يشهد تحقيق تقدم، إذا لم تغير الولايات المتحدة العدسة التي تنظر من خلالها إلى الأزمة في غزة، وما دامت الدبلوماسية متعددة الأطراف في الأمم المتحدة “يُنظر إليها هناك” باعتبارها عائقا بدلا من أن تكون أداة مهمة.

وذكر أن مجلس الأمن الدولي سيظل شاهدا على الكارثة وهو “مصاب بالشلل ليس بسبب مشاكل في هيكليته، وإنما بسبب غياب الإرادة من وفد واحد”.

ودعا الولايات المتحدة إلى الإقرار بحقيقة أن ما تصفها بالدبلوماسية الهادئة على الأرض، تُقوض ليس – من قبل الأصوات العاقلة من المجتمع الدولي – ولكن بسبب إجراءات “حلفائها الإسرائيليين”.

السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودورد قالت إن بلادها صوتت لصالح مشروع القرار للمطالبة بتحرك عاجل لمعالجة الوضع الإنساني المروع في غزة، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، وإنهاء الصراع.

وأضافت أن الحاجة إلى وقف إطلاق النار باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى، “ومع ذلك، فإن توسيع إسرائيل المتهور لعمليتها العسكرية يبعدنا أكثر عن التوصل إلى صفقة يمكن أن تعيد الرهائن إلى ديارهم وتنهي المعاناة في غزة”.

وحثت الحكومة الإسرائيلية على إنهاء سفك الدماء، وعلى رفع قيودها فورا على دخول المساعدات، والسماح للأمم المتحدة والوكالات الإنسانية بإنقاذ الأرواح.

وأبدت أسفا لعدم تمكن المجلس من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن قرار اليوم، لكنها قالت “نظل ملتزمين بالرؤية التي يحملها هذا النص. وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لإنهاء هذا الصراع، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، والعمل مع شركائنا على مسار نحو السلام، لتحقيق إسرائيل آمنة إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة”.

الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة غيروم بونافونت أوضح أن مشروع القرار ركز على القضايا الإنسانية وكرر ثلاثة مطالب مهمة، مشددا على أن بلاده “تدين بشدة تمديد وتكثيف الهجوم الإسرائيلي على قلب مدينة غزة”.

وقال إن فرنسا تدعو إسرائيل إلى “إنهاء هذه الحملة المدمرة، التي لم يعد لها أي منطق عسكري، واستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن بهدف وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن”.

وحذر من أن “تجويع السكان جريمة”، مؤكدا دعم بلاده الكامل للجهات الإنسانية الفاعلة التي تواصل القيام بعملها مجازفة بحياتها، ولوكالات الأمم المتحدة وشركائها.

وجدد كذلك إدانة بلاده لهجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 التي نفذتها حماس. وأكد أن فرنسا ستواصل الحشد من خلال الرئاسة المشتركة مع المملكة العربية السعودية لمؤتمر تنفيذ حل الدولتين في 22 أيلول/سبتمبر.

السفير الصومالي لدى الأمم المتحدة أبو بكر عثمان قال إن الوضع في غزة طارئ ويتطلب اهتماما فوريا، وأشار إلى توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع وانتشار المجاعة.

وقال: “العالم يتطلع إلى مجلس الأمن ليتخذ إجراء، لكننا اليوم فشلنا في اعتماد قرار يضمن الحقوق الأساسية لسكان غزة”. ووصف عدم اعتماد القرار بأنه فشل أخلاقي ذريع.

وشكر جميع الدول التي صوتت لصالح مشروع القرار. وقال لبقية الدول غير دائمة العضوية في المجلس – التي قدمت مشروع القرار – إن العمل أبعد ما يكون عن الانتهاء، مؤكدا استمرار العمل من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتعزيز السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.

مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع بدأ كلمته بالاعتذار لشعب فلسطين، وخاصة في غزة.

وقال: “سامحونا. لأن هذا المجلس لم يستطع إنقاذ أطفالكم، حيث قتلت إسرائيل أكثر من 18,000 منهم. سامحونا لأن هذا المجلس لم يستطع حماية نسائكم، حيث قتلت إسرائيل أكثر من 12,000 منهن. سامحونا لأن هذا المجلس لم يستطع حماية شيوخكم حيث قتلت إسرائيل أكثر من 4000 منهم”.

وقال بن جامع: “لقد فشل هذا المجلس مرتين بالفعل في منع الإبادة الجماعية. ويبدو أننا اليوم على وشك أن نشهد فشلا ثالثا”، مضيفا أنه “على كل منا الاختيار إما التحرك لوقف الإبادة الجماعية أو أن يحسب ضمن المتواطئين”.

وأضاف أن فشل المجلس هو ندبة في ضمير الإنسانية، مؤكدا أنهم لن يستسلموا، ولن يكون هذا التحرك الأخير.

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، فيما أيد المشروع 14 عضوا من أعضاء المجلس الخمسة عشر.

مورغان أورتاغوس من بعثة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، تحدثت قبل التصويت مؤكدة معارضة بلادها لمشروع القرار. وقالت إنه يفشل في إدانة حماس ولا يقر بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وأضافت: “لا يمكن بأي حال من الأحوال المساواة بين الاثنين. كما أن الرهائن في هذا القرار هم مجرد فكرة ثانوية. ولن تقبل الولايات المتحدة بهذا القرار أبدا، ولن يقبله الرئيس ترامب أبدا”.

وأشارت إلى أن حماس لا تزال تحتجز 48 رهينة، وإن “من يظل على قيد الحياة يُحتجز في جحيم على مدى 713 يوما”.

وأضافت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضح بجلاء وجوب إطلاق سراح جميع الرهائن الآن. وقالت “يرفض هذا القرار أيضا الاعتراف بنظام فاشل سمح لحماس بالتمويل وتقوية نفسها على حساب المدنيين المحتاجين، ويسعى للعودة إليه”.

وقالت إن حماس هي المسؤولة عن بدء واستمرار هذه الحرب، وإن إسرائيل قبلت بنودا مقترحة لإنهاء الحرب “ولكن حماس تواصل رفضها”.
وأضافت أن الحرب يمكن أن تنتهي اليوم إذا أفرجت حماس عن الرهائن وألقت أسلحتها.

المندوبة الدائمة للدنمارك لدى الأمم المتحدة كريستينا ماركوس لاسن تحدثت بالنيابة عن الدول التي تقدمت بمشروع القرار قائلة: “إننا نمثل إرادة وتوقعات أعضاء الجمعية العامة الذين انتخبونا” داعية أعضاء مجلس الأمن للتصويت لصالح القرار والتمسك بمسؤولية المجلس وصون السلم والأمن الدوليين.

وقالت إن الوضع الكارثي في غزة هو ما دفعهم للتحرك اليوم.

الممثل الدائم لجمهورية كوريا لدى الأمم المتحدة، الذي يرأس مجلس الأمن خلال الشهر الحالي، أشار إلى أن هذا الاجتماع يحمل رقم 10,000 في تاريخ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقال إن الاجتماع يتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة وعشية انطلاق الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة. ودعا إلى وضع ذلك الأمر بعين الاعتبار في السعي لتنفيذ مهام المجلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى