حزب الإصلاح يستنسخ نظام المشرفين في تعز ويعاود مواجهة المحافظ

تعز – عين اليمن الحر
أغلق عدد من جرحى الحرب المنتسبين لمحور تعز العسكري، اليوم الأربعاء، بوابتي مبنى السلطة المحلية وسكن محافظ المحافظة نبيل شمسان. بالتزامن مع إيقاف المحافظ لوكيل المحافظة عبدالقوي المحلافي عن العمل جراء ارتكابه مخالفات إدارية.
وقال مصدرمحلي إن المحافظ شمسان، وجه، أمس الثلاثاء، بإيقاف وكيل أول المحافظة والقيادي في حزب الإصلاح، عبدالقوي المخلافي عن العمل بسبب تخصيصه مكتبا في مبنى المحافظة لعبدالقادر الجنيد الذي زعم مؤخرا بأنه مكلَّف من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مشرفا على محافظة تعز.
وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن “المخلافي استقبل الجنيد الأربعاء الماضي وخصص له مكتب وكيل المحافظة المتوفي عبدالحكيم عون لممارسة مهامه المزعومه وعقد لقاءاته مع المسؤولين في المحافظة. كما كلف عددا من موظفي ديوان عام المحافظة بالعمل معه. إضافة إلى حماية أمنية، دون الرجوع إلى المحافظ الذي طالب بتكليف خطي أو قرار رئاسي بالمهام التي يزعم الجنيد أنه كلف بها”.
وأضاف المصدر، أن “حزب الإصلاح، دفع، صباح اليوم، بعدد من الجرحى الذين أغلقوا بوابة مبنى السلطة المحلية في شارع جمال ومنعوا الموظفين من الدخول لمزاولة أعمالهم. كما أغلقوا بوابة سكن محافظ المحافظة الكائن بالقرب من مبنى السلطة المحلية”.
وذكر المصدر، أن ” الدفع بالجرحى لإغلاق مبنى المحافظة جاءت تحت المطالب المعتادة بالعلاج والمستحقات وتوفير الرعاية الطبية. غير أن الهدف الخفي هو إيقاف الوكيل المخلافي عن العمل ومنع الجنيد من الدوام في مكتب السلطة المحلية”.
وحول طبيعة تكليف الجنيد المزعوم، بيّن المصدر، أن “الرئيس العليمي خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك ومشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى بالجنيد ضمن عدد من اليمنيين وتحدث معه أنه مشتاق لمدينة تعز فرد عليه العليمي: تعال زورها”.
كما لفت المصدر، إلى “تقدم الجنيد خلال اللقاء بمقترح للرئيس العليمي بعودته إلى تعز للاطلاع على الأوضاع فيها ورفع تقرير بذلك”.
وقال المصدر ،إن “الجنيد وصل الأربعاء الفائت مدينة تعز واستقبله المخلافي وقيادات في حزب الإصلاح عقد معهم أولى لقاءاته. تلاها لقاء مع قائد محور تعز خالد فاضل ومدير الأمن منصور الاكحلي، متجاهلا محافظ المحافظة”.
وأوضح المصدر، أن “عبدالقوي المخلافي رتب لاستقبال الجنيد وتخصيص مكتب له في مبنى المحافظة، الأحد الفائت، دون العودة إلى المحافظ الذي غادر حينها المدينة إلى مديرية المخا للمشاركة في تدشين مشروع طريق (الكدحة – المخا)”.
وبحسب المصدر، فإن المحافظ شمسان “لم يعلم بوجود الجنيد، إلا بعد ثلاث أيام من اللقاءات المكثفة له مع قيادات حزب الإصلاح الذين روجوا بأنه مكلف من قبل الرئيس العليمي مشرفا على المحافظة. ورتبوا له عبر الوكيل المخلافي للبدء بمهامه، دون أي صفة يحملها”.
وعقب اعتراض المحافظ الذي وصل إلى الجنيد، يوم أمس، وفقا للمصدر، غادر المكتب الذي كان المخلافي خصصه له وقال مخاطبا الحاضرين: “لم أطلب مكتبا ولم أتي للجلوس في مكتب وإنما عرض عليه الموضوع فقبل به”.
وبالتزامن مع عودة الجنيد إلى تعز، دفع حزب الإصلاح بالعشرات من ناشطيه ومسؤولين موالين له، بالاختفاء به، بتغريدات ومنشورات ترحيبية على مواقع التواصل الاجتماعي. وتسويقه وكأنه المخلص لتعز من مآسيها التي راكمتها قيادة الإصلاح الفاسدة على مدى السنوات الماضية.
كما أفاد مصدر مطلع ،أن حزب الإصلاح في تعز يعمل على استباق قرارات مجلس القيادة الرئاسي المنتظرة منه بتقديم شخصيات وتلميعها وتقديمها للرأي العام على أنها المناسبة لشغل منصب محافظ المحافظة.
وذكر المصدر، أن الجنيد من أبرز المرشحين لمنصب المحافظ إلى جانب آخرين يدفع بهم حزب الإصلاح في تعز.
ومساء أمس الثلاثاء، قال الجنيد في تغريدة على تويتر: “هناك دور لي وواجب عليَ. بل أعتبر أي دور أقوم به انما هو فوق الواجب وفرض عين، ولكن هناك أيضا دور لكم”. دون أن يوضح طبيعة هذا الدور والواجب المفروض على الآخرين القيام به. لكنها فيما يبدوا رسالة مشفرة تعزز ماروج له حزب الإصلاح من تعيينه مشرفا.
وأوضح المصدر السياسي، أن الأحزاب السياسية في تعز لن تقبل بهذه المهزلة أو تتعاطي مع قرارات تتجاوز تطلعات أبناء المحافظة في تصحيح الأوضاع على كافة المستويات.
كما شدد المصدر، على رفض الأحزاب لفكرة استنساخ نظام المشرفين الذي تنتهجه المليشيا الحوثية ولا يخدم استعادة الدولة ومؤسساتها المغيبة.
وأكد المصدر، على أن تعز تحتاج لإرادة سياسية قوية وقرارات تحدث تغييرات جذرية في الجوانب العسكرية والأمنية والخدمية والمعيشية.