وأضاف ستولتنبرج، أن هذه الهجمات تشمل “كل شيء، بما في ذلك التدخل في عملياتنا السياسية، و(تقويض) الثقة في مؤسساتنا السياسية، والتضليل، والهجمات الإلكترونية.. والأعمال التخريبية ضد البنية التحتية الحيوية”.
وأشار رود ثورنتون، وهو محاضر كبير في الدراسات الدفاعية بجامعة كينجز كوليدج في لندن، إلى وجود نمط من الهجمات المرتبطة بروسيا، وقال: “بالتأكيد، كانت هناك زيادة خلال الأشهر القليلة الماضية في هذه الأنواع من العمليات، وهو أمر يعمل الروس على تكثيفه”.
وقالت “CNN” إن موسكو لم تعلن مسؤوليتها عن أي من الهجمات، ولم ترد على طلب الشبكة للتعليق، وفي وقت سابق، أوضح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه يرى الحرب في أوكرانيا كجزء من صراع أوسع نطاقاً مع “الناتو”، وأن نظامه ينظر إلى الحكومة في كييف باعتبارها مجرد “وكيل للغرب”.
وأضافت الشبكة أن الكرملين يصعد التهديد بالحرب مع كل زيادة في المساعدات الغربية المُقدمة لأوكرانيا، سواء بتقديم الأسلحة أو فرض عقوبات جديدة على روسيا.
وقال ثورنتون إن روسيا لجأت إلى شن حملة من أعمال التخريب، بدلاً من الدخول في حرب شاملة مع “الناتو”، والتي سيكون لها عواقب كارثية على روسيا.
وأضاف ثورنتون أن محاولة تجنب مواجهة “الناتو” في ساحة قتال يُعد جزءاً من العقيدة العسكرية الروسية منذ فترة طويلة، “لأنهم يعلمون أنهم سيخسرون أمام قوات الناتو”.
وتابع: “ما يفعلونه هو القيام بأنشطة لا ترقى إلى حد الصراع المسلح، حتى لا يثيرون رداً بموجب المادة الخامسة من ميثاق الناتو”.
الناتو.. مزيد من الانقسامات
وتنص المادة الخامسة على أن الهجوم على أحد أعضاء “الناتو” يعد هجوماً على جميع الدول الأعضاء في الحلف، ولم يتم تفعيل المادة سوى مرة واحدة؛ بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية التي شنها تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة.
وتتعمد روسيا إبقاء الهجمات عند مستوى لا يرقى إلى حد الصراع المسلح، وتأمل في بث المزيد من الانقسامات داخل “الناتو”؛ لعدم وجود خطة واضحة بشأن كيفية التصرف، وفقاً لـ”ثورنتون”.
وقالت نيكول وولكوف، وهي باحثة روسية في مؤسسة “معهد دراسات الحرب” البحثية الأميركية، إن الهدف الرئيسي الحالي لروسيا يتمثل في تعطيل تدفق المساعدات العسكرية الغربية إلى أوكرانيا.
وأضافت: “هذه العمليات الهجينة تُعد جزءاً من الجهود الحربية التي تبذلها روسيا لإضعاف العزم الغربي على دعم أوكرانيا، وتقويض وحدة الغرب”، محذرة من أن روسيا ربما تستعد لمواجهة أكثر مباشرة على المدى الطويل.
وتابعت وولكوف: روسيا تنفذ هذه العمليات الهجينة ضد الغرب والاتحاد الأوروبي من قبل الحرب، بالتوازي مع محاولاتها تحسين قدراتها العسكرية التقليدية، تحسباً لأي صراع مستقبلي محتمل مع “الناتو”.