أصبح بناء السلام مجال عمل شامل وهام للأمم المتحدة. في الوقت الحاضر، يشهد الوضع العالمي تقلبات مع ظهور مخاطر وتحديات عالمية،
نيويورك – نجلاء الخضر – ألأمم المتحدة
قال السفير جينج شوانج في الحوار التفاعلي غير الرسمي حول مراجعة هيكل بناء السلام لعام ٢٠٢٥
السيد الرئيس،
إن اجتماع اليوم بالغ الأهمية. أشكر المتحدثين السابقين على بياناتهم. وأُشيد بشكل خاص بمصر وسلوفينيا على جهودهما.
لقد مرّ عشرون عامًا على إنشاء هيكل بناء السلام التابع للأمم المتحدة. وخلال هذه السنوات العشرين، أصبح بناء السلام مجال عمل شامل وهام للأمم المتحدة. في الوقت الحاضر، يشهد الوضع العالمي تقلبات مع ظهور مخاطر وتحديات عالمية، وتواجه الأمم المتحدة مهمة الإصلاح لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة. وتتطلع الصين إلى أن تُحافظ الدول الأعضاء على روح التضامن والتعاون والكفاءة والبراغماتية، وأن تُجري المراجعة، في ضوء الوضع والمهام الجديدة، بشكل مُطرد على أساس مشاورات شاملة، بما يُعزز فعالية هيكل بناء السلام ويؤدي دورًا أكبر في تنفيذه. أودُّ أن أتحدث عن أربع نقاط. أولاً، يجب على الدول المعنية أن تأخذ زمام المبادرة. فهي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن بناء السلام في بلدانها. ينبغي على المجتمع الدولي أن يُحقق توازناً بين استقلالية الدول المعنية والدعم الدولي، وأن يحترم الدور القيادي للدول المعنية ويحشده ويستفيد منه بفعالية، وأن يدعمها في استكشاف مسار تنموي يتماشى مع ظروفها الوطنية، وأن يقدم لها مساعدات مُحددة الأهداف بناءً على إرادتها واحتياجاتها الميدانية.
ثانياً، يجب إعطاء الأولوية للتنمية. فبدون تنمية، لا سلام دائم. ينبغي أن تُركز جهود بناء السلام على الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للدول المعنية، مع تبني منظور طويل الأجل من خلال إعطاء الأولوية للموارد في مجالات رئيسية مثل القضاء على الفقر، والتعليم الشامل، وخلق فرص العمل، والصحة العامة، وبناء القدرات، وذلك لتعزيز الزخم الداخلي للدول نحو التنمية والقضاء تدريجياً على الأسباب الجذرية للصراع.
ثالثاً، ينبغي تعزيز فعالية التكلفة. في ظل الوضع الراهن لشح الموارد في الأمم المتحدة، ينبغي تعزيز فعالية صناديق بناء السلام. من ناحية، يجب علينا أن نقتصد في الاستثمار ونضمن أن يُحقق نتائج ملموسة. من ناحية أخرى، ينبغي علينا ابتكار شراكات وتوسيع قنوات التمويل. ويحدد القرار 78/257، الذي اعتمدته الجمعية العامة بالإجماع، متطلبات استخدام أموال بناء السلام ورصدها، والتي ينبغي تنفيذها بالكامل وفعالية.
رابعًا، ينبغي الحفاظ على التواصل والتنسيق. وبصفتها الهيئة المركزية لهيكل بناء السلام، ينبغي للجنة بناء السلام، وفقًا لولايتها، أن تزيد من تفاعلها مع الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى التنسيق مع وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة، حتى تتمكن من التكامل والتآزر فيما بينها، وتحقيق التآزر. إن بناء السلام وحفظ السلام مترابطان. ويمكن للجنة بناء السلام تقديم المشورة خلال مرحلتي الانتقال والخروج من عمليات حفظ السلام، وذلك لإثراء عملية صنع القرار في المجلس.
السيد الرئيس،
لطالما دعمت الصين بنشاط جهود بناء السلام التي تبذلها البلدان المعنية من خلال القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف. ومن خلال صندوق الصين والأمم المتحدة للسلام والتنمية، نفذت الصين العديد من مشاريع بناء السلام لمساعدة البلدان المعنية على ترسيخ السلام وتعزيز التنمية. سنشارك بفعالية في المرحلة التالية من المراجعة، وسنواصل دعم جهود الأمم المتحدة لبناء السلام، إسهامًا في تحقيق سلام دائم.
