الأمم المتحدة تفشي شلل الاطفال با اليمن

متابعة – عبدالله ذرحان

أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، عن موجات تفشي جديدة لمرض “شلل الأطفال” في اليمن، وذلك بعد 15 عاماً على إعلان خلوها من الفيروس عام 2005م.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، والمدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، “تيد شيبان”، حذرا فيه من “أن المزيد من البلدان، سوف تشهد مأساة وجود أطفال مشلولين.. إذا لم نتمكن من تلقيح كل طفل”.

واعتبر البيان محافظة صعدة التي “تتجمع الحالات” فيها، بؤرة جديدة لتفشي “شلل الأطفال”، معيدا ظهور المرض في المحافظة، إلى الحرب التي تشهدها البلاد، وما تعانيه صعدة “من مستويات منخفضة للغاية من حيث التلقيح الروتيني، بالإضافة إلى أن برنامج القضاء على شلل الأطفال لم يصلها منذ أكثر من عامين”.

وآخر حملات التلقيح البيتية المتجولة في هذه المنطقة (صعدة) حدثت منذ ما يقرب من عامين، وذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018″، وفق ما جاء في البيان. .

وأفاد المصدر المسؤول –حينها- أن منظمة الصحة العالمية تُعدّ بالتعاون مع وزارة الصحة التابعة للحوثيين لحملة تطعيم عاجلة تستهدف محافظتي صعدة وعمران، بالإضافة الى محافظتين مجاورتين لهما، “لم يسمهما”.

وترجع أسباب عودة انتشار الفيروس في اليمن -وفقا لمراقبين- إلى ما تمارسه ميليشيا الحوثي من ضغوط على حملات التطعيم في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، لا سيما محافظة صعدة معقل الميليشيا والتي باتت مستثناة بشكل دائم من أي حملة وطنية للتطعيم.

وشنت الجماعة العام الماضي، حملات إعلامية ضد المنظمات واللقاحات معللة منعها بأن “التلقيح مؤامرة أمريكية تستهدف اليمنيين”، تزامن ذلك مع حملات مصادرة للقاحات نفذتها المليشيات وفق تقارير إعلامية، ما دفع المنظمات إلى إرسال أول شحنة من لقاحات الاطفال في نوفمبر الماضي مدينة عدن جنوبي اليمن، والتي تتخذ الحكومة المعترف بها منها عاصمة مؤقتة لها منذ عام 2015م.

بيان المنظمتين قال إن موجات تفشي المرض في السودان واليمن، ” تهدد ما تمّ إحرازه من تقدم في برنامج شلل الأطفال خلال عقود”، مشيراً إلى أن آخر حالة إصابة شهدتها السودان، كانت عام 2009، بينما شهد اليمن آخر حالة عام 2005، وتقول المنظمتان أن البلدين عملا “بجد منذ ذلك الحين للحفاظ على مستويات المناعة من خلال استخدام اللقاح الفموي لشلل الأطفال على نطاق واسع، ولكن ما تشير إليه موجات التفشي الجديدة هو أننا نحتاج إلى العمل أكثر بكثير”.

وأشار البيان إلى الخطر المتزايد لفيروس شلل الاطفال في المنطقة بسبب ضعف المناعة، إضافة إلى ” بسبب التحديات المستمرة في إيصال اللقاحات المنقذة للحياة للأطفال. وأدت جائحة “كوفيد-19″ إلى المزيد من الانخفاض في معدلات التلقيح، مما أدى إلى تفاقم الصعوبات في تقديم الرعاية الصحية الناجمة عن عدم الاستقرار السياسي والنزاعات المسلحة”.

وأكدتا أن اليمن والسودان هما أول دولتين يعود فيهما الوباء في المنطقة، مجددتين التزامهما بمشاركتهما الكاملة في العمل “لتخليص العالم من هذا المرض المُنهِك”، وعيتا “جميع المهتمين، ولا سيما أطراف النزاع ومن لهم تأثير عليهم، إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وبشكل مستدام، إلى العاملين في مجال الصحة”.

وختم المنظري وشيبان بيانهما المشترك بالقول “إن الحاجة ماسّة اليوم أكثر من أي وقت مضى لدعم جهود التلقيح الروتينية وتزويد كل طفل بلقاح شلل الأطفال الفموي، والتي هي أفضل وسيلة يملكها العالم لوقف تفشي شلل الأطفال”.

يذكر أن اليمن تعاني من تردٍّ في الخدمات الصحية نتيجة تعطل وتوقف نحو 50% منها، أو تدميرها بسبب الحرب المستمرة منذ ست سنوات، وتشهد البلاد إضافة لذلك أسوأ أزمة إنسانية ومجاعة في الوقت المعاصر ووفقاً للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى