بيل غيتس يدعو إلى إعادة توجيه الجهود من مكافحة الانبعاثات المناخية إلى تحسين حياة البشر

المؤسس المشارك لشركة «مايكروسوفت» بيل غيتس/AFP

 

عين اليمن الحر – CNBC

قال المؤسس المشارك لشركة «مايكروسوفت» ومؤلف كتاب «كيف نتجنب كارثة مناخية» الصادر عام 2021، بيل غيتس، إنّ على قادة العالم اليوم تغيير نهجهم في التعامل مع قضية تغيّر المناخ.

وفي رسالة نُشرت يوم الثلاثاء قبيل انعقاد قمة المناخ «COP30» للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، أشار غيتس إلى أنّ الموارد تُوجَّه بشكل مفرط نحو الانبعاثات والبيئة، داعياً إلى توجيه المزيد من الأموال لتحسين حياة البشر والحدّ من الفقر والأمراض.

يُذكر أنّ صندوق الاستثمار المعني بالمناخ الذي أسسه غيتس، «بريك ثرو إنرجي» (Breakthrough Energy)، كان قد سرّح عشرات الموظفين في وقت سابق من هذا العام، في خطوة فسّرتها صحيفة «نيويورك تايمز» على أنّها جزء من «إعادة هيكلة لإمبراطورية غيتس في عهد ترامب».

تأتي قمة المناخ هذا العام في البرازيل بعد نحو عقد على توقيع اتفاق باريس للمناخ الذي استهدف الحدّ من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو هدف وصفه غيتس الآن بأنه «غير واقعي».

على مدى العقد الماضي، تذبذب التزام الولايات المتحدة باتفاق باريس للمناخ تبعاً لهوية ساكن البيت الأبيض.

فقد انضمت واشنطن إلى الاتفاق في عهد الرئيس باراك أوباما، قبل أن ينسحب منه الرئيس دونالد ترامب عند توليه منصبه عام 2017. وبعد أن أعاد الرئيس جو بايدن الانضمام إلى الاتفاق، أصدر ترامب أمراً تنفيذياً بالانسحاب مجدداً خلال ولايته الثانية.

 

خيبة أمل كبيرة

 

وكان غيتس قد عبّر عام 2017 عن «قلقه العميق» من الانسحاب، لكنه قال في الوقت ذاته إنه «يأمل» أن تواصل الولايات المتحدة دعم الابتكار رغم الخطوة.

وأوضح غيتس في حديثه مع أندرو روس سوركين أن التراجع عن المبادرات المناخية يُعد «خيبة أمل كبيرة»، لكنه أشاد في المقابل بشركات مثل «مايكروسوفت» لاستثمارها في تكنولوجيا الطاقة البديلة، مؤكداً أن استمرار هذا الدعم سيساعد في خفض التكاليف مستقبلاً.

وخلال السنوات العشر الأخيرة، وضعت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «ميتا» و«ألفابت» و«مايكروسوفت» أهدافاً لعام 2030 لتحقيق صافي انبعاثات صفري أو الوصول إلى الحياد الكربوني.

وفي فبراير شباط الماضي، أقرت ميلاني ناكاغاوا، رئيسة الاستدامة في «مايكروسوفت»، بأن «القمر أصبح أبعد» عن الأهداف السابقة للشركة مع تركيزها المتزايد على الذكاء الاصطناعي.

وكتبت ناكاغاوا حينها: «القوة التي تبعدنا عن أهدافنا في المدى القصير، هي نفسها التي ستساعدنا على بناء صاروخ أكبر وأسرع وأقوى لتحقيقها على المدى الطويل، وهي الذكاء الاصطناعي».

وأثار الطلب الهائل على الطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات المتنامية القلق بين نشطاء المناخ.

أما بشأن الذكاء الاصطناعي والمخاوف من تكوّن فقاعة في هذا القطاع، فقال غيتس إن «العديد من الاستثمارات ستنتهي إلى طريق مسدود»، مضيفاً: «لكن إن كنت شركة تكنولوجية، فلا يمكنك أن تقول لا وتنسحب من هذا

 

وقال غيتس في مقابلة حصرية مع CNBC: «المناخ مهم للغاية، لكنه يجب أن يُنظر إليه في سياق الرفاه الإنساني العام.. لم أتخذ هذا الموقف لأنه يحظى بإجماع، بل لأنه –برأيي– الموقف الصحيح فكرياً».

وانتقد غيتس ما وصفه بـ«النظرة الكارثية» لتغيّر المناخ، داعياً إلى «تحوّل استراتيجي» في الأولويات نحو القضايا التي تُحدث الأثر الأكبر على رفاه الإنسان. وأضاف: «إنها الطريقة المثلى لضمان حصول الجميع على فرصة لحياة صحية ومنتجة، بغض النظر عن مكان ميلادهم أو المناخ الذي وُلدوا فيه».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى