الأمم المتحدة في خطوط النار… غزة، ليبيا، السودان وأزمات المساعدات الإنسانية

نيويورك – زينة بلقاسم – ألأمم المتحدة
تتجاذب اليوم المنظمات الدولية في قلب المحاور الساخنة بين استراتيجية الحماية الإنسانية وتحديات الحرب المفتوحة، حيث تبرز الأمم المتحدة في موضع المدافع عن المدنيين، في مواجهة ضغوط متزايدة من أطراف النزاع. وظهر ذلك بوضوح في إيجازها الصحفي الصباحي لليوم ال 14 أكتوبر 2025، حين تناولت المتحدّثة “أولغا” ومن ثم نائب المتحدّث باسم الأمين العام “فرحان حق” ملفات غزة، ليبيا، السودان، وأزمة إرسال المساعدات إلى خيرسون في أوكرانيا، كجزء من العرض الأوسع للدور الدولي في حماية السلام والمساعدات الإنسانية.
استهل الموجز بالوضع في غزة، حيث أعاد نائب المتحدث باسم الأمين العام “فرحان حق” التأكيد على أن حركة السكان من الجنوب إلى الشمال لا تزال متواصلة منذ بدء الهدنة، مع تسهيل حركات الإغاثة إلى المناطق التي انقطعت عنها الخدمات لفترات طويلة
وجّه حق انتباه العالم إلى أن هذه الحركة مؤشر على الضغط الهائل على البنى التحتية في القطاع الجنوبي، وأن الأمم المتحدة تعمل على إعادة التموضع اللوجستي للمساعدات الطبية والغذائية، وتقييم الطرق التي قد تكون ملغّمة أو خطيرة، لتأمين وصول آمن للمدنيين.
وعن أوكرانيا، أعلن المتحدث بأن عددا من شاحنات مساعدات إنسانية تمّ تمييزها بوضوح كشاحنات أممية، تعرضت لهجوم أثناء توصيلها إلى منطقة في خِيرسون الأوكرانية، وانطلقت في عملية تفريغها قُبالة الجبهة الأمامية. وقد تأكد أن شاحنتي برنامج الأغذية العالمي تضررتا أو أُحرقتا أثناء التفريغ، لكن الأهم أن الطاقم الإغاثي نجا دون إصابات. هذا الهجوم يُعدّ بمثابة إشارة إنذار حادة بأن البنى التحتية الإنسانية في ميدان الحرب مستهدفة أيضًا، وهو سلوك يثير تساؤلات عن احترام القانون الدولي الإنساني والتزام أطراف النزاع بحماية المساعدات.
تسعى الأمم المتحدة، بحسب “فرحان حق”، إلى ضمان أن أي جهود للمساعدة الإنسانية تُنفذ في مناطق النزاع تكون محمية وفقًا للمعاهدات الدولية، وتسعى إلى تقييم الخسائر ومعاقبة أي من يُثبت تورطه في استهداف المساعدات. ولكن في ظل انقطاع الاتصالات، وتعدد الجبهات، وتكتيكات القصف المتغير، فإن قدرة الأمم المتحدة على ضمان الحماية هي في كثير من الأحيان محدودة.
كما تطرق الى لبنان
لم تُغفل الأمم المتحدة في إيجازها الصحفي الحديث عن السودان، حيث تستمر التحذيرات من انحدار الوضع الإنساني إلى مستويات كارثية، خصوصًا في دارفور والمناطق المتضررة الأخرى. وأشار فريق الأمم المتحدة إلى أن عوائق كبيرة تقف أمام وصول المساعدات، وأن الأطراف المتحاربة غالبًا ما تستخدم تهديدات الحصار أو تعطيل النقل كأدوات حرب. وتطالب الأمم المتحدة عن طريق هيئاتها العاملة هناك الأطراف بفتح الممرات الإنسانية، والسماح بدخول المساعدات دون شروط سياسية، كما تدعو الى وإزالة العقبات اللوجستية، وإنقاذ المدنيين العالقين بين خطوط النار. وحذّرت من أن استمرار الصراع سيقود إلى تفاقم المجاعة وانتشار الأوبئة.
وللملف الليبي حضور في الإيجاز الصحفي. إذ تشير الأمم المتحدة إلى أن البلاد تظل نقطة ساخنة لنزاع الفرقاء السياسيين وذكر ان “هانا تيتي” دعت الأطراف السياسية المتنازعة الى وجوب التنسيق واتباع خريطة طريق سياسية واضحة تؤدي الى انتخابات تضمن فيها الأطراف الليبية حقوقها وتحقق السلام والاستقرار لليبيين.