عِندمَا يَدنُو الوَداعُ عِندَ مُنْعَطَفِ الُّرجُوع .

عين اليمن الحر – عناية اخضر
خضراءُ عامِل –

عِندمَا يَدنُو الوَداعُ عِندَ مُنْعَطَفِ الُّرجُوع ..سَأَنثُرُ قَصائدي على مفارِق العُمر هَدايا العِيد ..وسأجمعُ ما تبقَّى مِنْ ذاكِرتي جداوِلَ حُروفٍ مَُتقاطِعَة أقدِّمُها َمعاجِمَ ِلِذَوي الألبَاب ..علَّهُم يعرِفُون كَمْ كانَ في قاموسِيَ مِنْ مَعنى لَْمْ يُدرِكهُ مَنْ امْتَهَنَ النِّفاقَ لِيملِكَ بعضَ تِيهٍ في أزقّةِ المُتَسوّلين بحثاً عن مُتَعٍ بالِيةٍ لَا تَقِي حَرَّ الشِّتاء ولاَ صَقيعَ الصّيفِ في فصُولِهم المُلَفّقةِ بالأكاذِيب..
هُم هكذَا اعتادُوا فنُونَ الَّلعبِ على اوتارِ القُلوب الضّعيفِة..
يغرونَهُم بمزيجٍ مَعسول بِسُمٍّ قاتِلٍ كالزّرنيخ .. يُقدِّمونَ لضٍحاياهُم اكفاناً منسوجةً بخيطٍ من أمَلٍ واهِمٍ واهِن كَخيطِ َعنكبوتٍ تَشابكَ بِهندسةٍ رائعَةُ الشَّكلِ مُتقنَةُ الحِيلةِ مِنْ اجلِ فريسةٍ تُأْكَلُ على مائدةِ النَّهَِم بِملاعِق من الجّشَعِ المُفرَطِ يَنامُ بعدهَا المُفتَرِس مَتخوماً كَمَنْ ابتلعَ حرَاماً اشعَلَ في امعائهِ النّار ..
ولَمْ يَشعُر بعدها الاَّ ِبجِوعٍ يتلوهُ جُوع يتلُوهُ جُوع وعطشٍ لا يُطفأ لهيبُهُ كَمَْن شَرِبَ مِنْ ماءٍ آسِنٍ مُرّ كالعَلقَمِ يزداُد عطشاً كلّما اكثرَ منهُ الشّرب ولا يدري هل يلمسُ حقّاً مِنْ حَقيقةٍ مَنْ لمْ يسلُكْ غيرَ طريق الذّئب الذي اغْرَى ليلَى لِيصَِل الى جَدَّتِها عبرَ طريقٍ قصيرةٍ تُريحُه عنَاءَ المَسير ..!! فيصِل الى فريستِه دون جهدٍ يُحتسَب !!ْ
هنيئاً لِمَْن فعَلَ ان يناَم مبْطَاناً بِحِجَارةٍ ترقدُ في بطنِه لا يشترُّها ولا تخرجُ منهُ الى انْ يصبِحَ رفاتاً كجيفةٍ نَتِنَة.. تفوحُ منهُ ريحُ العَفَن وتَبقى شاهِدةً عليهِ كَمَنْ اكَل الثّوَم واكثرَ من اكلِ البَصل لِيبيتَ في مَكانٍ مُعقّم من ذُوي الرَّوائح الكَريهِة فبقيَى منبوذاً لا يُحتَملُ حضورُه ولا يجالسِهُ منْ يَكرهُ الاشياءَ المُقرِفَِة وثوبُهُ نقِيُّ يحميهِ من اثَر التَّلَوُّث فكانَ لَا يَجِدُ لنفسهِ مأوىً غيَر الجُحُور مع خوابثِ الأرض الّذين انتُبِذُوا مِنْ على سطحِها لِبشاعَةِ ما اقترفوُا بِحَقّ الانسان الّذي كانَ هَمُّهُ في الحَياة اسْعاُد الآخرين يُعطِي اكثرَ من سعتِه وما تطيق نفسُه ليِجِدَ الخيرَ ينتشِرُ بين الّناس كَما الضَّوء حِين يَندَلِعُ لِسَان الّصباح وَتَشرِقُ الشُّمس للنَّاس كَافَّةً دُونما تَمييز .
وتُصْبِحُ آيَة النَّهارِ مَبْصِرَةً وَيَعْمَى عَنها الحُاقِدُون .
.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى