اعتراف عربي اسلامي باسرائيل

اعتراف عربي إسلامي بإسرائيل…..     مازن الشيباني…

إخيرا حصلت إسرائيل على ماتريده ونالت إعترافا كاملا غير منقوص من العرب والمسلمين شعوبا وأنظمة بعد عقود الرفض والإقناع والإقرار لوجود دولة الكيان الإسرائلي المحتل والمغتصب لأرض فلسطين العربية .. وبالتالي لم يعد وجود إسرائيل بحد ذاته يشكل أي مشكلة للعرب والمسلمين وهو ما أكدته بيانات الأنظمة العربية ومظاهرات الشعوب التي ركزت على رفض أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل في إعتراف واضح وصريح بوجود إسرائيل وأحقيتها أن تكون دولة مقامة على أرض عربية وهو مايعزز قناعة الفلسطينين ومن ورأهم العرب والمسلمين بضرورة وجود حل سياسي للصراع العربي الإسرائلي يفضي الى قيام دولتين وهو ما لم تقبل به إسرائيل حتى الأن..

ولكن كيف حصلت إسرائيل على هذا الأعتراف الشعبي والرسمي..

في ديسمبر كانون الأول أصدر الرئيس الأمريكي قرارا بنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس خلال سنتين..

هذا القرار أثار صدى عربيا وإسلاميا واسعا على المستوى الرسمي والشعبي وردود افعال رافضة لهذا القرار المخالف لكل القرارت الدولية المتعلقة بالقدس ..الا أن للقرار خفايا أخرى وهي تهيئة الرأى العام العربي والإسلامي للقبول بإسرائيل والاعتراف بها رسميا وفقا لنظرية التأطير التى ابتدعها (غوبلز) وزير الدعاية أبان حكم هتلر للسيطرة على العقول وهي النظرية التي أصبحت تستخدم لتحديد السياسات والتأطير أن تجعل العقل ينحصر في أختيارات محددة فرضت عليه وتمنعه من البحث عن خيارات أخرى ووفقاً لهذه النظرية فقد خرج ألاف المتظاهرين  في عدد من الدول العربية والاسلامية فقط ليقولوا أن القدس ليست عاصمة لأسرائيل وبذلك وبغير وعي حصلت اسرائيل على اعتراف مباشر وعلني من الشعوب العربية والأسلامية ومن قبلها الأنظمة وحتى من علماء الدين والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ولهذا لم يعد اي داعي لبقاء حالة العداء مع اليهود المحتلين لفلسطين العربية وأن السلام وأن كان بشروط أسرائيل هو الخيار الوحيد الذي يجب المضي فيه والتفاوض حوله حتى وأن قبلت أمريكا التراجع عن قرار نقل سفارتها الى القدس لابد أن يقدم العرب والفلسطينين تنازلات لصالح اسرائيل … ولن نتجاوز الحقية اذا ما قولنا أن الاعتراف الشامل والتطبيع العلني مع أسرائيل سيكون احد الشروط الأمريكية للتراجع عن القرار وهو ما سيعتبره العرب والمسلمين أنتصاراً للدبلوماسية العربية وتجسيد لأدارة الشعوب وصمودها وتمسكها بحقها وبقاء القدس الشرقية بعيدة عن متناول اليهود الغاصبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى