12 طريقة للتحوُّل إلى عالم واع بمخاطر المناخ
قبل عامين، اجتمع أكثر من 180 بلدا للتوقيع على اتفاق باريس التاريخي لمكافحة تغيُّر المناخ. لقد كانت لحظة فارقة أعرب الكثيرون عن أملهم أن تحول دون تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين، وأن تضع العالم على مسار أكثر استدامة.
وسيلتقي رؤساء الدول وقادة آخرون ثانيةً في باريس في 12 ديسمبر/كانون الأول في قمة كوكب واحد لتأكيد التزاماتهم وإيجاد سُبُل ملموسة لتحقيقها.
إن ساعة المناخ تتواصل دقاتها. فقد ارتفعت درجات الحرارة العالمية بالفعل أكثر من درجة مئوية واحدة منذ حقبة ما قبل الثورة الصناعية. وأصبحت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الآن عند أعلى مستوى لها منذ 800 ألف عام. فبعد ثلاثة أعوام استقرت فيها مستويات الانبعاثات العالمية، عادت في الآونة الأخيرة لترتفع من جديد. وأودت أعاصير وفيضانات غير مسبوقة ترتبط بتغيُّر المناخ بحياة الكثير من البشر، ودمَّرت المجتمعات المحلية، ومرافق البنية الأساسية من منطقة البحر الكاريبي إلى جنوب المحيط الهادئ وأفريقيا وجنوب آسيا.
وقد تُؤدِّي هذه الأحداث الجامحة مع نوبات الجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر، وغيرها من الآثار المتصلة بالمناخ إلى سقوط 100 مليون شخص آخرين في براثن الفقر المدقع بحلول عام 2030.
الاستثمارات المطلوبة
إن الوفاء بالتزامات اتفاق باريس المناخي سيتطلب استثمارات بسرعة وعلى نطاق غير مسبوقين. وخلال السنوات الخمس عشرة القادمة، سيحتاج العالم إلى بنية أساسية جديدة تتكلف نحو 90 تريليون دولار- أغلبها في البلدان النامية والبلدان متوسطة الدخل.
ومنذ تبنِّي اتفاق باريس، ما فتأت بلدان العالم تعمل على تنمية اقتصاداتها وفي الوقت نفسه تخفض انبعاثاتها، ولكن ليس بالسرعة الكافية. وتعتقد مجموعة البنك الدولي أنه من خلال تمويل إضافي وتسارع وتيرة المساندة العالمية، سيكون بمقدور بلدان العالم تحقيق أهدافها لمكافحة تغيُّر المناخ بحلول عام 2020.
وخلال العامين الماضيين ارتبط البنك الدولي بتقديم مليارات الدولارات لمساعدة البلدان على الوفاء بأهدافها المناخية، وسنزيد تمويلنا للأنشطة المناخية إلى 28% من محفظة مجموعة البنك الدولي بحلول عام 2020.
ويهدف برنامج جديد أطلقه البنك الدولي والأمم المتحدة -هو الاستثمار من أجل المناخ “Invest4Climate” – إلى تعبئة القطاع الخاص والمستثمرين الآخرين من أجل الفرص عالية التأثير في البلدان النامية، كتطوير قدرات التخزين بالبطاريات على نطاق واسع، والسيارات الكهربائية، وأنظمة تكييف الهواء الموفرة للطاقة.
ويعمل البنك الدولي مع شركائه أيضا لمساندة مشروعات مبتكرة واعية بمخاطر المناخ، مثل إنشاء شبكة للنقل السريع في السنغال، والاستثمار في الطاقة الحرارية الأرضية بإندونيسيا، ومشروع الألواح الشمسية على الأسطح في الهند، ودعم الزراعة الواعية باعتبارات المناخ في غانا وإثيوبيا.
ونسرد فيما يلي 12 طريقة تساعد بها مجموعة البنك الدولي في تحول البلدان إلى عالم أكثر استدامة:
1. سواحل قادرة على مجابهة التغيرات المناخية: يُنذِر تآكل السواحل، والفيضانات، والتلوُّث بإفساد سبل كسب العيش لأكثر من ثلث سكان غرب أفريقيا. وسيُساعد البرنامج الاستثماري (برنامج إدارة المناطق الساحلية بغرب أفريقيا) ما يصل إلى 17 بلداً في غرب أفريقيا على التصدِّي لهذه المخاطر عن طريق تعبئة التمويل والحلول الفنية.
2. التأمين ضد المخاطر المناخية: في الفلبين، نساند برنامجاً تكلفته 100 مليون دولار للتأمين ضد مخاطر الكوارث لمساعدة 25 إقليما على إدارة آثار الكوارث.
3. الزراعة المراعية لظروف المناخ: نعمل مع مبادرة الكاكاو والغابات في بلدان مثل غانا وكوت ديفوار للتشجيع على اتباع أساليب أكثر إنتاجية واستدامة في زراعة الكاكاو ومكافحة التصحُّر.
4. مدن قادرة على مجابهة التغيرات المناخية: يهدف برنامج المدن القادرة على المجابهة إلى مساعدة مئات المدن في أنحاء العالم في الحصول على التمويل الذي تحتاج إليه للتصدي لمخاطر الكوارث وتغير المناخ. وتبدأ المرحلة الأولى للبرنامج بأكثر من 30 مدينة، ومن المتوقع أن يتسع نطاقه ليشمل أكثر من 500 مدينة في غضون 10 سنوات.
5. القدرة على التنقل المراعي لظروف المناخ: نعمل مع شركائنا لتطوير شبكة جديدة ذكية لحافلات النقل السريع لدكار في السنغال بهدف نقل 300 ألف راكب يوميا وفي الوقت نفسه خفض الانبعاثات الضارة وتشجيع النمو الاقتصادي في السنغال.
6. الغابات/المناطق الطبيعية: نساند الزراعة المستدامة للبن في إثيوبيا من خلال صندوق نسبريسو لمبتكرات الاستدامة، وتدريب المزارعين، وإصلاح الأراضي المتدهورة من أجل إحياء الاقتصاد المحلي.
7. الرصد المائي والجوي: دخلنا في شراكة مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لتحديث خدمات وأنظمة الرصد المائي والجوي في أنحاء أفريقيا من أجل تقوية أنظمة الاستجابة والإنذار المبكر. وسوف تتضمَّن المرحلة الأولى استثمار نحو 600 مليون دولار في 15 بلدا وأربعة مراكز إقليمية لتنبؤات المناخ.
8. السندات الخضراء: يعمل أكبر صندوق للسندات الخضراء مكرس للأسواق الصاعدة على توسيع نطاق التمويل المتاح للاستثمارات الواعية باعتبارات المناخ.
9. تسعير الكربون: يقود ائتلاف القادة لتسعير الكربون الذي أُطلِق رسميا في باريس في ديسمبر/كانون الأول 2015 التحرك على صعيد النشاط المناخي من خلال سياسات فعَّالة للكربون على مستوى العالم. وحتى 2017، كان لدى الائتلاف أكثر من 25 شريكا من الحكومات على المستويين الوطني ودون الوطني، وأكثر من 150 شريكا من القطاع الخاص من مجموعة متنوعة من المناطق والقطاعات، وأكثر من 50 شريكاً إستراتيجياً يمثلون منظمات غير حكومية ومنظمات أعمال وجامعات.
10. الطاقة الشمسية: أدَّى مشروع عملاق للطاقة الشمسية قدرته 750 ميجاوات في ريوا إلى انخفاض أسعار الطاقة الشمسية إلى مستويات قياسية في الهند، ومن المتوقع أن يجتذب استثمارات خاصة تزيد على 500 مليون دولار. وضاعف المشروع إمدادات الطاقة الشمسية في ولاية مادهيا براديش، وهو من أكبر محطات الطاقة الشمسية ذات الموقع الواحد في العالم. وستساعد المحطة في تزويد مترو أنفاق نيودلهي بالكهرباء.
11. الطاقة الحرارية الأرضية: سيساعد التحوُّل إلى توليد الطاقة الحرارية الأرضية إندونيسيا على خفض انبعاثات غازات الدفيئة وتقليل اعتمادها على أنواع الوقود الأحفوري مثل الفحم وهو مصدرها الرئيسي لإنتاج الكهرباء. وبدعم من البنك الدولي وشركاء آخرين، تعتزم الحكومة إقامة صندوق جديد للتخفيف من مخاطر الطاقة الحرارية الأرضية من أجل تعبئة عدة مليارات من الدولارات من القطاع الخاص لصالح أنشطة التنمية واسعة النطاق.
12. كفاءة استخدام الطاقة: دخلنا في شراكة مع مؤسَّسة خدمات كفاءة استخدام الطاقة المحدودة في الهند من أجل خلق أسواق مستدامة لمصابيح الليد ومراوح السقف التي تتسم بكفاءة استخدام الطاقة، وتسهيل الاستثمارات في الإنارة العامة للشوارع، ورعاية الاستثمارات الجديدة من أجل أنظمة تكييف الهواء والمعدات الزراعية ذات الكفاءة العالية.