وزير خازجية سوريا المؤقت : سوريا بدأت أخيرا “تلتقط أنفاسها”

نيويورك – صورية شعلال- ألأمم المتحدة
قال وزير الخارجية السوري المؤقت أسعد الشيباني إن علم بلاده الذي رفع اليوم في المقر الدائم “ليس مجردَ رمز، بل هو إعلان لوجود جديد نبع من رحم المعاناة، ويجسد مستقبلا ينبثق من الصمود، ووعدا بالتغيير بعد سنوات من الألم “.
وأضاف أن قصة بلاده اقترنت لعقود من الزمن “بقسوة نظام الأسد، الذي لم تتسبب أفعاله في مآس إنسانية عميقة للشعب السوري فحسب”، بل أتاحت “لقوى مزعزعة للاستقرار أن تنبت في تراب وطننا”.
وأكد أن سوريا بدأت أخيرا “تلتقط أنفاسها” بعد 50 عاما من القمع، وفتحت أبوابها للعالم، بما في ذلك من خلال منح المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان الوصول إلى أراضيها.
وقال إن السوريين والسوريات حققوا “المستحيل” في الأشهر الأربعة الماضية من خلال تعاون غير مسبوق فيما بينهم، بما في ذلك الحفاظ على مؤسسات الدولة، وتشكيل الحكومة الانتقالية، وتوحيد الفصائل العسكرية، التي انحلت “جميعا دون استثناء”، وبدء خطوات دستورية نحو إصلاح حقيقي. كما تم إطلاق حوار وطني “اجتمع فيه – لأول مرة – ما يقارب ألف سوري في القصر الرئاسي”.
وتطرق السيد الشيباني إلى الأحداث المأساوية التي شهدها الساحل السوري الشهر الماضي، وقال إن “فلول النظام حاولت إشعال حرب أهلية من خلال ارتكاب مجازر مروعة بحق عدد كبير من عناصر الأمن والمدنيين”.
وأكد أن حكومته قامت بإنشاء لجنة للسلم الأهلي ولجنة لتقصي الحقائق لمحاسبة المنتهكين، وأرسلت المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في قاعدة حميميم وهي على استعداد “لمنح كافة الالتزامات لعودتهم إلى منازلهم قريبا”.
وقال إن السلطات الانتقالية ستعلن عن هيئة للعدالة الانتقالية، وهيئة للمفقودين السوريين، وعن “خطوات جادة لتشكيل برلمان وطني يمثل الشعب السوري”.
إلا أن الوزير السوري أكد أن العبء الناجم عن العقوبات على بلاده تهدد استقرارها، وقال إن هذه الإجراءات “التقييدية التي فرضت على نظام سابق بائد، تمنع رؤوس الأموال والخبرات من الدخول، فيما تتيح للشبكات غير المشروعة أن تزدهر”.
وقال إن من يطالبون بالمزيد من سوريا، “هم أنفسهم الذين يصرّون على الإبقاء على العديد من العقوبات ضدها”، ومشددا على أن رفعها “يمكن أن يكون خطوة حاسمة تساهم في تحويل سوريا من بلاد عرفت بماضيها المظلم، إلى شريك نشط وقوي في السلام والازدهار والاقتصاد الدولي. فاستقرار سوريا لا يمسّنا فقط كسوريين، بل يمسّ استقرار المنطقة بأسرها”.