.. مناورة حوثية لإفشال الهدنة والحفاض على بيئة الحرب وإهدار فرص السلام

 

عدن – عين اليمن الحر

انتهت الهدنة الأممية في اليمن، التي كانت سارية منذ أبريل الماضي، مع حلول السادسة من مساء اليوم الأحد، وسط استمرار  الحوثيين  في موقفها الرافض للمقترح الأممي الأخير حول هدنة موسعة لمدة ستة أشهر.

وتتهم الحكومة المعترف بها دوليا ،الحوثي، بعرقلة الوصول إلى توافق حول المقترح الأممي الأخير لتمديد وتوسيع اتفاق الهدنة.
ويشترط  الحوثيين  لتمديد الهدنة، “الرفع الكامل للحصار ووقف دائم لإطلاق النار وصرف رواتب الموظفين” وفق ما صرح به قادتها.
وقال  الحوثيين ، إنهم أقرت، اليوم، الخطوط العريضة والنقاط الأساسية لمرحلة ما بعد الهدنة، التي انتهى سريانها في السادسة من مساء اليوم.

وذكرت، وكالة (سبأ) بصنعاء ، أن  “المجلس السياسي الأعلى”  بصنعاء استعرض في اجتماع له، آخر المستجدات بشأن المفاوضات الجارية حول الهدنة.

وفي الاجتماع، أطلع رئيسه القيادي الحوثي مهدي المشاط، أعضاء المجلس على تفاصيل المقترحات المقدمة والإعاقات التي تزعم المليشيا أن دول التحالف العربي تمارسها.
وبحسب الوكالة الحوثية، فإن ا لمجلس  يدرس مختلف الخيارات للتعاطي مع المرحلة الجديدة “التي يفرضها سلوك العدوان ومرتزقته”، على حد قوله.
وقال المجلس الحوثي، إنه “لن يسمح بأن تتحول الهدنة إلى غاية كونها كانت مجرد وسيلة للوصول لاتفاق نهائي”.
وشن المجلس السياسي ، هجوما على الأمم المتحدة، واتهمها بـ “التلكؤ وطرحها ورقة لا ترقى لمطالب الشعب اليمني ولا تؤسس لعملية السلام”، على حد تعبيره.
وقال المجلس السياسي ، إن “الشعب اليمني لن تنطلي عليه الوعود الكاذبة. وباستطاعته انتزاع حقوقه من عائدات ثروته النفطية والغازية التي يتم نهبها من قبل العدوان ومرتزقته”.
ودعا قواتهم ، إلى “اليقظة والجهوزية الكاملة للتعامل مع أي موقف”، محملا التحالف العربي، مسؤولية تعطيل عملية السلام.
ويرى مراقبون، أن الموقف الحوثي الرافض لتجديد الهدنة الأممية، يهدف إلى الحفاظ على بيئة الحرب التي كانت قد تقلصت خلال الأشهر الستة الماضية.
ويقول المراقبون، إن الحرب بحد ذاتها تمثل بيئة خصبة لاستمرار هذه الجماعة  التي تعتقد أنها بفقدان مظاهر الحرب تخسر، وتبحث عن تعويضات لهذه الخسارة بمكاسب وهمية، تحت شعارات إنسانية وسياسية أيضا.
وفي حالة  الحوثيين ، وفقا للمراقبين، فإنها تتخذ من القضايا الإنسانية مثل الرواتب وغيرها، ذريعة للتنصل عن التزاماتها دون تقديم أي تنازل لتحقيق ذلك. كما تقدم  الحوثيين  نفسها بالممثل القانوني للجمهورية اليمنية كنوع من الضغط السياسي على الحكومة لتقديم المزيد من التنازلات.
ويشير المراقبون، إلى رفض الحوثيين الحديث دفع الرواتب من عائدات الوقود المتدفق عبر موانئ الحديدة، وتطالب من الحكومة في الوقت ذاته دفعها، بالرغم من أن الكميات الواصلة لليمن عبر ميناء الحديدة سواء الوقود أو الغذاء أكثر بكثير من تلك الشحنات الواصل عبر مينائي عدن والمكلا.
وهو ما يؤكده برنامج الغذاء العالمي، في آخر تحديث له، من أنه “خلال الفترة من يناير إلى أغسطس، ارتفع إجمالي الواردات الغذائية عبر مينائي الحديدة والصليف بنسبة ثمانية في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بينما انخفض بنسبة 45 في المائة في الموانئ الجنوبية في عدن والمكلا”.
ويحسب المراقبين، فإن جماعة  الحوثيين ، تتنصل عن التزاماتها الإنسانية تجاه المواطنين الذين تدعي أنهم تحت مسؤوليتها وتنطلق من مصالحهم، غير أنها ترمي بتلك المسؤولية على عاتق الحكومة والتحالف العربي.
كما اعتبر المراقبون، أن موافقة الحكومة على المقترح الأممي الأخير، لتمديد الهدنة الموسعة، خصوصا دفع الرواتب، يقوي مركزها القانوني باعتبارها مسؤولة عن المواطنين في كل مناطق اليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى