مجلس الأمن الدولي أسوأ المخاوف تحققت ويبحث الوضع في الأرض الفلسطينية

FYE – Alkhader

 

نيويورك – رشادالخضر- ألأمم المتحدة

أمام مجلس الأمن الدولي، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إن “أسوأ مخاوفنا تحققت خلال ساعات الليل في غزة حيث استؤنفت الغارات الجوية في جميع أنحاء القطاع مع ورود تقارير غير مؤكدة عن مقتل مئات الأشخاص وأوامر إخلاء جديدة أصدرتها القوات الإسرائيلية”.

وأضاف المسؤول الأممي أن سكان غزة ” يعيشون مجددا في خوف شديد”.

كان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر يتحدث في اجتماع لمجلس الأمن – كان مقررا سابقا بطلب من الجزائر والصومال لبحث الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة.

بالإضافة إلى الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن، يتحدث أمام الاجتماع مندوبو فلسطين وإسرائيل والسعودية وجامعة الدول العربية.

يمكنكم متابعة البث المباشر للاجتماع على الفيديو أدناه، بالترجمة الفورية إلى اللغة العربية.

وفي إحاطته لمجلس الأمن عبر تقنية الفيديو اليوم الثلاثاء، قال فليتشر إن المكاسب المتواضعة التي تحققت خلال وقف إطلاق النار تُدمر، مضيفا أن العاملين في المجال الإنساني أثبتوا أنه عندما يُسمح لهم، فإن بإمكاننا “تقديم المساعدة على نطاق واسع – لم يعد الأمر كذلك”.

وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية قطعت دخول جميع الإمدادات المنقذة للحياة عن 2.1 مليون شخص منذ 2 آذار/مارس. وقال: “رُفضت طلباتنا المتكررة لجمع المساعدات الراكدة عند معبر كرم أبو سالم رفضا ممنهجا. الطعام يفسد وصلاحية الأدوية على وشك الانتهاء”.

وقال إنه يجري حاليا ترشيد الموارد الأساسية، وشدد على أن “هذا الحصار الشامل للمساعدات المنقذة للحياة والسلع الأساسية والتجارية سيكون له تأثير كارثي على سكان غزة الذين لا يزالون يعتمدون على تدفق مستمر للمساعدات إلى القطاع”.

وأضاف فليتشر أن العاملين في المجال الإنساني يواصلون تقديم ما تبقى من إمدادات داخل غزة لمن هم في أمس الحاجة إليه، بالإضافة إلى نقل المياه بالشاحنات، وتوفير حصص غذائية مخفضة، وتوزيع مواد الإيواء، ودعم المستشفيات بأفضل ما يمكنهم، “لكننا لا نستطيع تحمل هذا الوضع لفترة أطول ما لم تُفتح المعابر مجددا لدخول المساعدات”.

وقال: “لا يمكننا، ويجب ألا نقبل العودة إلى ظروف ما قبل وقف إطلاق النار أو المنع الكامل لدخول الإغاثة الإنسانية. يجب حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية. ويجب احترام القانون الدولي”.

وشدد على ضرورة تجديد وقف إطلاق النار كأفضل سبيل لإنهاء معاناة سكان غزة، وحماية المدنيين من كلا الجانبين، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين والسماح بدخول المساعدات والإمدادات التجارية.

كما حذّر فليتشر من عواقب نقص التمويل على عملية الإغاثة، قائلا إن الاستجابة الإنسانية لم تتلقَّ سوى 4% مما هو مطلوب للعام الحالي، وقال: “ليس لدينا ما يكفي حتى للاستمرار لهذا الربع (من العام)”.

وأخبر فليتشر أعضاء المجلس أنه خلال زيارته الأخيرة إلى غزة رأى رسالةً لا تزال عالقة في ذهنه – كان قد كتبها طبيب قُتل لاحقا على سبورة في إحدى المستشفيات، قال فيها “من يبقى حتى النهاية سيروي القصة. لقد فعلنا ما بوسعنا. تذكرونا”.

وسأل المسؤول الأممي أعضاء مجلس الأمن: “هل سنتمكن من القول إننا فعلنا ما بوسعنا؟”

المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع أشار إلى أن بلاده طلبت عقد جلسة مجلس الأمن. وتحدث عن القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وقال إن الدم الفلسطيني “يستخدم مرة أخرى كأداة للحسابات السياسية للساسة الإسرائيليين”.

وأدان، بشدة، هذه الهجمات التي قال إنها تشكل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل شهرين. وذكّر جميع الأطراف بأن قرار مجلس الأمن رقم 2735 يضمن استمرار وقف إطلاق النار طالما أن المفاوضات مستمرة. وأكد على مسؤولية الوسطاء، الولايات المتحدة ومصر وقطر، في ضمان الامتثال للاتفاق.

وقال بن جامع إن مجلس الأمن دعا في قراراته إلى وصول إنساني آمن ودون عوائق. وأضاف: “ومع ذلك، تواصل إسرائيل بوصفها القوة القائمة بالاحتلال، ليس فقط تجاهل القانون الدولي – بما في ذلك القرارات التي اتخذها هذا المجلس – بل وقتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء بشكل عشوائي”.

وأضاف السفير الجزائري قائلا: “نتساءل ما الذي سيقوله أولئك الذين يستدعون باستمرار ما يسمى بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس. نقول ردا على هذه القسوة والفظائع في غزة، إننا نشهد تدهورا منهجيا للكرامة الإنسانية، وتجريدا متعمدا من الحق في الحياة والغذاء والماء، وفي الكرامة الإنسانية الأساسية في غزة…في غزة، نشهد جبن ووحشية الاحتلال الإسرائيلي الذي يتجلى بالكامل دون اعتبار للأرواح البريئة”.

من جانبها، أكدت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا أن مسؤولية استئناف الأعمال العدائية “تقع على عاتق حماس وحدها”، مضيفةً أن هذه “المنظمة الإرهابية الوحشية رفضت رفضا قاطعا كل مقترح وموعد نهائي عُرض عليها خلال الأسابيع القليلة الماضية” لتمديد وقف إطلاق النار.

وقالت إن الجيش الإسرائيلي يضرب “مواقع حماس” وذكرت أن الحركة “تواصل استخدام البنية التحتية المدنية كمنصات إطلاق”.

وأكدت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان واضحا بأنه على حماس إطلاق سراح الرهائن فورا، “أو دفع ثمن باهظ، ونحن ندعم إسرائيل في خطواتها التالية”.

وأضافت: “يجب أن نقر بوحشية حماس على حقيقتها. ارتكبت هذه المنظمة الإرهابية أسوأ مذبحة لليهود منذ المحرقة، واغتصبت وارتكبت عنفا جنسيا تجاه الرهائن الإسرائيليين وغيرهم من ضحايا الهجوم، وأطلقت سراح العديد من الرهائن في حالة تُذكرنا بحالات الناجين من المحرقة، وقتلت ثم عرضت نعوش أطفال بيباس في الشوارع”.

وقالت شيا إن إيران “تقف وراء كل جماعة إرهابية” وكل ما يهدد السلام والاستقرار لملايين البشر في المنطقة. وأضافت أن دول الشرق الأوسط أمامها “فرصة تاريخية لإعادة تشكيل منطقتها بما يتيح لجميع شعوبها مسارا أفضل للمضي قدما. إن تقوية العلاقات بين إسرائيل وجيرانها توفر بديلا عن النفوذ الإيراني الخبيث ورعايتها للإرهاب”.

وأكدت أن بلادها ستبذل قصارى جهدها مع شركائها العرب للعمل على إيجاد حل دائم للصراع “وبناء مستقبل أكثر ازدهارا لشعوب المنطقة”.

أعرب جيروم بونافو الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، عن إدانة بلاده للضربات الإسرائيلية التي وقعت يوم أمس في قطاع غزة. ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية التي قال إنها تقوض جهود الإفراج عن الرهائن وتهدد حياة السكان المدنيين في غزة.

وأكد أنه يتعين على جميع الأطراف العودة إلى احترام وقف إطلاق النار بكامله والانخراط في مفاوضات حسنة النية لإدامته.

وأضاف: “ندعو السلطات الإسرائيلية إلى حماية جميع المدنيين بشكل دائم وإعادة الوصول إلى المياه والكهرباء، وإلى رفع العقبات التي تعترض دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة على الفور”. وجدد دعوة فرنسا إلى الإفراج عن جميع الرهائن في القطاع.

وأعرب جيروم بونافو عن ترحيب بلاده باقتراح خطة إعادة إعمار غزة التي قدمتها الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، خلال قمة القاهرة في 4 آذار/مارس الماضي. وحث جميع الأطراف على الاستفادة من نقاط قوة هذه الخطة للمضي قدما، لا سيما بشأن قضايا الأمن والحوكمة.

وأكد السفير الفرنسي أن مستقبل غزة لا يمكن فصله عن تسوية سياسية شاملة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وتحقيقا لهذا الهدف، قال السفير الفرنسي إن بلاده ستشارك في رئاسة مؤتمر دولي في نيويورك في حزيران/يونيو 2025 مع المملكة العربية السعودية حول تنفيذ حل الدولتين.

وأضاف: “هذا هو السبيل الوحيد لتمكين الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش جنبا إلى جنب في سلام وأمان”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى