كُمران… الجزيرة التي اختطفها الحوثي من الجغرافيا وحوّلها إلى سجن!

معالم يمنية

بقلم / هيثم جسار

بينما كانت جزيرة كُمران اليمنية شاهدة على التاريخ، تنعم بهدوء البحر وجمال الطبيعة، جاءت الميليشيات الحوثية لتسدل فوقها ستار العزلة والخوف، مُحوِّلة إياها من ملاذٍ طبيعي إلى معتقل عائم، بعد أن تلقت ضربات موجعة من القوات الأمريكية ضمن عمليات حماية الممرات البحرية.

في خطوة تكشف عن عقلية أمنية مريضة، أقدمت جماعة الحوثي على قطع الاتصالات عن الجزيرة بالكامل، مانعةً الأهالي من التواصل مع العالم الخارجي، في مشهد يُعيد إلى الأذهان سلوك الأنظمة القمعية التي ترى في العزلة وسيلة للسيطرة على البشر، لا لحمايتهم.

لم تكتفِ الجماعة المدعومة من إيران بتحويل الجزيرة إلى منطقة محظورة، بل وضعتها تحت قبضة أمنية مشددة، خوفًا من تسرب الحقائق، ومن وصول العالم إلى ما يجري خلف البحر والسلاح.
الضربات الأمريكية الدقيقة لم تكن فقط رداً على تهديد الملاحة الدولية، بل كشفت عن مدى هشاشة المشروع الحوثي، وعن لجوئه فورًا إلى القمع والانتقام من المدنيين العزل.

اليوم، كُمران لا تعاني من الحصار الأمريكي، بل من اختطاف حوثي حول الطبيعة إلى زنزانة، والهدوء إلى صمتٍ ثقيل.

وهنا تتجلى أهمية الدور الأمريكي في كبح جماح هذا المشروع المتطرف، الذي يتغذى على العزلة، ويعيش على انتهاك الكرامة الإنسانية. إن تأمين خطوط الملاحة لا يكتمل إلا بتحرير الجُزر من الظلام، ومنح السكان حقهم في الحياة والاتصال والحرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى