في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن لبحث التصعيد في الشرق الأوسط “الأمين العام للأمم المتحدة منطقة الشرق الأوسط على حافة الهاوية وإن شعوبها تواجه خطرا حقيقيا بنشوب صراع شامل”

 

نيويورك – رشادالخضر – الأمم المتحدة

عقب الهجمات التي شنتها إيران على إسرائيل، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول الوضع في الشرق الأوسط يتحدث خلالها الأمين العام للأمم المتحدة إلى جانب الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس وممثلي إسرائيل وإيران وسوريا.
يُعقد الاجتماع الطارئ بطلب عاجل من الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة موجه إلى رئاسة مجلس الأمن قال فيه إن إيران شنت “هجوما مباشرا من أراضيها بأكثر من 200 طائرة مسيرة وصواريخ كروز وقذائف باليستية باتجاه إسرائيل في انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي” كما جاء في الخطاب.

كما أرسل الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة خطابا إلى رئيسة مجلس الأمن قال فيه إن “جمهورية إيران الإسلامية نفذت سلسلة من الضربات العسكرية على أهداف عسكرية إسرائيلية” في إطار ممارسة حقها في “الدفاع عن النفس واستجابة للعدوان الإسرائيلي المتكرر وخاصة هجومها المسلح على المباني الدبلوماسية الإسرائيلية” في دمشق وفق ما جاء في الخطاب.

وكان مسؤولو الأمم المتحدة قد أدانوا “التصعيد الخطير الذي يمثله الهجوم واسع النطاق الذي شنته إيران على إسرائيل” ودعوا إلى الوقف الفوري لهذه الأعمال العدائية.

بدأ الاجتماع بكلمة الأمين العام أنطونيو غوتيريش الذي قال إن “منطقة الشرق الأوسط على حافة الهاوية وإن شعوبها تواجه خطرا حقيقيا بنشوب صراع شامل”. وأضاف أن الوقت قد حان لتهدئة التوترات وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتراجع عن حافة الهاوية.

وذكـّر جميع أعضاء الأمم المتحدة بأن الميثاق يحظر استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة. وشدد على ضرورة احترام حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية وموظفيها في كل الحالات بما يتماشى مع القانون الدولي.

وكان الأمين العام قد أدان الهجمات التي شنتها إيران على إسرائيل أمس، وهجوم الأول من نيسان/أبريل على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وأكد غوتيريش أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مشتركة في “تأمين وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وتوصيل المساعدات الإنسانية بدون عوائق، ووقف العنف في الضفة الغربية المحتلة وتهدئة التوتر عبر الخط الأزرق (بين لبنان وإسرائيل) واستعادة الملاحة الآمنة في البحر الأحمر. علينا مسؤولية مشتركة للعمل من أجل السلام”.

وجدد الأمين العام أنطونيو غوتيريش التأكيد على أن “لا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمل نشوب حرب أخرى”.

روبرت وود، نائب المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة قال إن بلاده تدين، بأشد العبارات، الهجوم غير المسبوق على إسرائيل من قبل إيران “ووكلائها وشركائها المسلحين”.

وأضاف أن تصرفات إيران المتهورة لا تشكل تهديدا للسكان في إسرائيل فحسب، بل أيضا لدول أعضاء أخرى في الأمم المتحدة في المنطقة، بما فيها الأردن والعراق. وقال إن من واجب مجلس الأمن ألا يترك تصرفات إيران تمر دون رد.
ودعا مجلس الأمن إلى أن يدين بشكل لا لبس فيه “أعمال إيران العدوانية وأن يدعو إيران وشركاءها ووكلاءها إلى وقف هجماتهم”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدعم ممارسة إسرائيل لحقها الطبيعي في الدفاع عن نفسها في مواجهة هذا الهجوم.

السفير نسيم قاواوي نائب الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة قال أمام المجلس إن بلاده حذرت بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق “من مغبة عدم وضع حد لسلوك الاحتلال وغطرسته بالمنطقة”، وأضاف أن صدق هذه التحذيرات يتجلى اليوم.

وقال إن أزمات الشرق الأوسط مترابطة ولا يمكن النظر في بعضها بمعزل عن الآخر، وشدد على ضرورة التعامل مع الأسباب الجذرية لهذه الأزمات والمتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي. وأكد ضرورة “ألا تغطي التطورات الأخيرة على القضية المركزية ألا وهي الاعتداء على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة أو أن تتخذ ذريعة أو غطاء لشن هجوم بري على رفح”.

وقال إن تهدئة الأمور بالشرق الأوسط على المدى القصير تمر من خلال “وقف فوري لإطلاق النار في غزة ووضع حد لآلة القتل الهمجي والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا قال إن بلاده حذرت في أعقاب الهجوم الذي شنته إسرائيل على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق من أن مثل هذه الأعمال غير مقبولة ليس فقط ضد دولتين ذواتي سيادة مثل إيران وسوريا، وليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن في أي مكان في العالم.

وأضاف أن الهجوم على التمثيل الدبلوماسي هو بمثابة عمل عسكري بموجب القانون الدولي، وقال مخاطبا ممثلي الدول الغربية في مجلس الأمن: “لو تم ضرب ممثلية غربية، لكنتم ستشنون على الفور سيلا من الأعمال الانتقامية وتجادلون في هذه القاعة (مجلس الأمن) بأنكم كنتم على حق بشأن هذا الأمر. وذلك لأنه بالنسبة لكم، كل ما يتعلق بالتمثيل الغربي للمواطنين الغربيين هو أمر مقدس ويجب حمايته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى