غروندبرغ لـ”القدس العربي”: نشكر تعاون المجلس القيادي اليمني في تنفيذ وتعزيز وقف إطلاق النار

أ د / عبد الحميد صيام – الأمم المتحدة
نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، في مؤتمر صحافي عقده عن بعد مع الصحافة المعتمدة في مقر المنظمة الدولية إن الهدنة العسكرية، التي لم يبق على انتهائها إلا أسبوعان، ما زالت متماسكة إلى حد كبير.
وأوضح أنه على مدار الأسابيع الستة الماضية، انخفضت العمليات العسكرية ولم يكن هناك غارات جوية ولا هجمات عبر الحدود، كما أن عدد الضحايا من المدنيين انخفض بشكل كبير، وهذه الأجواء أدت إلى زيادة القدرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية بما في ذلك مواقع على الخطوط الأمامية كان من الصعب للغاية الوصول إليها قبل الهدنة.
وأشار المبعوث الخاص إلى أن هناك تقارير تؤكد أن بؤرا قتالية متفرقة ما زالت قائمة وخاصة في تعز والضالع، مثنيا على انطلاق أول رحلة تجارية جوية من العاصمة الأردنية عمان إلى صنعاء، وهي أول رحلة منذ ست سنوات.
وردا على سؤال “القدس العربي” حول تعاون المجلس القيادي الرئاسي الذي عينه الرئيس عبد ربه منصور هادي، قال المبعوث الخاص: “لقد التقيت مؤخرا بمجلس القيادة الرئاسي في عدن والرياض ودخلت معهم في حوارات حول تنفيذ وتعزيز وتجديد الهدنة. وأود هنا أن أشكر رئيس المجلس، السيد رشاد العليمي، لتعاونه الممتاز وتعاون أطراف الحكومة اليمنية بشكل عام. ومن خلال هذا التعاون حققنا إنجازات ملموسة تتعلق بالهدنة وهو ما انعكس لصالح الشعب اليمني. وما زلنا نتحاور مع مجلس القيادة اليمني وأطراف يمنية أخرى حول خطوات لاحقة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية مستدامة وشاملة للنزاع في اليمن عبر المفاوضات. وهذا ما سنعمل عليه في الأسابيع والشهور القادمة”.
وعن تعاون مجلس الجنوب الانتقالي قال: “لدي علاقات مميزة مع المجلس الانتقالي الجنوبي ومع رئيسه السيد عندروس الزبيدي والذي أتحاور معه باستمرار، فالسيد الزبيدي هو جزء من المجلس القيادي الرئاسي.
وحول سؤال آخر لـ”القدس العربي” حول أزمة ناقلة البترول “صافر” والجهود الدولية لإنقاذها من كارثة بيئية قال المبعوث الخاص لليمن: “نحن ما زلنا نشعر بالقلق تخوفا من تسرب النفط من الناقلة صافر إذا ما تعرضت لأي حادث قد يؤدي إلى ذلك. الأمم المتحدة الآن تعمل على جمع الأموال اللازمة والضرورية لاستبدال الناقلة صافر بناقلة أخرى والتأكد من نقل النفط بطريقة سليمة. هذا العمل يشرف عليه مكتب الممثل المقيم بالتعاون مع هولندا. لقد جمعت الأمم المتحدة نحو 40 مليون دولار لهذا الغرض. وكل الأطراف اليمنية للصراع تؤيد هذه الجهود. وهذا يحتاج إلى مدة أربعة أشهر لنقل النفط بطريقة سليمة من الناقلة صافر إلى ناقلة أخرى. نأمل أن تحل هذه الأزمة بسرعة لتجنب كارثة اقتصادية وبيئية. وهنا أضم صوتي لصوت الأمين العام الذي دعا من خلال منسق الشؤون الإنسانية، جميع شركاء اليمن لتأمين التمويل المطلوب لصندوق الطوارئ كي يبدأ العمل فورا”.
وقال غروندبيرغ إن المبلغ المطلوب نحو 144 مليون دولار. ويعتقد أن العميلة ستبدأ في النصف الثاني من هذا الشهر.
وعاد غروندبيرغ في مؤتمره الصحافي وأكد أن الهدنة شكلت انفراجة لكثير من اليمنيين الذين طال انتظارهم للسفر، لتلقي العلاج للحالات الصحية الطارئة أو السعي لفرص العمل والتعليم، أو لمّ شملهم مع أحبائهم بعد سنوات من الانفصال. كما قال إن أزمة الوقود تراجعت بعد دخول 11 سفينة محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة حتى الآن.
وقال المبعوث الخاص إن الحكومة اليمنية حددت مسؤولين للتواصل من جهتها لحضور اجتماع ترعاه الأمم المتحدة، حسب بنود الهدنة، حول فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، مشيرا إلى أن مكتبه ينوي تنظيم اجتماع في العاصمة الأردنية فور تعيين جماعة أنصار الله لممثليها.
وأضاف أن ذلك يمثل أولوية بالنسبة له، مشيرا إلى أنه سبق أن زار تعز العام الماضي وشهد بنفسه كيف يؤثر إغلاق الطرق على إطالة مدة التنقل والسفر في اليمن، وكيف يفرق أفراد العائلات بعضهم عن بعض، ويحول ضرورات الحياة اليومية، كالذهاب إلى العمل أو إرسال الأطفال إلى المدارس أو الوصول إلى المستشفيات، إلى ضُرُوبٍ من المعاناة.
وأوضح السيد غروندبيرغ أن الوعد الذي تقدمه الهدنة للمدنيين هو لتحسين القدرة على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية وتحسين حرية التنقل داخل اليمن ومنه وإليه. وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك احتمال لتمديد الهدنة المقرر انتهاؤها بعد أسبوعين، قال المبعوث الخاص “إن نص الاتفاقية المنشور على صفحة مكتبي، يلحظ بوضوح إمكانية تجديد الهدنة إذا رغب الطرفان في ذلك”.
ولفت إلى أنه منخرط حاليا في مناقشات من أجل التأكد على أن هناك رغبة لدى كلا الطرفين. “سيتطلب هذا أيضا بشكل واضح تحقيق بعض العناصر. وهذا شيء نعمل عليه بلا هوادة في مكتبي، ويعد انطلاق الرحلة الجوية من عمان إلى صنعاء عنصرا حاسما”. وقال إنه ومكتبه عملا بجد من أجله، مشيرا إلى أنه “ثمرة لتسويات كبيرة وتعاون جاد من المجتمع الدولي”.
وأوضح أن بعض التحديات المتعلقة بتنفيذ الهدنة تنبع من قضايا خلافية كانت متوقعة، ويجب معالجة هذه القضايا في سياق أوسع يتخطى الطبيعة المؤقتة للهدنة. وفي هذا الصدد أكد مواصلة عمله “لإطلاق عملية جامعة متعددة المسارات، لتكون بمثابة منصة حيث يتمكن الأطراف الأساسيون واليمنيون الآخرون من معالجة القضايا الحاسمة من أجل التوصل إلى ترتيبات أكثر استدامة وتسوية سياسية سيكون لدعم المنطقة والمجتمع الدولي المستمرين دور حاسم في تحقيق ذلك”.




