رئيس الدورة 77 للجمعية العامة، كوروشي يؤكد في الختام اعمال الدورة أن تعددية الأطراف هي الخيار الوحيد

 

نيويورك – رشادالخضر – الأمم المتحدة

جاءت تصريحات تشابا كوروشي في كلمته أمام الجلسة الأخيرة للدورة، الممتدة على مدى عام والتي اختتمت أعمالها اليوم الخامس من سبتمبر.

وقال رئيس الدورة الـ 77 للجمعية العامة إنه على الرغم من المنافسات الجيوسياسية فإن “بقاءنا يعتمد على تعاوننا”، مؤكدا أن المنافسة الجيوسياسية والأيديولوجية تسعى وراء مصالح أضيق وقصيرة المدى، وتبعد التركيز عن التحول المستدام.

وكان من بين الرسائل التي طرحها كوروشي أمام المجتمعين هي أن دعم التنمية المستدامة عبر اللوائح المناسبة والتمويل وبناء القدرات والتحقق، يعد أكثر المهام إلحاحا قائلا “ما نحتاج فعله على الفور هو تنفيذ ما وعدنا بتقديمه لثمانية مليارات شريك لنا”.

وأضاف أن هناك دليلا علميا جليا على أن العالم يعيش عصر الأنثروبوسين، وهو العصر الذي يتميز بالتأثير الكبير للبشر على كوكب الأرض.

وأشار إلى أن فرصة تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 تتلاشى بالنظر إلى تغيير المناخ وفقدان التنوع البيئي وصولا إلى وضع التعليم والمساواة بين الجنسين.

ودعا تشابا كوروشي كذلك إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا والصراعات المسلحة الأخرى في العالم التي يبلغ عددها واحدا وخمسين، بما يتسق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وقال “إننا مسؤولون عن أفعالنا وتقاعسنا عن العمل. يجب أن تكون مسؤولياتنا على نفس القدر من الأهمية التي تتسم بها حقوقنا”.

وكرر دعوته كذلك إلى إنهاء الانتشار والتسلح النوويين، مشيرا إلى أن ميثاق الأمم المتحدة يمَّكن الجمعية العامة من النظر في المبادئ الحاكمة لنزع السلاح والحد من الأسلحة.

وأضاف “أدعو الجمعية العامة للتفكر في هذا الأمر”.

وكانت الرسالة الرابعة لرئيس الجمعية العامة، الذي تنتهي ولايته اليوم، تتعلق بالحلول المتكاملة التي وصفها بأنها الوحيدة القادرة على الصمود في المستقبل، مؤكدا أنها “ذات نظرة تقدمية وقادرة على امتصاص الصدمات المستقبلية”.

وقال كوروشي إن النظام متعدد الأطراف يتطلب أيضا تعاونا عبر التخصصات والمجالات المختلفة، داعيا إلى الاتحاد حول هدف شامل عند التعامل مع تغير المناخ والجرائم الإلكترونية واحترام حقوق الإنسان في فضاء الإنترنت واستخدام الذكاء الاصطناعي.

وشدد على أن الحلول المتكاملة تعني توفر البيانات والتحقق والتمويل، مشجعا الدول الأعضاء على التركيز على تلك الحلول إن أرادوا الحصول على أفضل النتائج من استخدام مواردهم وتغيير الواقع.

ودعا رئيس الدورة الـ77 للجمعية العامة كذلك إلى إصلاح الأمم المتحدة بصورة عاجلة، قائلا “يجب أن نصلح الطريقة التي تعمل بها الجمعية العامة. وينطبق الأمر كذلك على مجلس الأمن”.

وأقر بأن مـيثاق الأمم المتحدة لا يجعل هذه المهمة سهلة، لكنه أكد أنه “حتى ذلك الحين، وإلى أن نغيره، فإن مهمتنا هي تطبيقه. بشكل كامل وعالمي”.

وأضاف أن هذا الأمر يعني تجنب التطبيق الانتقائي فيما يتعلق بإدارة الصراعات والفظائع والإبادة الجماعية وجرائم الحرب الأخرى.

وقال “إذا لم نفعل ذلك، فإن مجلس الأمن سوف يشكل مشكلة أكبر من كونه حلاً لعدم الاستقرار في عالمنا”.

وأكد كوروشي أن اتخاذ القرارات الذكية – بدءا بتوافق الآراء بشأن القرارات الرئيسية في الجمعية العامة – يعد الدفعة اللازمة للعديد من الجهات الفاعلة في العالم لمواجهة التحديات القادمة.

وشدد كوروشي على أهمية العلم حيث قال إنه “أحد أهم العوامل التي تشكل فهمنا للواقع وينبغي أن تستند إليه كل القرارات الأساسية”.

وأضاف أن العلم هو الأداة التي “تساعدنا على تعزيز تعاوننا وتوجيه عملية صنع القرار لدينا”.

وأكد أن العلم لا يتعارض مع الإرث الوطني أو الثقافي لأي شخص، بل إنه الطريقة التي تعكس ذلك الإرث في تلك القرارات.

وتمنى كوروشي التوفيق لخليفته رئيس الدورة العادية الـ 78 للجمعية العامة، دينيس فرانسيس والذي يفتتح أعمال الدورة الجديدة في وقت لاحق من يوم الاثنين الخامس من أيلول/سبتمبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى