خمرة الجهل ..

✍️ سامية خليفة / لبنان

ما البدايةُ ما النهايةُ

وها هما أسقطتا
من جدوليهما أبعادَ المسافات
ورهاناتِ الزَّمنِ
ما الصوتُ إن لم تعلُه نبرةٌ معتصمةٌ
ما الموت ما الحياة ؟
ألنّزفُ تعبٌ وشكوى
ولهاثٌ في تحدٍّ
ثمّ في غفوةٍ يعقبُه انكسارٌ
أنقارعُ الأرقَ
ونحن الفائضونَ بالسَّمرِ
الباذخونَ بالوهمِ
نبري أعتابَ النُّجومِ
ثمّ في وجهِ الغدِ
نغلق أبوابَ الحياةِ
نحيا على أمجادَ ماضٍ
والماضي ماتَ
ونخترعُ مستقبلا وارفا من اقتتالٍ وصخبٍ
أنناجي الظلَّ ونحتقرُ الأصلَ؟
أنبني الأسوارَ وندكُّ الجسور؟
أنلومُ الطَّبيعةَ ؟
حذار يا بشر
لا أشعَّةَ شمس أدفأتْ أوصالًا
لا نسمةَ هواء أنعشتْ أرواحًا
لا التربةُ فينا ايقظتْ حسَّ انتماءٍ
ولا الماءُ
فما أينعتْ فينا جذورٌ
ولا أخصبتْ فينا حقولٌ
ولا أنتعشتْ في أجسادِنا أرواحٌ
ها هي تموتُ
في عطشٍ إلى الحبِّ
نحنُ نعاتبُ وننسى
أنَّنا أصلُ اندلاعِ الحرائقِ
أصلُ شبوبِ النّارِ
في أرضِ الجحيمِ
وأنّنا في غيِّنا
نستزيدُ من خمرةِ الجهلِ فنهذي
متى الصحوة ؟
متى نرى من زاوية اليقين
مرآة الحقيقة
فنرمي عن كواهلنا
خرافاتِ السّنين؟؟؟؟