حكايات من اسطانبول – أحمد محارم

 

الحكاية الاولى : فى الاصل حلوانى
الذين سافروا والذين هاجروا لهم حكايات استحقت التوقف عندها فقد ساعدت حكاياتهم لفتح شهية الكثيرين ليس فقط للسفر وانما للمعرفة ومحاولات الاجابة على العديدمن التساولات وعلامات الاستفهام الباحثة عن اجابات
والذى يسافر الى الاماكن البعيدة يعرف الكثيرين لكنه يصادق القليلين وقديما قالوا سافر وارتحل ففى الاسفار سبع فوايد
انت فى مدينة اسطانبول التركية الشهيرة تحاول ان تعرف وتفهم سر هذا التميز
التاريخ والجغرافيا لهما اثر كبير فيما تراه من حولك فهذا الموقع الجغرافى الشهير حيث ملتقى اسيا واوربا جعل المدينة منفتحة على العالم برا وبحرا وجوا وعبق التاريخ تراه وتلمسه من حولك خلال التنقل بين الاحياء القديمة والحديثة فى تناغم وتناسق تامين
وربما ترك ذلك اثرا على حياة الناس واسلوب معيشتهم فهم عمليون ومنتجون وفخورين بكل ما عندهم من اشياء انتجته اياديهم وخرجت من عندهم الى العالم
فى الاسواق التجارية القديمة ومراكز التسوق الحديثة تجد اعدادا كبيرة من السائحين والزايرين من كل الدنيا سعداء فى تواجدهم والاوقات التى يمضونها فى التسوق والتبضع والتنزه
الماكولات التركية الشهيرة من مشويات الى الحلويات كانت العنوان الذى يتصدر اهتمام الزائرين ثم الملابس والمنسوجات والذهب والمجوهرات والصناعات الحرفية الى اجهزة المعامل الطبية وتجهيزات عيادات الاسنان والكثير من الصناعات التى تميزت بها تركيا وتفوقت فى الجودة والاسعار التنافسية
عند البوسفور والعبارات التى تنقل المواطنين والزايرين من الجانب الاوربى الى الاسيوى وبالعكس تناثرت العديد من المطاعم والمقاهى بشكل لافت للانظار
توقفنا عند واحدا منها يقدم منتجات من الحلويات التركية الشهيرة وشعار المحل
متجر واحد وجودة فريدة من نوعها
وبعد ان جلسنا وتذوقنا المنتجات واحتسينا اكواب الشهير الشهيرة قدم لنا مدير المحل كتالوج للتعريف بالمكان وكانت المفاجاة ان الموضوع اكبر بكثير من المحل حيث وجدنا داخل الكتالوج صورا لصاحب المشروع مع شخصيات عامة شهيرة محليا وعالميا مما شجعنا ان نطلب من مدير المحل ان كانت هناك امكانية ان نلتقى به
وخلال وقت قصير ذهبوا بنا وعلى مسافة قريبة الى مبنى من ٦ طوابق هو المصنع الذى تخرج منه هذه المنتجات المتميزة
فى مكتبه بالطابق الاخير رحب بنا نادر اوغلو الشيف الحلوانى وصاحب هذا الصرح الكبير والمتميز وقال لنا انه امتداد لاسرة عملت من ٢٠٠ عام فى هذه المهنة
يعمل معه ١٨٠ موظف منهم ٦٠ سيدة وتجولنا معه فى المصنع وشاهدنا مراحل الانتاج وكيف انه وصل الى العالمية
يصدر المنتجات الى ١٠٠ دولة وقايمة الزباين تدعوا للفخر من البيت الابيض فى امريكا الى الاسر الحاكمة فى دول الخليج الى سلاسل الفنادق العاليمة فى العديد من دول العالم
اجريت معه مقابلات من اكثر من ٥٠ قناه فضائية محلية ودولية
وبعد ان اخذنا معه فى جولة ابهرتنا قال لى لو عندك سوال فقلت له ما هو سر التفوق والتميز
اشار الى بعض ايات من القران معلقة الى حوائط المكتب واحدة منها ( الاخلاص )
وقال نحن نجلب المواد الخام لصناعتنا من الداخل التركى من المزارعين والمنتجين المحليين فهم اصحاب فضل ونعمل على تشجيعهم حتى ننجح جميعا
الجميل بالامر ان هناك طابق بالمبنى عبارة عن مطعم يقدم وجبات مجانية للعاملين اثناء اوقات العمل ويشاركهم الشيف نادر احيانا
تمنينا ان تكون هذه التجربة حافزا لتشجيع العديد من المهن والصناعات الحرفية فى بلادنا من اجل ان تنتقل الى العالمية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى