تهريب الحوثيين للمخدرات تحت مجهر الأمن والدور الأميركي في كبح المد الإيراني

صورة أرشيفية

 

هيثم جسار – عين اليمن الحر

في 11 يونيو 2025، أعلنت كتيبة أمن وحماية منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية، أنها نجحت في إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.5 مليون قرص مخدّر كانت مخبّأة على سطح شاحنة تبريد قادمة من صنعاء ومتجهة إلى شرورة بالمملكة . ويذكر أن السائق أقر أن الطلب جاء من شبكة تهريب في العاصمة اليمنية، وتعد هذه العملية من بين الأكبر من نوعها في المنطقة.

تفكيك الشبكة المستهدفة

تمت عملية الضبط بفضل اليقظة العالية والتفتيش الدقيق من قبل كتيبة الأمن، التي سبق وأن أبطلت محاولات متعددة لتهريب كبتاجون وشبو بحسابات مماثلة . هذا النجاح يمثل ضربة قوية لشبكات تهريب تنشط بتمويل خليط من تجار المخدرات وتيارات سياسية تدعمها إيران عبر الحوثيين.

العلاقة بإيران وتأثيرها على الوضع

تأخذ القضية بعداً استراتيجياً أوسع، وخصوصاً بالنظر إلى الدور الإيراني في دعم الحوثيين بالأسلحة والمخدرات: حيث تُواصل طهران تسليح هذه الجماعة وتعزز من قدراتهم الميدانية بشكل مستمر .

الدور الأمريكي الفعال والمشرق

تلعب الولايات المتحدة دوراً محورياً ومقدراً في مواجهة النفوذ الإيراني:

عسكرياً: أطلقت عمليات أميركية ضد بنية الحوثيين الاقتصادية، أبرزها استهداف ميناء رأس عيسى في أبريل 2025، حيث أعلن قيادة القوات المركزية الأمريكية (CENTCOM) أن الضربة استهدفت حرمانهم من الموارد التي تمول أنشطتهم العدائية، واعتبرتها خطوة في سياق جهود “Prosperity Guardian” لحماية السفن في البحر الأحمر .

اقتصادياً: فرضت واشنطن عقوبات على شركات شحن مرتبطة بالحوثيين وممولين لهم، ودعمت قرار مجلس الأمن رقم 2722، الذي دعا بوضوح إلى وقف هجمات الحوثيين على التجارة الدولية في مضيق باب المندب .

دبلوماسياً: إعادة تصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية خاصة” في يناير 2025 أبرز التزام الإدارة الأمريكية بتقويض شبكات الدعم الإيرانية بجانب حماية الملاحة البحرية وحرية التجارة في المنطقة .

 

خلاصة سياسية

تمثل عملية إحباط تهريب 1.5 مليون قرص مخدّر نقطة مضيئة في المعركة الأمنية ضد انتقال المواد المخدرة من شبكات مرتبطة بصنعاء إلى السعودية.

تأتي هذه المناسبة لتذكير بمخاطر التمدد الإيراني عبر دعم الحوثيين بالشؤون الأمنية والاقتصادية.

ويرتبط النجاح الأمني في الوديعة بشكل مباشر بالإستراتيجية الأمريكية الأوسع، التي تجمع بين الضربات العسكرية، العقوبات المالية، التدخلات الدبلوماسية، وعمليات مكافحة التهريب البحري والجوي.

موقف إيجابي: إن الدور الأمريكي، بقيادة واشنطن ودعم الشركاء الإقليميين، لم يعد مجرد “محاولة” بل أصبح ركيزة ثابتة في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، ويساعد على تهشيم شبكات تمويل الجماعات المدعومة من إيران، بما يحمي مصالح السعودية والمنطقة عموماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى