بعد مرور 14 عام على التفجير الأرهابي لمسجد دار الرئاسة …حكمة القائد . علي عبدالله صالح ..في وجه المؤامرة.

(صورة أرشيفية تفجير جامع دار الرئاسة (صنعاء)

عين اليمن الحر –  متبعات – علي مستور

 

على الرغم من مرور 14 عامًا على جريمة القرن ، لا يزال اليمنيون يحصدون آثار التفجير الإرهابي الذي استهدف قيادات الدولة العليا والنظام السياسي، وعلى رأسهم الرئيس علي عبدالله صالح، اثناء صلاة الجمعة في مسجد “النهدين” داخل دار الرئاسة بالسبعين.

مرَّت السنوات تباعًا، وها هو الشعب اليمني اليوم يحصد الشتات والوجع على أمنه واستقراره وضياع دولته بينما انقلابيو الربيع العربي يجنون الثراء والعيش الرغيد ثمن خيانة وطنهم والتآمر على دولتهم مع قوى إقليمية ودولية تعمدت إسقاط النظام، وتفكيك أركان الدولة اليمنية بكل ما انجزت من تطورات على الصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي في عهد كان يعرف قائده ببشير الخير الزعيم القائد الشهيد علي عبد الله صالح.

لم تكن أول جمعة من رجب عام 2011 يومًا عاديًا في تاريخ اليمن الحديث؛ ففي ذلك اليوم، شهدت الدولة اليمنية تحديًا جسيمًا ومحطة مفصلية، تجسدت بالعمل الإرهابي الغادر وغير المسبوق الذي استهدف جامع دار الرئاسة، وكاد أن يُدخل البلاد في نفق مظلم من الفوضى والعنف والاقتتال لولا حكمة رئيس الجمهورية آنذك، علي عبدالله صالح الذي قطع الطريق وقتها أمام دعاة الظلام والفُرقة.

بعد مرور قرابة عقد ونصف العقد على هذه اللحظة، تعود إلى الذهن اليمني تفاصيلها المؤلمة، فيتذكرون معها حكمة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح الذي أخمد نارًا كانت توقد لإحراق البلد، عندما غلّب المصلحة الوطنية العليا وفوّت الفرصة على المتربصين واستطاع تخليص البلاد من مخطط كان يحاك لجرها إلى أتون فوضى لا نهاية لها، قبل أن تعود هذه الفوضى بعد أن استغل النظام الإيراني حالة الانقسام وضعف أجهزة الدولة بعد تسليم السلطة عام 2012، ليدفع جماعة الحوثيين صوب العاصمة صنعاء.

في أول جمعة من شهر رجب، الذي يحمل رمزية دينية خاصة، استهدف الإرهاب رئيس الجمهورية، علي عبدالله صالح، وكبار المسؤولين في الدولة، في محاولة دنيئة لإحداث فراغ سياسي وأمني يُمكّن قوى الظلام من بسط نفوذها على مفاصل الدولة اليمنية وزعزعة الاستقرار وإشعال فتيل الفتنة وفتح الباب لإراقة الدماء.

في خضم تلك الظروف العصيبة، أظهرت القيادة الوطنية للدولة، وعلى رأسها الرئيس علي عبدالله صالح، حكمة بالغة في التعامل مع تداعيات الحادث، فبدلًا من الانجرار إلى ردود فعل متسرعة قد تُدخل البلاد في دوامة عنف لا نهاية لها، تم تغليب صوت العقل والحكمة، والتركيز على الحفاظ على الأمن العام ومنع مؤسسات الدولة- بما في ذلك الجيش والأمن- من الوقوع في فخ المؤامرة، رغم ما أصاب رمز الشرعية الدستورية وقتها، وكان جرحًا يشعر اليمنيون أنه غائر في أجسادهم جميعًا.

كان خطاب الرئيس الزعيم من على فراش الإصابة بمثابة صمام أمان، حيث دعا إلى التهدئة وضبط النفس، وحث الجيش على التحلي بالمسؤولية وعدم الانجرار إلى أي تصعيد غير محسوب، وهنا تجلت الحكمة التي عُرف بها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح- رحمة الله عليه- بقصد تثبيت مؤسسات الدولة ومنع انهيارها وتجنب الانجرار في الطريق الذي كان يريد أعداء الأمة أن تنزلق البلاد فيه.

عند تفجير مسجد دار الرئاسة، في أول جمعة من شهر رجب الحرام، التي تصادف ذكراها اليوم، كان القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكان نجله قائداً للحرس الجمهوري والقوات الخاصة، ومعظم الشعب معه، ومع ذلك خرج من بين النيران، وهو بتلك الحالة، ووجّه قيادات الجيش بعدم الرد نهائياً، وعدم إطلاق ولو طلقة واحدة، حرصاً على حقن الدماء، وهنا تكمن عظمة الرجال وقوتُهم وحلمُهم وصبرُهُم وحكمتُهُم..
المواقف العظيمة، يسجلها التاريخ، حتى وإن حاول الكثيرون تجاهلها، أو تعمدوا تغييبها..
الرحمة والخلود لروحك الطاهرة يا ابو احمد ليتك تعلم ماذا حل لليمن من بعدك يا زعيم الف رحمه تغشاك

(اذ إنتم بخير فأنا بخير )

لم تتوقف التحديات التي واجهها اليمن عند حادثة تفجير جامع الرئاسة؛ ففي عام 2011، شهدت البلاد أزمة سياسية حادة، تعامل معها الرئيس صالح بروح المسؤولية، حيث جنح إلى الحوار والتوافق، وقاد عملية انتقال سلمي للسلطة، حفاظًا على الدولة وإيمانًا بحق الشعب اليمني في العيش بحرية وكرامة وفي دولة يسودها النظام والقانون.

لقد أخذت الفوضى حينها حيزًا واسعًا، وجدت فيه جماعة الحوثيون المناخ الملائم للتوسع في حالة عدم الاستقرار السياسي، فمضت تطبق مخططها بدعم من إيران؛ بينما كان اليمنيون منشغلين بالخلافات ولم يدركوا ذلك الخطر المتمدد في غفلة من الجميع، حتى جاء العام 2014، الذي شهد انقلاب جماعةً الحوثيين ، كنتيجة لحالة الخلاف والانقسام السياسي التي تسربت عبر شقوقه ايران وأدواتها فأسقطت اليمن في مستنقع الحرب والدمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى