تقرير أممي يسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة

د / رلى حسون – الأمم المتحدة
قالت لجنة تحقيق أممية معنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وإسرائيل إنها ستواصل العمل لضمان “تجنب الإفلات من العقاب ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي”.
جاء ذلك في سياق تقديم اللجنة تقريرها الثاني إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف اليوم الثلاثاء.
نظر التقرير عن كثب في القيود المفروضة على الفضاء المدني والتعامل مع دور منظمات المجتمع المدني والصعوبات التي واجهتها.
وخلص إلى أن غالبية الانتهاكات ترتكب من قبل السلطات الإسرائيلية “كجزء من هدف حكومة إسرائيل لضمان احتلالها الدائم والحفاظ عليه على حساب حقوق الشعب الفلسطيني”.
ومباشرة عقب تقديم التقرير عقدت اللجنة مؤتمرا صحفيا في جنيف سلطت من خلاله الضوء على نتائج التقرير.
في بداية المؤتمر الصحفي قدم كريس سيدوتي عضو اللجنة لمحة موجزة عن التقرير، مشيرا إلى أن اللجنة مطالبة بتقديم تقرير إلى كل من مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة على أساس سنوي.
وأضاف سيدوتي أن تفويض اللجنة فريد من بين آليات الأمم المتحدة التي خرجت من مجلس حقوق الإنسان للنظر في الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال “إنه أمر فريد لأننا نتحمل مسؤولية النظر داخل إسرائيل. ولهذا فحص تقريرنا الاعتداءات والقيود والمضايقات التي يتعرض لها الفاعلون في المجتمع المدني في جميع أنحاء الأراضي: إسرائيل والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي غزة”.
وذكر التقرير الأممي أن الحكومة الإسرائيلية قيدت الحيز المدني بشكل متزايد من خلال استراتيجية نزع الشرعية عن المجتمع المدني وإسكاته.
ويشمل ذلك تجريم منظمات المجتمع المدني الفلسطينية وأعضائها بتصنيفهم على أنهم “إرهابيون”، وممارسة الضغوط والتهديدات على المؤسسات التي توفر منصة لحوار المجتمع المدني، وممارسة الضغوط الكثيفة على المانحين وتنفيذ تدابير تهدف إلى قطع مصادر التمويل والدعم.
مقتل الناشط الفلسطيني نزار بنات
ونظر التقرير أيضا إلى جميع الجهات المسؤولة، وهي حكومة إسرائيل، السلطة الفلسطينية وبقدر ما حماس، سلطة الأمر الواقع في غزة.
ووجد التقرير أيضا أن السلطات الفلسطينية، في كل من الضفة الغربية المحتلة وغزة، كانت تستهدف أيضا المدافعين الفلسطينيين عن حقوق الإنسان والجهات الفاعلة في المجتمع المدني، بهدف إسكات الآراء المعارضة.
“نظرنا بشكل خاص إلى مقتل الناشط الفلسطيني نزار بنات على يد السلطات الفلسطينية”.
المرة الأولى
وقال سيدوتي إن هذه تعد المرة الأولى التي تكرس فيها هيئة تحقيق تابعة للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان تحقيقا شاملا لوضع المدافعين الفلسطينيين والإسرائيليين عن حقوق الإنسان داخل إسرائيل نفسها، مضيفا أن “انتهاكات الحقوق داخل إسرائيل تندرج بشكل مباشر ضمن ولايتنا الجغرافية، وسنواصل تكريس الانتباه إلى ذلك في تقاريرنا القادمة”.