تحليل مأزق المفاوضات النووية بين النظام الإيراني وأمريكا في عهد ترامب

الرئيس ترامب

  ✍️ مهدي رضا

المقدمة

وصلت المفاوضات النووية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة الأمريكية في عهد دونالد ترامب إلى مأزق معقد، مع تأخيرات ومماطلات متكررة. يبدو أن النظام الإيراني اقتنع بعدم لجوء أمريكا تحت قيادة ترامب إلى الخيار العسكري، مما أدى إلى إطالة أمد المفاوضات والسعي للحصول على تنازلات مثل السماح بتخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.

أسباب المأزق وسلوك النظام الإيراني
في بداية المفاوضات، لم يكن هناك موقف واضح من إدارة ترامب، مما أسعد الجانب الإيراني مؤقتاً، لكن بعد ذلك تم الإعلان عن مواقف أكثر تشدداً، منها رفض تخصيب اليورانيوم. لم يتم إيقاف المفاوضات من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي، مع وجود أمل في تغيير موقف ترامب أو التوصل إلى اتفاق مؤقت يسمح للنظام الإيراني بالتخصيب.

على الرغم من زيادة مخزون اليورانيوم المخصب والتقدم في المنشآت النووية، لم يتم إجراء أي اختبار نووي حتى الآن. يطرح تساؤل مهم حول سبب عدم وصول النظام الإيراني إلى السلاح النووي، مع العلم بأن النظام لا يمتلك أفضل المهندسين النوويين، لكنه يعتمد على شبكة معقدة من استيراد المواد ذات الاستخدام المزدوج ويمتلك موارد بشرية مشابهة لتلك التي كانت لدى باكستان عند حصولها على القنبلة النووية.

التداعيات وآفاق المستقبل
في حال تعب ترامب من المفاوضات، قد يُسمح لإسرائيل بشن هجوم على المنشآت النووية للنظام الإيراني، لكن هذا الخيار يتطلب دعماً عسكرياً أمريكياً، وهو أمر غير جذاب. الخيار المفضل هو استمرار المفاوضات والحفاظ على سياسة الضغط الأقصى، على أمل أن تجبر العقوبات النظام الإيراني على التراجع. مع ذلك، تقل فعالية العقوبات بسبب دعم الصين لطهران، ويتقدم البرنامج النووي الإيراني أكثر من أي وقت مضى.

تشهد المنطقة تغيراً في المشهد الإقليمي، مع انخفاض مخاوف النظام الإيراني من الأعداء الخارجيين، وتركيز السياسة على القوة الصلبة. بعد خمسة أشهر من ولاية ترامب الثانية، لم يعد النظام الإيراني يخشى الرئيس الذي أصدر أمر اغتيال قاسم سليماني، إذ أن ترامب فتح في النهاية باب التراجع.

خامنئي، الذي يواجه قراراً مصيرياً بعبور العتبة النووية، أمام تساؤل حول مدى الخوف من أمريكا بقيادة ترامب، حيث يرتبط مصير المفاوضات ومستقبل البرنامج النووي الإيراني بالإجابة على هذا السؤال.

الخلاصة
المأزق الحالي في المفاوضات النووية بين النظام الإيراني وأمريكا في عهد ترامب ناتج عن ثقة النظام بعدم اللجوء إلى الخيار العسكري، وعدم وضوح الموقف الأمريكي. رغم التقدم النووي، لم يصل النظام الإيراني إلى السلاح النووي، ويستمر في المفاوضات لكسب المزيد من التنازلات. في المقابل، تفضل إدارة ترامب الاستمرار في الضغط الاقتصادي وتجنب العمل العسكري، مما يخلق حالة من عدم اليقين حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني وأمن المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى