بيان صحفي حوّل اجتماع أصدقاء السلام و آخر تطورات الصراع في أوكرانيا،

نيويورك – رشادالخضر- الأمم المتحدة
عقد أعضاء مجموعة “أصدقاء السلام” اجتماعا على مستوى الممثلين الدائمين لدى الأمم المتحدة
اجتماع ناجح للغاية لمجموعة أصدقاء السلام. ناقش آخر تطورات الصراع في أوكرانيا، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة نحو محادثات السلام وآفاق تحقيق سلام دائم.
منذ تأسيسها في سبتمبر الماضي، دأبت مجموعتنا على التعبير عن وجهات نظر ومخاوف الدول التي تُمثل بشكل رئيسي دول الجنوب العالمي، إلى جانب بعض دول المنطقة.
وقد استرشدنا في جميع جهودنا بالتزامنا الراسخ بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك احترام استقلالية أي دولة وسلامة أراضيها، والتسوية السلمية للنزاعات.
وإدراكًا منا بأنه لا يمكن التوصل إلى تسوية بالوسائل العسكرية وحدها، وأن هذه الوسائل تُفاقم المعاناة الإنسانية، فقد دافعنا منذ البداية باستمرار عن التوصل إلى حل سلمي مبكر، وضرورة مراعاة مبادئ خفض التصعيد، وأهمية عدم توسيع رقعة القتال وعدم تصعيده. نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الحل السياسي التفاوضي وحده، بما في ذلك الدبلوماسية الشاملة والوسائل السياسية القائمة على ميثاق الأمم المتحدة، هو الكفيل بإنهاء هذا الصراع.
ونظل ملتزمين بتعزيز روح التضامن والشراكة بين الدول، كما أكدت عليه مبادئ باندونغ، من جملة أمور أخرى.
وإذ نشعر بقلق بالغ إزاء الأعمال العدائية المطولة والآثار السلبية الهائلة التي خلّفتها، كنا من أوائل من دعوا إلى وقف فوري وكامل لإطلاق النار – وهي دعوة نكررها اليوم بقوة. ونؤمن بأن إعطاء الأولوية للسلام وحماية أرواح الأبرياء، ولا سيما أرواح النساء والأطفال، يجب أن يظلا في طليعة جميع الجهود.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن الصراع قد يقترب من نقطة تحول، مع انتقال التركيز من ساحة المعركة إلى طاولة المفاوضات. نرحب بهذا التحول المحتمل ونعتبره فرصة لتوليد زخم جديد نحو إنهاء الصراع. يمكن أن يمثل هذا خطوة حاسمة نحو السلام ويمهد الطريق لتقدم هادف ومستدام.
ونحث جميع الأطراف وأصحاب المصلحة على اغتنام هذه الفرصة والمشاركة البناءة في محادثات السلام. يجب أن يكون الهدف المشترك هو إيجاد حل عادل ودائم – حل يُعالج المخاوف المشتركة لأطراف النزاع ويُفضي إلى اتفاق سلام يتم التفاوض عليه مباشرةً بينهم ويكون مقبولاً منهم. نعتقد أن الأمم المتحدة قادرة على لعب دور في تعزيز هذه الجهود الدبلوماسية وفي تنفيذ أي اتفاق سلام.
نشعر بالقلق إزاء المخاطر والأزمات الناجمة عن هذا النزاع الذي تسبب في تداعيات أثرت على العديد من البلدان، بما في ذلك بلدان الجنوب العالمي. يجب أن تكون قضايا مثل الأمن الغذائي وأمن الطاقة، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية، جزءًا لا يتجزأ من عملية السلام، ويجب أن تُسمع أصوات بلدان الجنوب العالمي في دعم السلام في المنطقة.
مع استمرار تطور الوضع بسرعة، فإننا، كأعضاء في مجموعة أصدقاء السلام، ملتزمون بالحفاظ على التعاون الوثيق مع بعضنا البعض ومع جميع الأطراف المعنية. سنسعى جاهدين لتعميق فهمنا لوجهات النظر المتنوعة، وتعزيز القواسم المشتركة، ولعب دور بناء في دعم جميع الجهود المبذولة نحو السلام. معًا، نحن على أهبة الاستعداد للمساهمة في حل سلمي للنزاع وبناء مستقبل أفضل للجميع.