بنس يصل إسرائيل في آخر محطة من جولته الشرق الأوسطية

وصل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس مساء الأحد 21 يناير 2018 إلى اسرائيل في ختام جولة شرق أوسطية له، حيث من المتوقع ان يحظى باستقبال حار بعد قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

اسرائيل هي المحطة الاخيرة لبنس في اول جولة شرق اوسطية له شملت ايضا مصر والاردن. وقرر الفلسطينيون مقاطعة زيارة المسؤول الاميركي وعدم الالتقاء به.

طغى شلل الحكومة الفدرالية في الولايات المتحدة بسبب المفاوضات حول الموازنة الجارية في الكونغرس على زيارة بنس، الذي سعى لالقاء اللوم على الديموقراطيين في خطاب القاه امام جنود منشأة عسكرية اميركية زارها الاحد قرب الحدود السورية.

وصل بنس برفقة زوجته كارين مساء الاحد الى مطار بن غوريون قرب تل ابيب، على ان يلتقي الاثنين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل ان يلقي خطابا امام البرلمان الاسرائيلي، بغياب النواب العرب الذين قرروا مقاطعته.

كان نتانياهو أشاد ببنس الاحد لدى بدء الاجتماع الاسبوعي لحكومته، ووصفه ب”الصديق الكبير والحقيقي لدولة اسرائيل”.

أضاف نتانياهو أنه سيبحث مع بنس “الجهود التي تبذلها إدارة ترمب من أجل مواجهة العدوان الإيراني والبرنامج النووي الإيراني، وبالطبع من أجل تعزيز الأمن والسلام في المنطقة” مؤكدا ان “من يسعى حقا إلى تحقيق هذه الأهداف يعلم انه لا بديل عن الزعامة الأميركية ولدورها القيادي” في اشارة واضحة الى تصريحات مسؤولين فلسطينيين رفضت بعد الان قيام واشنطن بدور الوسيط بين الطرفين.

ويزور بنس، المسيحي الانجيلي المتشدد، الثلاثاء نصب “ياد فاشيم” الخاص بتكريم ضحايا المحرقة، ثم يزور حائط المبكى على غرار ما قام به الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال زيارته الاخيرة لاسرائيل في ايار/مايو الماضي. وكان ترامب أول رئيس اميركي يزور هذا الموقع.

يعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الواقع أسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد وهو اقدس الاماكن لديهم.والمسجد الاقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. والقدس في صلب النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس وضمته عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها “عاصمة ابدية” لها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

في السادس من كانون الاول/ديسمبر اعلن ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لاسرائيل، ما اثار سلسلة تظاهرات احتجاجية ومواجهات في الاراضي الفلسطينية تسببت بمقتل 18 فلسطينيا.
كما قتل مستوطن اسرائيلي خلال هذه الفترة من دون ان يتضح بعد ما اذا كان قتل المستوطن على علاقة بالاحتجاج على الموقف الاميركي.

مقاطعة الزيارة
شهدت العلاقات الفلسطينية الاميركية توترا شديدا في الاسابيع الماضية بعد قرار ترامب من القدس.
فقد وضع هذا القرار حدا لعقود من الدبلوماسية الاميركية التي كانت تتريث في جعل قرار الاعتراف بالقدس واقعا.
خلال الخطاب ألقاه في المنشأة العسكرية الاميركية في الاردن، اعرب بنس عن امله ب”ان تقوم السلطة الفلسطينية قريبا باعادة الانخراط” في الحوار.
في عمان، أعرب العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال مباحثات اجراها مع بنس عن قلق بلاده من القرار الاميركي.
قال الملك عبد الله “لقد عبرت باستمرار خلال اجتماعاتي في واشنطن العام الماضي عن قلقي العميق من أي قرار أميركي بشأن القدس، يأتي خارج إطار تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي”.

من جهته، قال بنس امام العاهل الاردني “اتخذ الرئيس ترامب قراراً تاريخياً بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكنه أيضاً أوضح في القرار نفسه أننا ملتزمون بالاستمرار باحترام دور الأردن ووصايته على الأماكن المقدسة في القدس، وأننا لم نتخذ موقفاً حول الحدود والوضع النهائي، فهذه أمور خاضعة للمفاوضات”.

أضاف “كما أوضح الرئيس للعالم، لا تزال الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بحل الدولتين وحسب ما يتفق عليه الطرفان، ونحن ملتزمون بإعادة إطلاق عملية السلام، ولطالما لعب الأردن دوراً مركزياً في توفير الظروف الداعمة للسلام في المنطقة”.
كانت القدس الشرقية تتبع المملكة إداريا قبل أن تحتلها اسرائيل عام 1967.
تعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994، باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في المدينة.
رفضت القيادة الفلسطينية لقاء بنس منذ الاعلان عن موعد زيارته الأول في أواخر كانون الاول/ديسمبر.

خلال زيارة بنس الى مصر السبت دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الادارة الاميركية الى “العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام”.
بدأت وزارة الخارجية الاميركية التخطيط لنقل السفارة الاميركية الى القدس، وهي عملية يقول الدبلوماسيون الاميركيون ان انجازها قد يستغرق سنوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى