المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عملية السلام ستضل هشة : الاعتقالات من جانب الحوثيين تصعيد صارخ والقرارات الأحادية لا تفضي إلى حلول

المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ
نيويورك – نجلاءالخضر – ألأمم المتحدة
قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن عملية السلام في اليمن ستظل هشّة إذا لم تُعالج مصادر عدم الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن دوامة العنف الراهنة تدفع بالبلاد بعيدًا عن مسار سلام مستدام وتنمية اقتصادية طويلة الأمد.
وأضاف المبعوث في إحاطته لمجلس الأمن مساء اليوم الاثنين، أن الموجة الأخيرة من الاعتقالات التعسفية التي طالت 22 من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء والحديدة تُعدّ تصعيدًا صارخًا من جانب الحوثيين ضد الأمم المتحدة.
وأكد غروندبرغ أن الأمم المتحدة وجميع موظفيها يعملون وفق مبادئ الحياد والنزاهة واحترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.
وأوضح: “عائلات المحتجزين من موظفي الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية والمجتمع المدني ليست وحدها ممن يعانون فراق أحبائهم، إذ ما زال آلاف اليمنيين محتجزين نتيجة النزاع، ونحن لا نغفل عنهم. وأعيد التأكيد على أن إحراز تقدم في هذه القضية المؤرقة قد تأخر كثيرًا”.
وأشار غروندبرغ إلى الأنشطة العسكرية المتصاعدة في جبهات الضالع ومأرب وتعز، مؤكدًا أن “أي حسابات خاطئة من أي طرف قد تدفع نحو عودة نزاع شامل، وستكون عواقب الحرب مدمّرة لليمن وللمنطقة بأسرها”.
وأشاد المبعوث بالتحسن في الاقتصاد اليمني بمناطق سيطرة الحكومة، لا سيما ما يتعلق بارتفاع قيمة العملة وما رافقها من انخفاض في تكاليف المعيشة لليمنيين، مشيرًا إلى انخراط مكتبه بشكل واسع مع محافظ البنك المركزي اليمني في عدن، وعدد من وزراء الحكومة، وطيف متنوع من ممثلي القطاع الخاص.
وفي ما يخص الجهود السياسية، أشار غروندبرغ إلى لقاءاته مع مختلف الأطراف واللاعبين الدوليين، مؤكدًا أن “أفضل سبيل للمضي قدماً هو الانخراط في الالتزامات التي تم التعهد بها تجاه خارطة الطريق، مع ضمان أن تكون مرتكزة على ملكية يمنية، وأن تستجيب للتحديات الراهنة وللاحتياجات الأمنية الإقليمية الأوسع. إن الحاجة إلى وقف إطلاق نار شامل، وإصلاحات اقتصادية على مستوى البلاد، وعملية سياسية جامعة لا تزال قائمة”.
وأردف: “نبلغ أفضل ما يمكن تحقيقه حين نعمل معًا. أما القرارات الأحادية فنادرًا ما تُفضي إلى حلول، بل إنها تُعقّد المواقف، وتُعمّق انعدام الثقة، وتُطيل أمد النزاع”.
وتابع: “في لحظات التوتر المتصاعد، فإن الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة لا يُعَد ضعفًا، بل دليلاً على القيادة والمسؤولية. إن الحوار – مهما كان صعبًا – يظل السبيل الوحيد الممكن لرأب الفجوة والمضي قدمًا”.