الأمم المتحدة وواشنطن : محادثات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل كانت مثمرة وأن المندوبين “أعادوا تأكيد التزامهم بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر”.

لبنان – متابعة – نجلاءالخضر- الأمم المتحدة نيويورك

أجرت لبنان وإسرائيل، البلدان اللذان لا يزالان من الناحية التقنية في حالة حرب، محادثات غير مسبوقة برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة يوم الأربعاء لتسوية نزاع حدودي بحري وتمهيد الطريق للتنقيب عن النفط والغاز في غضون “وقت معقول”.

وفي بيان مشترك بعد ذلك، قالت الولايات المتحدة والأمم المتحدة إن المحادثات كانت “مثمرة” وأن المندوبين “أعادوا تأكيد التزامهم بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر”.

بعد سنوات من الدبلوماسية المكوكية الأمريكية، أعلن لبنان وإسرائيل هذا الشهر أنهما اتفقا على بدء مفاوضات بوساطة الأمم المتحدة، فيما وصفته واشنطن باتفاق “تاريخي”.

واستمرت المحادثات، التي عُقدت في قاعدة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في بلدة الناقورة الحدودية اللبنانية، حوالي ساعة وجاءت بعد أسابيع من توقيع البحرين والإمارات العربية المتحدة على اتفاقين لإقامة علاقات مع إسرائيل لتكونان أول بلدين عربيين يوقّعان على اتفاق من هذا النوع منذ مصر عام 1979 والأردن في 1994.

وأثار هذا الشكوك في أن هذه الفورة الدبلوماسية التي ترعاها الولايات المتحدة فيما يتعلق بإسرائيل تهدف إلى تعزيز حظوظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حملته لإعادة انتخابه.

وستعقد جولة ثانية من المفاوضات في 28 أكتوبر.

وقال رئيس الوفد اللبناني العميد الركن بسام ياسين، في بيان للجيش، إن محادثات الأربعاء تمثل “خطوة أولى في مسيرة الألف ميل نحو ترسيم” الحدود البحرية.

وأضاف: “نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة”.

وتأتي محادثات الناقورة، التي ركزت حصريا على الحدود البحرية المتنازع عليها، في وقت حساس حيث يأمل لبنان، المنكوب بأزمات متعددة، في مواصلة التنقيب عن النفط والغاز في جزء من البحر الأبيض المتوسط تطالب به إسرائيل أيضا.

وقام المبعوث الأمريكي ديفيد شنكر بتيسير الجلسة الافتتاحية إلى جانب السفير الأمريكي لدى الجزائر جون ديسروشر الذي لعب دور الوسيط.

وتم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، حيث قامت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوات اللبنانية بإغلاق الطرق في المنطقة، بينما حلقت مروحيات في سماء المنطقة.

وقد أرسلت إسرائيل فريقا من ستة أعضاء بقيادة المدير العام لوزارة الطاقة أودي أديري، ورافقه رئيس ديوان وزير الطاقة مور حالوتس، ومستشار الوزير للشؤون الدولية أفيف عياش، ونائب مستشار الأمن القومي رؤوفين عازار، ونائب مدير عام وزارة الخارجية للأمم المتحدة والمنظمات الدولية ألون بار، كما حضر المحادثات البريغادير جنرال أورين ستير، رئيس الشعبة الاستراتيجية في الجيش الإسرائيلي.

وضم الوفد اللبناني المؤلف من أربعة أعضاء ضابطيّن ومسؤول وخبير في قانون الحدود البحرية.

’ليس لدينا أوهام’
ولا توجد علاقات دبلوماسية بين اسرائيل ولبنان ومحادثات الاربعاء كانت بمثابة تفاعل رسمي نادر بين الطرفين.

وتصر لبنان على أن المفاوضات تقنية بحتة ولا تنطوي على أي تطبيع سياسي ناعم مع إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى