الأمم المتحدة : مخاوف بشأن “القمع العابر للحدود الوطنية”

 

خلص – نيويورك – رشادالخضر – الأمم المتحدة

هناك حاجة إلى استجابة منسقة ضد الجهود الرامية إلى خنق المعارضة عبر الحدود

صرح المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الرأي والتعبير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء، بأن العديد من الصحفيين الذين يعيشون في المنفى يتم استهدافهم من قبل حكوماتهم الأصلية في محاولة لإسكاتهم، معربًا عن قلقه بشأن مشكلة القمع العابر للحدود الوطنية.

وقالت إيرين خان أثناء تقديم تقرير حول هذا الموضوع: “إن استهداف الصحفيين على أراضٍ أجنبية ينتهك القانون الدولي، ويجب إدانته بشدة”.

كما سلط خان الضوء على الاستجابات غير الكافية في كثير من الأحيان من جانب البلدان المضيفة، وحث على توفير المزيد من الحماية والدعم الفعالين لأعضاء وسائل الإعلام المتضررين.

وكما وثقت هيومن رايتس ووتش في تقرير عالمي حديث، فإن القمع العابر للحدود الوطنية – عندما تعبر الحكومات حدودها لخنق المعارضة – لا يتعرض له الصحفيون فحسب، بل يتعرض له أيضًا المدافعون عن حقوق الإنسان، والمعارضون السياسيون، وغيرهم من الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم تهديد. تشمل الأفعال المسيئة المضايقات عبر الإنترنت، والمراقبة، والاختفاء القسري، والاعتداءات الجسدية، وحتى القتل في بعض الأحيان.

هذه الإجراءات الحكومية خارج الحدود تجعل الناس في المنفى غير قادرين على إيجاد الأمان الحقيقي لأنفسهم ولأسرهم. وفي بعض البلدان المضيفة، تفشل السلطات ببساطة في ضمان اتخاذ تدابير وقائية كافية. وفي بلدان أخرى، وجدت هيومن رايتس ووتش أن السلطات المحلية سهلت بشكل فعال قمع الحكومات الأجنبية للأشخاص الذين يبحثون عن ملجأ.

يقدم تقرير خبير الأمم المتحدة إرشادات واضحة لأولئك الذين يسعون إلى معالجة التمثيل عبر الوطني. وينضم خان إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة وعدد من خبراء الأمم المتحدة الآخرين – بما في ذلك المقرر الخاص المعني بإريتريا – في الأشهر الأخيرة الذين دقوا ناقوس الخطر بشأن هذه الممارسات الضارة.

رداً على التقرير، أصدرت عشرات الدول من جميع المناطق بياناً مشتركاً لإدانة القمع العابر للحدود والالتزام بالعمل المنسق لدعم المستهدفين، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات.

إن إدانة القمع العابر للحدود الوطنية خطوة أولى ضرورية، ولكن الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات ملموسة. على المستوى الوطني، ينبغي للحكومات أن تتبنى تدابير لحماية ضحايا هذه الانتهاكات، بما في ذلك عن طريق منح تأشيرات الطوارئ وتصاريح العمل. على المستوى الدولي، ينبغي للدول والجهات الفاعلة في الأمم المتحدة تنسيق جهودها للرد على القمع العابر للحدود الوطنية وحماية المعرضين للخطر.

إن القمع العابر للحدود الوطنية مشكلة تم تجاهلها منذ فترة طويلة وتهدد العديد من الحقوق الأساسية. وينبغي للحكومات أن تعمل معًا لضمان سلامة أولئك الذين أجبروا على الفرار من أوطانهم ولكنهم يتحدثون بشجاعة.

 

إ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى