الأمم المتحدة: اكثر من نصف عام منذو دخلت الحرب المستمرة في السودان في واحدة من أسوأ الكوابيس الإنسانية في التاريخ الحديث.

 

نيويورك – رشادالخضر – الأمم المتحدة

بيان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

ومع مقتل ما يصل إلى 9,000 شخص، وتهجير أكثر من 5.6 مليون شخص من منازلهم، واحتياج 25 مليون شخص إلى المساعدات، فإن تأثير هذا النزاع على السودان والمنطقة لا يمكن الاستهانة به.

فلستة أشهر لم يعرف المدنيون ـ وخاصة في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان ـ طعم الراحة من إراقة الدماء والإرهاب. حيث التقارير المروعة عن حالات الاغتصاب والعنف الجنسي لا تتوقف وتتزايد الاشتباكات على أسس عرقية ولا سيما في دارفور.

لا يزال عمال الإغاثة يواجهون عراقيل في الوصول إلى المحتاجين بسبب انعدام الأمن والخطوط الحمراء.
وقد قُتل أو احتجز ما لا يقل عن 45 من عمال الإغاثة منذ 15 أبريل – جميعهم تقريباً من الموظفين السودانيين.

وحتى في المناطق التي يمكننا الوصول إليها يعاني الفاعلون في المجال الإنساني من نقص التمويل: حيث لم يُتلق سوى 33 في المائة فقط من مبلغ 2.6 مليار دولار المطلوب لتقديم المساعدات للمحتاجين في السودان هذا العام.

وتترصد الكوليرا البلاد بالفعل حيث يشتبه في وجود أكثر من 1,000 حالة في ولايات القضارف والخرطوم وكردفان.

وتتعرض الخدمات الأساسية للانهيار. فأكثر من 70% من مرافق الرعاية الصحية في مناطق النزاع خارج الخدمة. ويؤدي القتال إلى إبقاء 19 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس مما أدى إلى تراجع كبير في تعليمهم وفي مستقبل البلاد.

ونتيجة لذلك تمزقت المجتمعات. ولا يستطيع الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر الحصول على المساعدات المنقذة للحياة. وتتزايد الاحتياجات الإنسانية في دول الجوار التي فرَّ إليها الملايين.

وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر.

ولقد حان الوقت لكي تفي أطراف النزاع بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. لقد حان الوقت ليفوا بالالتزامات التي تعهدوا بها في مدينة جدة لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. لقد حان الوقت لكي يجددوا التزامهم بالحوار على أعلى المستويات لإنهاء هذا النزاع مرة وإلى الأبد.

لقد حان الوقت أيضًا للمانحين لزيادة دعمهم.
فلا يمكن أن يتخلى المجتمع الدولي عن شعب السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى