اتهامات أوروبية.. روسيا تستهدف الناتو بـ”هجمات هجينة”

 

الشرق – متابعات – عين اليمن الحر 

رئيس وزراء التشيك: من “المرجح للغاية” وقوف موسكو وراء هجوم فاشل في براج

عندما حاول شخص ما إحراق مرآب للحافلات في براج في وقت سابق من شهر يونيو، وفشل في ذلك، لم يجذب الهجوم المُتعمد الفاشل اهتماماً كبيراً، إلى أن كشف رئيس الوزراء التشيكي، بيتر فيالا، أنه “من المرجح للغاية” أن تكون روسيا وراء هذا الهجوم.

وأثار الاتهام، قلق مسؤولين أمنيين وحكومات؛ بسبب وقوع حوادث مماثلة في أنحاء متفرقة من أوروبا، الأشهر الأخيرة، ومنها تعرض متحف الاحتلال في لاتفيا لإحراق متعمد في فبراير الماضي، كما أُحرق مستودع في لندن خلال مارس، واشتعلت النيران في مركز تسوق بوارسو، في مايو، حسبما ذكرت شبكة “CNN“، الأحد.

وألقت الشرطة الألمانية القبض على عدة أشخاص اشتبه في أنهم يخططون لتفجيرات، وهجمات إحراق في أبريل الماضي، وفي وقت سابق من هذا الشهر، بدأت السلطات الفرنسية تحقيقاً لمكافحة الإرهاب بعد اعتقال شخص يُشتبه في أنه صانع قنابل، كان قد أصيب في انفجار فاشل.

وأفادت تقارير عن وقوع العديد من هجمات القرصنة الإلكترونية، وحوادث التجسس في دول أوروبية مختلفة، وفي غضون ذلك، اتهم الاتحاد الأوروبي: روسيا، وبيلاروس باستخدام الهجرة كسلاح، من خلال إرسال طالبي اللجوء القادمين من دول أخرى إلى حدوده.علاوة على ذلك، وقعت العديد من الهجمات المشبوهة ضد أفراد، إذ عُثر على منشق روسي مقتولاً بالرصاص في إسبانيا، وتعرضت شخصية معارضة تعيش في المنفى في ليتوانيا، لهجوم وحشي بمطرقة.وقال مسؤولون محليون إن ثمة عنصر مشترك في هذه الهجمات التي تبدو عشوائية، وهو أن جميعها مرتبطة بروسيا، وعلى الرغم من أنها تبدو بسيطة على حدة، ترقى هذه الهجمات مجتمعة إلى ما يصفه خبراء أمنيون بأنها “حرب هجينة” تشنها روسيا على الغرب.

تهديدات هجينة

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو“، ينس ستولتنبرج، خلال إلى كندا الأسبوع الماض: “نحن مهددون بشيء ما لا يتمثل في هجوم عسكري شامل، وهي هذه التهديدات الهجينة”.

وأضاف ستولتنبرج، أن هذه الهجمات تشمل “كل شيء، بما في ذلك التدخل في عملياتنا السياسية، و(تقويض) الثقة في مؤسساتنا السياسية، والتضليل، والهجمات الإلكترونية.. والأعمال التخريبية ضد البنية التحتية الحيوية”.

وأشار رود ثورنتون، وهو محاضر كبير في الدراسات الدفاعية بجامعة كينجز كوليدج في لندن، إلى وجود نمط من الهجمات المرتبطة بروسيا، وقال: “بالتأكيد، كانت هناك زيادة خلال الأشهر القليلة الماضية في هذه الأنواع من العمليات، وهو أمر يعمل الروس على تكثيفه”.

وقالت “CNN” إن موسكو لم تعلن مسؤوليتها عن أي من الهجمات، ولم ترد على طلب الشبكة للتعليق، وفي وقت سابق، أوضح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه يرى الحرب في أوكرانيا كجزء من صراع أوسع نطاقاً مع “الناتو”، وأن نظامه ينظر إلى الحكومة في كييف باعتبارها مجرد “وكيل للغرب”.

وأضافت الشبكة أن الكرملين يصعد التهديد بالحرب مع كل زيادة في المساعدات الغربية المُقدمة لأوكرانيا، سواء بتقديم الأسلحة أو فرض عقوبات جديدة على روسيا.

وقال ثورنتون إن روسيا لجأت إلى شن حملة من أعمال التخريب، بدلاً من الدخول في حرب شاملة مع “الناتو”، والتي سيكون لها عواقب كارثية على روسيا.

وأضاف ثورنتون أن محاولة تجنب مواجهة “الناتو” في ساحة قتال يُعد جزءاً من العقيدة العسكرية الروسية منذ فترة طويلة، “لأنهم يعلمون أنهم سيخسرون أمام قوات الناتو”.

وتابع: “ما يفعلونه هو القيام بأنشطة لا ترقى إلى حد الصراع المسلح، حتى لا يثيرون رداً بموجب المادة الخامسة من ميثاق الناتو”.

الناتو.. مزيد من الانقسامات

وتنص المادة الخامسة على أن الهجوم على أحد أعضاء “الناتو” يعد هجوماً على جميع الدول الأعضاء في الحلف، ولم يتم تفعيل المادة سوى مرة واحدة؛ بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية التي شنها تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة.

وتتعمد روسيا إبقاء الهجمات عند مستوى لا يرقى إلى حد الصراع المسلح، وتأمل في بث المزيد من الانقسامات داخل “الناتو”؛ لعدم وجود خطة واضحة بشأن كيفية التصرف، وفقاً لـ”ثورنتون”.

وقالت نيكول وولكوف، وهي باحثة روسية في مؤسسة “معهد دراسات الحرب” البحثية الأميركية، إن الهدف الرئيسي الحالي لروسيا يتمثل في تعطيل تدفق المساعدات العسكرية الغربية إلى أوكرانيا.

وأضافت: “هذه العمليات الهجينة تُعد جزءاً من الجهود الحربية التي تبذلها روسيا لإضعاف العزم الغربي على دعم أوكرانيا، وتقويض وحدة الغرب”، محذرة من أن روسيا ربما تستعد لمواجهة أكثر مباشرة على المدى الطويل.

وتابعت وولكوف: روسيا تنفذ هذه العمليات الهجينة ضد الغرب والاتحاد الأوروبي من قبل الحرب، بالتوازي مع محاولاتها تحسين قدراتها العسكرية التقليدية، تحسباً لأي صراع مستقبلي محتمل مع “الناتو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى