إما الحوار… أو المزيد من الإنتحار

 

✍️ سمر نادر خاص للنشرة

حصل الصراع في اوروبا، في نفس المكان الذي انتهت فيه الحرب العالمية الثانية بعد حوالي ثمانين عاماً. ولنفس الأسباب التي أدّت الى اندلاع الحرب الكبرى الثانية، انطلقت الحرب الروسيّة-الاوكرانية بعد حزمة عقوبات هي نفسها التي طالت المانيا بالأمس. نعم التاريخ يعيد نفسه بعد ثمانين عاماً ولكن مع لاعبين جدد كبار… فهل ستكون الثالثة الكبرى؟.

في الأمم المتحدة يتراشق اللاعبون الغربيّون تُهم اسباب الحرب التي تغلق عامها الأول مع نهاية هذا الشهر على ٢٠٠ ألف جندي من الجيشين الروسي والأوكراني، بينهم ٤٠ ألف مدني أوكراني، ومدن عدة كبيرة أصبحت بصمة عن مدينة هيروشيما التي ضُربت عام ١٩٤٥ بقنبلة نووية أميركية كانت كافية لقتل ٤٠ ألف مواطن ياباني… ضحايا مدنيون يقدّرون بعشرات الآلاف، والدول التي تسمّى عظمى هي التي تشغّل آلة القتل بحجة الإستراتيجيا الدفاعية ومصالحها الوطنيّة.

 

وعلى الرغم من نداءات السلام التي تطلقها كل من الأمم المتحدة من جهة والفاتيكان من جهة أخرى، تدور الإجتماعات على مرّ الساعات في اوروبا لمدّ الأوكرانيين بالسلاح والدبّابات الحديثة والصواريخ الأميركيّة البعيدة المدى التي من شأنها ان تقود النزاع جدّياً الى حرب عالمية ثالثة عندما يطال أول صاروخ عمق العاصمة موسكو، وهذا مستبعد في الأسابيع القليلة المقبلة حتى ولو تسلّمت ​اوكرانيا​ هذه الصواريخ او طائرات الـ”إف ١٦، فالطائرات ستكون تحت قيادة طيارين أميركيين ومراقبة البنتاغون. فإذا اختارت اوكرانيا الإنتحار، أميركا لن تفعلها ولن تدخل في مواجهة مباشرة مع ​روسيا​.

موسكو التي تشعر دائماً بالإرتياح على الرغم من حماوة الحرب، تُعرب في بياناتها وتصاريحها عن استعدادها للمفاوضات بدون شروط، وتضع اللوم على اوكرانيا التي انسحبت من التزاماتها معها التي لم تبخل عليها يوماً بالغاز او بالمال، وتعاهدت مع الغرب، الذي لم يقدّم لها حتى اليوم سوى دبّابات ليوبارد وصواريخ الباتريوت، أسلحة كفيلة ان تقود اوكرانيا شعباً وجيشاً الى الإنتحار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى