أنه الأكثر أهمية لضمان مستقبل محدد بالسلام والحرية والازدهار. كلمة رئيس وزراء اليابان كيشيدا فوميو في قمة المستقبل بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة 79

نيويورك – رشادالخضر – الأمم المتحدة
أصحاب السعادة، الزملاء الأعزاء، بينما يقف العالم عند نقطة تحول تاريخية، نحتاج إلى اتخاذ “إجراءات” جماعية لحماية مصالح الأجيال الحالية والمستقبلية. في الأوقات التي يجب أن تتعاون فيها الدول ذات القيم المتنوعة، فإن المبادئ التوجيهية الواضحة أمر بالغ الأهمية. اسمحوا لي أن أشارككم ما أعتقد أنه الأكثر أهمية لضمان مستقبل محدد بالسلام والحرية والازدهار. أولاً، يجب أن نحافظ على “سيادة القانون”. إن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة هي المبادئ التوجيهية الأساسية لأعمالنا. لا يمكن التسامح مع المحاولات الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة في أي مكان في العالم. فقط النظام الدولي الحر والمفتوح – القائم على سيادة القانون – يمكنه تحقيق التنمية المستدامة والازدهار. في مايو الماضي في هيروشيما، شاركت وجهات النظر حول هذا المبدأ
الأساسي مع زعماء مجموعة الدول السبع والبرازيل والهند وأوكرانيا ودول أخرى. ثانياً، الدفاع عن “الكرامة الإنسانية” أمر بالغ الأهمية. لا يمكن لأي دولة بمفردها معالجة الفقر وتغير المناخ والأزمات المعقدة الأخرى. التعاون الدولي لا غنى عنه. إن “الكرامة الإنسانية” هي الأساس لكل أشكال التعاون الدولي، وإعادة تأكيد هذا المبدأ أمر ضروري للوفاء بوعد أجندة 2030 “بعدم ترك أي أحد خلف الركب”. ثالثا، يجب أن نبذل جهودا حازمة “للاستثمار في الناس”، مسترشدين بمفهوم الأمن البشري. إن تمكين المرأة والأطفال والشباب يشكل أولوية قصوى. كانت اليابان رائدة عالمية في الدفاع عن التغطية الصحية الشاملة والتعليم الجيد. ستطلق اليابان برنامجا مخصصا لرعاية الجيل القادم من القادة في مجال النوع الاجتماعي. رابعا، يجب أن نعالج الوضع المتدهور بشكل متزايد المحيط بنزع السلاح النووي ومنع الانتشار. بغض النظر عن مدى صعوبة الطريق إلى عالم خال من الأسلحة النووية، لا يمكننا إيقاف تقدمنا. تظل اليابان ملتزمة بتعزيز الجهود الواقعية والعملية، بما في ذلك الإطلاق القادم لـ “أصدقاء معاهدة وقف إنتاج المواد الانشطارية”، نحو عالم خال من الأسلحة النووية.
خامسا، إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. تشهد قمة المستقبل دعوة واضحة من الدول الأعضاء للعمل على الإصلاح، حيث تدعم الأغلبية توسيع المقاعد الدائمة وغير الدائمة. إن أغلبية كبيرة تدرك تمام الإدراك الدور الحيوي الذي يلعبه مجلس الأمن في تحقيق السلام والأمن الدوليين والحاجة الملحة لإصلاحه واستعادة الثقة في فعاليته. ويصادف العام المقبل الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة. وينبغي لنا أن نتخذ إجراءات ملموسة نحو إصلاح مجلس الأمن. واليابان عازمة على مواصلة المساهمة في تحقيق وصيانة السلام والأمن الدوليين من خلال تعزيز النظام الدولي الحر والمفتوح القائم على سيادة القانون، في مجلس مُصلح. وترفع البشرية في جميع أنحاء العالم صوتها من أجل مستقبل المجتمع الدولي. لقد حان الوقت للمسؤولية المشتركة والتضامن الحقيقي. إن دور الأمم المتحدة أكثر حيوية من أي وقت مضى، بينما نستكشف الاحتمالات والفرص والمخاطر الجديدة، التي جلبتها التقنيات الرقمية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. ويجب على زعماء العالم أن يتحدوا تحت لواء التعددية، وتمكين كل فرد حتى يتمكن من تحقيق إمكاناته الكاملة وبناء مستقبل أفضل. وتظل اليابان ثابتة في التزامها تجاه الأمم المتحدة.




