أمي نجحت في الثانوية العامة

أمي نجحت في الثانوية العامة

أكملت أمي، ذات الخمسة وستين ربيعاً، اختبارات الثانوية للعام 2025 ونجحت وانا أزف لها اطيب التبريكات والتهاني هنا أرفع لها القبعة احترامًا وإجلالًا، فهي من أنجبتني وربّتني وعلّمتني، وكانت دائمًا هي ووالدي الحافز الذي يدفعني للأمام. أسأل الله أن يطيل في عمرهما، وأن يلبسهما ثوب الصحة والعافية.

لهذا الموضوع قصة سأرويها ببساطة هنا، ففي عام 2006، اضطرت والدتي للسفر وحدها إلى اليابان لمساعدتي في ظروف خاصة قبل ولادة ابني الأكبر يوسف. ورغم أنها لم تكن تعرف سوى القراءة والكتابة بالعربية، واجهت رحلة طويلة عبر القاهرة وصولًا إلى اليابان. هناك وجدت نفسها أمام استمارات الدخول والجمارك المكتوبة بالإنجليزية واليابانية، ولم تستطع تعبئتها. وعندما طلبت المساعدة من مضيفة الطيران، جاءها رد قاسٍ ليس بالكلمات وانما بنظرات كانها تقول: “كيف تسافرين وحدك وأنت لا تعرفين القراءة والكتابة بلغة أجنبية؟”

منذ تلك اللحظة، اتخذت والدتي قرارًا غيّر حياتها. قالت لنفسها: “سأتعلم وأكمل دراستي مهما كانت الظروف.” وعادت إلى اليمن لتبدأ رحلة محو الأمية. الطريق لم يكن سهلاً، فالحرب والانشغالات برعاية الأحفاد وقفت في وجهها مرات عديدة، لكنها لم تستسلم.

بعد سنوات طويلة من الصبر والإصرار، في عام 2025، لتكون خريجة في سن الخامسة والستين، وبالمصادفة في العام نفسه الذي تخرج فيه حفيدها يوسف من الثانوية.

نقلا من صفحة الإعلامي  / محمد مارش – على الفيسبوك

مروان ذمرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى