وأقع المرأة في يومها العالمي

نجلاء ناجي البعداني
نجلاء ناجي البعداني

—————— يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة كتقليد سنوي تخليدا لأول انتفاضه نسائية خرجن فيها النساء للمطالبة بحقوقهن قبل أكثر من مئة عام وبالتحديد في عام 1908م ..كما أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة تأكيد على أن المرأة لم  تنل كامل حقوقها المشروعة ولا زالت تتعرض للعنف والاضطهاد ولا زال التمييز ضد النساء  والفتيات يتفشى في كل مكان وهو ما يجعل الاحتفال بهذا اليوم تذكيرا بمعاناة المرأة وما تتعرض له من عنف واضطهاد وسلب لحقوقها .وهذا ما أكدة أخر تقرير أممي صادر في 14فبراير الماضي عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة وتحت عنوان ( تحويل الوعود إلى إجراءات ) للمساواة بين الجنسين في خطة 2030م كما يؤكد تقرير منظمة العمل الدولية أن رأب الفجوة وتحقيق المساواة في الأجور  بين المرأة والرجل يتطلب أكثر من 70 عام كما عرض التقرير واقع المرأة وما تتعرض له في أكثر من 178 دولة كما يشير التقرير إلى تأخر القضاء على وفيات الأمهات الناجمة عن مضاعفات الحمل والولادة في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء وبحسب التقرير فأن أكثر من 300 الف امرأه تموت كل عام لأسباب مرتبطة بالحمل والولادة كما أن البيانات المتاحة في 89 بلد تشير إلى فجوة الفقر بين النساء زادت وأن عدد النساء اللاتي يعشن على أقل من 1,9 دولار في اليوم الواحد وبمقدار 4,4 مليون مقارنة بالرجال أضف إلى التمييز العنصر والامية والعنف الجسدي والجنسي الذي شهد تصاعدا متزايدا في معظم بلدان العالم ..ونشير هنا أن نسبة الأمية بين النساء في الوطن العربي 50 % من أجمالي معدل الأمية البالغ 30 % ناهيك عن الكثير من المعاناة التي تتعرض لها المرأة وتجبر على العيش في ظروف قاسية كما أن ظاهرة ختان الإناث وزواج الصغيرات والإتجار من الظواهر التي لازالت تتعرض لها المرأة  .. رغم أن ميثاق الأمم المتحدة 1945م نص وبوضوح على تساوي الرجال والنساء في الحقوق كما أن الإعلان العالمي لحقوق الأنسان 1948م أقر بحرية جميع الأشخاص وتكافئهم. ومن هنا لا نريد أن يكون الاحتفال باليوم العالمي مجرد يوم عادي يتم فيه الحديث عن الإنجازات التي تحققت للمرأة والحقوق التي حصلت عليها ونكتفي ببعض المسيرات التي تجوب الشوارع في هذا اليوم .. ولكننا نريده أن يكون محطة لمراجعة ما تتعرض له المرأة وما يجب على المجتمع الدولي عمله لرفع الظلم عنها والتخفيف من معاناتها والاعتراف بأن لها حقوق يجب أن تحصل عليها وأن لا تبقى حقوق المرأة مجرد نصوص وتشريعات بعيدة كل البعد عن الواقع الذي لازال يرسم مأساة المرأة ويكشف زيف الأعداء بنيلها كافة حقوقها ومساواتها بالرجل في مختلف المجالات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى