بلينكن يؤكد دعم الولايات المتحدة “تدابير ملموسة” لإقامة دولة فلسطينية
عين اليمن الحر
أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، دعم الولايات المتحدة “تدابير ملموسة” لإقامة دولة فلسطينية، وذلك خلال لقائه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بالضفة الغربية، في إطار جولة الوزير للمنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، إن بلينكن أكد موقف واشنطن الثابت على وجوب قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل “والعيش في سلام وأمن”، وذلك خلال لقائهما في رام الله.
واصطدمت الآمال الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة في أعقاب اتفاقية أوسلو خلال التسعينات من القرن الماضي، بعقبات شتى أبرزها توقف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي منذ سنوات طويلة.
ولم تبدِ الحكومات الإسرائيلية اهتماما بإحياء المفاوضات، بينما يعيق الانقسام المستمر في الجانب الفلسطيني بين حركتي فتح بزعامة الرئيس عباس وحماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007، إمكان تكوين موقف موحد.
وعبر بلينكن نقاط التفتيش الإسرائيلية للوصول إلى رام الله للقاء عباس، وفقا لما نقلته رويترز عن صحفيين سافروا مع كبير الدبلوماسيين الأميركيين.
ويأتي هذا الاجتماع غداة تنبيه بلنيكن، المسؤولين الإسرائيليين إلى الكلفة “الباهظة” التي يتكبدها المدنيون في قطاع غزة، جراء الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حماس.
وقال بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية، إن الجانبين بحثا “آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا”، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وشدد البيان الفلسطيني على “أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، وتمكين مراكز الإيواء والمستشفيات من القيام بدورها، في تقدم ما يلزمه للتخفيف من معاناة المواطنين”.
وجدد عباس في تصريحاته رفضه “لتهجير أي مواطن فلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية”، مشددا على أن “قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله أو اقتطاع أي جزء منه”.
ودعا وزير الخارجية الأميركي إسرائيل الى إلى صرف عائدات الضراب المستحقة للفلسطينيين بالكامل.
وقال ميلر في بيانه إن بلينكن “شدد على موقف الولايات المتحدة المتمثل في ضرورة تحويل جميع عائدات الضرائب الفلسطينية التي تجمعها إسرائيل بشكل مستمر لصالح السلطة الفلسطينية وفقا للاتفاقيات السابقة”.
واحتجزت إسرائيل لسنوات جزءا من تلك الأموال لأسباب عدة منها الرواتب التي تدفعها السلطة الفلسطينية لعائلات الأسرى، وراهنا على خلفية حرب غزة.
بدوره، أكد عباس لبلينكن ضرورة “الإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية فورا لأن احتجازها مخالف للاتفاقيات وللقانون الدولي”، مؤكدا أن “الأولوية” في توزيعها ستكون لقطاع غزة و”لن يتم التخلي عن أبناء شعبنا”.
والثلاثاء، أجرى بلينكن محادثات مع كبار المسؤولين في إسرائيل، بما في ذلك رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، بشأن الحرب الإسرائيلية على حماس، والتوترات الإقليمية، ومستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وكان بلينكن قد صرح في مؤتمر صحفي، مساء الثلاثاء، بأنه سيناقش مع عباس مسؤولية إصلاح السلطة الفلسطينية لنفسها وتحسين حكمها، مما يعكس وجهة نظر واشنطن بأن عباس (88 عاما) بحاجة إلى تجديد المنظمة استعدادا لحكم غزة ما بعد الحرب.
وتأتي زيارة الوزير الأميركي لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، ضمن جولة جديدة هي الرابعة له في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر.
وبعد لقاءاته مع حلفاء واشنطن العرب، قال بلينكن إنهم يريدون “علاقات أوثق” مع إسرائيل، لكن بشرط أن يشمل ذلك “مسارا عمليا” لإقامة دولة فلسطينية.
وتمحورت الجولة حول تفادي اتساع الحرب الى جبهات أخرى، والبحث في “اليوم التالي” لما بعد انتهائها، والدعوة إلى حماية المدنيين وزيادة المساعدات للقطاع الذي يواجه أزمة انسانية متعاظمة.
توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على جنوب الدولة في السابع من أكتوبر.
وأدى الهجوم لمقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. كما تم اختطاف نحو 250 رهينة خلال الهجوم، لا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وترد إسرائيل بقصف جوي ومدفعي عنيف، وعمليات برية اعتبارا من 27 أكتوبر، ما أدى إلى مقتل 23357 شخصا، غالبيتهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.
– الحرة