المرأة طموحات مؤجلة الى حين

سهام الطرابلسي.

قبل أيام أحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة كما جرت العادة كل عام منذ عقود خلت .. وفي هذا اليوم تحاول المرأة إيصال رسالتها ولفت نظر العالم إلى ماتكابده من مشقة وعنا وما تتعرض له من عنف وأظهاد كان سببا في إزاحتها وضعف حضورها وتهميش دورها في كثير من ميادين العلم العمل والذي وصل حد تغييبها تماما .. وأن دار الحديث عن حزمة الحقوق التي حصلت عليها المرأة .. الأ اننا في حقيقة الأمر لازلنا في بداية المشوار والف باء الحقوق التي نحلم ونأمل الحصول عليها كحق مشروع من حقوقنا لاننا وحتى هذه اللحظة لم نحصل الأ على أقل القليل من الحقوق المفروض الحصول عليها .. مما يجعل المرأة في حالة من الركود والخضوع للأمر الواقع.
كثير من المجتمعات تتباهى بما تحقق للمرأة من إنجازات وما نالته من حقوق جعلتها شريكا فاعلا وفعليا في صنع القرار وأوصلتها إلى أعلا المناصب وتبوأت وظائف كانت إلى عهد قريب حكرا على الرجل فقط ..الأن أنه وحتى في هذه البلدان فإن النسبة العظمى من النساء يعشن في ظروف صعبة ومحرومات من أغلب الحقوق لأسباب تتعلق بالنوع الإجتماعي أو المعتقد الديني أو الطائفه الأثنيه أو اللون ولا زال التمييز سببا مباشرا في بقاء معاناة المرأة وحرمانها من حقوقها وتعرضها لأبشع أنواع العنف والأستغلال والأظهاد ويكفي أن نشير هنا إلى نسبة المتعلمات من النساء البيض في الولايات المتحدة واللاتي حصلن على أعمال وأجور مرتفعه تفوق بكثير نظيراتها من النساء ذات الأصوال الإفريقية أو ذوات البشرة السوداء بحسب تقارير دائرة المرأة بالأمم المتحدة .
لا ننكر أن المرأة أرتفع شأنها وأستطاعت أن تفرض نفسها وتثبت وجودها وتصل إلى اعلا المناصب وتشغل العديد من الوظائف الهامة في بلدان كثيرة وهذا عائد إلى جدارتها وكفاءتها ومثابرتها وأبداعاتها في مجالات العلم والعمل المختلفة وليس لأن هذا جزء من حقوقها .. فالمرأة في أفريقيا على سبيل المثال تعاني الأمرين ومحرومة من أبسط حقوقها ولا يمكن مقارنتها بالوضع الذي تعيشه المرأة الأوروبية
مما يجعلنا كنساء بحاجة إلى الأستمرار في المطالبة بحقوقنا والتركيز على البلدان التي تعاني من حروب وأضطرابات لأن هذه الأوضاع تنعكس على المرأة وتزيد من معاناتها وتعرضها لكثير من المخاطر وهنا نعول على دور الأمم المتحدة والمنظمات النسوية حتى نستطيع إنتشال المرأة من معاناتها وتخفيف الأعباء والهموم التي تثقل كاهلها ونحن على يقين بأن المرأة وبالذات العربية تستطيع أن تحقق ذاتها وتساهم في بناء مجتمعها بكل جداره أن حصلت على حقوقها حتى لا تبقى طموحاتها مؤجلة إلى حين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى