السفير السعدي : جماعة الحوثي تُصر على إطالة الصراع واستمرارها في تدمير مقدرات اليمن وتفاقم الأزمة الإنسانية

FYE – Alkhader

 

نيويورك – نجلاء الخضر – ألأمم المتحدة

حذرت الحكومة الشرعية من تداعيات استمرار تعنت جماعة الحوثي، مشيرة إلى أن إصرارها على إطالة أمد الصراع سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير عبدالله السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة مفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط (اليمن).

وقال السفير السعدي إن جماعة الحوثي الغير معترف بها دوليا والمصنفة جماعة أرهابية تواصل “مخططاتها المدمرة” التي تهدف إلى “إغراق اليمن في أزمة إنسانية غير مسبوقة”، محذراً من أن استمرار هذا السلوك قد يعيد اليمن إلى دوامة العنف، ويزيد من حدة المعاناة الإنسانية لشعبه، .

وأضاف أن تدخلات النظام الإيراني في اليمن، بما في ذلك تهريب الأسلحة والخبراء العسكريين إلى الحوثيين، تمثل انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرارين 2216 و2624.

وأشار مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة إلى أن الحكومة اليمنية “مستمرة في بذل الجهود” لتحقيق السلام العادل والشامل، مؤكداً التزام مجلس القيادة الرئاسي بالحوار الإقليمي والدولي للتوصل إلى حل ينهي الصراع.

وحذر السفير السعدي حذر من مغبة استمرارية الحوثيين في زج اليمن في صراعات إقليمية مدمرة، مشيراً إلى أن تصرفات المليشيا قد تؤدي إلى “عسكرة الممرات المائية الدولية” وتهديد الأمن الغذائي في المنطقة.

كما حمل الحوثيين وداعميهم المسؤولية الكاملة عن “العواقب الوخيمة” لهذه التصرفات التي تؤدي إلى تدمير قدرات الشعب اليمني ومواردها الاقتصادية.

وفيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، ندد السفير السعدي بممارسات الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، التي تحولت إلى “ساحات للقمع والإرهاب”.

وقال إن الحوثيين ارتكبوا “انتهاكات جسيمة” بحق المدنيين، بما في ذلك القتل والاختطاف والتعذيب، فضلاً عن تجنيد الأطفال واستخدامهم في جبهات القتال.

وأشار إلى أن هذة الجماعة تواصل “استخدام معاناة اليمنيين أداة للابتزاز السياسي”، بما في ذلك اختطاف موظفي الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية وفرض جبايات غير قانونية.

وتحدث السفير السعدي تحدث عن “الجريمة البشعة” التي ارتكبتها جماعة الحوثيين في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، حيث قامت بقتل الشيخ صالح حنتوس وحفيده، وإصابة زوجته، بعد حصار منزلهم.

وأكد أن هذا الهجوم يندرج ضمن “سلسلة من الجرائم الحوثية” التي تهدف إلى “إرهاب الشعب اليمني” وإجباره على القبول بمشروعهم المدمر.

ولفت السفير السعدي إلى تهديدات الحوثيين لأمن الملاحة البحرية، بعد استهدافهم مؤخراً سفينة الشحن التجارية “ماجيك سير” قبالة سواحل الحديدة.

وأضاف أن “استمرار سيطرة الحوثيين على الشريط الساحلي يمثل تهديداً مباشراً لأمن الملاحة البحرية والتجارة العالمية”، مؤكداً أن اليمن يُستخدم كمنصة لزعزعة استقرار المنطقة والعالم.

وتحدث السعدي عن الكارثة البيئية المحتملة جراء غرق ناقلة “ماجيك سير” المحملة بـ 17,000 طن من نترات الأمونيوم، مشيراً إلى أن هذه الحادثة قد تُشكل تهديداً كبيراً للبيئة البحرية في البحر الأحمر، كما قد تُؤثر على اقتصاد اليمن بشكل كبير، خاصة على مئات الآلاف من اليمنيين الذين يعتمدون على موارد البحر.

ودعا السفير السعدي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية إلى التحرك بشكل عاجل لتفادي كارثة بيئية، مشدداً على ضرورة وجود آليات دولية للتعامل مع الحوادث البيئية الناتجة عن الهجمات الحوثية على ناقلات النفط والمواد الكيميائية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد السفير أن الحكومة اليمنية تواصل جهودها في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والإدارية، بما في ذلك تحسين قطاع الكهرباء والطاقة، دفع مرتبات الموظفين، ومكافحة الفساد.

وأشار إلى التأثير السلبي لتوقف الصادرات النفطية على الاقتصاد اليمني، داعياً الدول الشقيقة والصديقة إلى دعم هذه الجهود.

وفي كلمته، أكد السفير السعدي على التزام الحكومة اليمنية بنهج السلام ودعم جميع الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق حل سياسي شامل، قائم على مرجعيات الحل المتفق عليها، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى رأسها القرار 2216.

وأضاف أن نجاح أي مقاربة سياسية لوقف النزاع يتطلب “معالجة جذور الأزمة”، المتمثلة في انقلاب الحوثيين على الدولة اليمنية ومؤسساتها الدستورية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى