الذكرى…الصوت الذي لن يموت بقلم:سامية خليفة/لبنان

✍️ ساميه خليفه تكتب:الصوت الذي لن يموت
الذكرى…الصوت الذي لن يموت
سامية خليفة/لبنان
الذكرى…الصوت الذي لن يموت
صوتٌ يخرقُ حرمة مضجعه
يوقظُه من سباتهِ
كم هو عميق سباته!
يقول لهُ بملءِ الفمِ
قم يا مجرمُ..قمْ
قبل انبلاجِ فجرِ الشَّهقةِ
هيا انهضْ
أعدْ تمثيلَ أحداثِ الجريمة
حطِّم جسدي
بمطحنةِ طغيانِك
دسْ على روحي
بأقدامِ فسادِك
قطِّع أحلامي
بمقصلةِ جحودِك
سأموتُ أنا جسدا
ستموتُ أنت روحا
كلما اقتربَ موعدُ الذكرى
الانفجارُ سيدوّي بصوتٍ أعلى
سأحيي في الرابع من كل آب
ضميرَك الغافيَ
لتشاهدَ كيف تسبَّب إهمالُك
في استشهادي
لا تقل أنك حينها
كسرت زجاجَ مشاعري
أو حطمتَ جدران صوْتي
أو أحرقْتَ ألبومَ أمنياتي
أو جعلتَ من جثَّتي الممزَّقةِ
تُلقى في البحر
أو تتطايرُ في السَّماء
فقط القِ نظرةً من خرمِ ابرةٍ
صوْبَ قبلةِ قلبي
تجدْ كمْ هي واسعةٌ مساحاتُ الثُّقوبِ
رتِّقها بخيوطِ الحقيقةِ
كنْ مرّةً واحدةً صادقًا
أيُّها المتدثِّر برداءِ الجبنِ
اعترفْ بأنَّك
تعاني من فقرِ الرَّحمةِ
ليتكَ تعتلي صهوةَ الضَّميرِ
سأكرِّرُ عليكَ شريطَ الذكرى
فهل لديك الجرأةُ
كي تواجهَ ما ارتكبتْ يداك
هل تظنُّ أن هناك منفذًا لك
للهروبِ
حتى لو متَّ وتصاعدتْ روحَك
لن تستقبلَكَ النُّجوم
النجوم ستبقى نقيةّ
ستقول حينها أين المفر
والروح ستشوى على مهل
أنتَ الآن على الأرضِ
ستظلُّ أسيرَ جريمتِكَ الكبرى
فإلى متى
ستختبئُ خلفَ أصابعِ الذِّكرى
كبريءٍ وأنت الجاني
إلى متى
ستداري هولَ الجريمةِ
بشجبٍ أو نكران؟
يكفي أنّ الذّكرى كفيلةٌ
بأن تكونَ لكَ في هذه الدُّنيا
وقودًا من حجارةٍ
فهيا احترقْ
في الأرضِ كما في السّماءِ
هناكَ قيامةٌ أخرى