شهادة نادرة لضابط كبير في وحدة 8200 المرموقة بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تكشف بعضا من أسرارها

عين اليمن الحر – نيوزi24
مقابلة مع ضابط في وحدة الاستخبارات العسكرية المرموقة 8200 ، يخوض بصورة معمقة حول أسرار وعمل الوحدة بعد السابع من أكتوبر.
في شهادة غير عادية للضابط “ت” في الاستخبارات العسكرية والذي خدم لسنوات عديدة في الوحدة وهو على دراية مع كافة التحذيرات والتنبيهات والتقييمات الاستخباراتية ولديه اطلاع واسع على بخريطة الاستخبارات العسكرية في لبنان وقطاع غزة،وكشف خلال مقابلة أجرتها مع مقدمة البرنامج الرئيسي بقناة I24NEWS العبرية يوم الجمعة نافا درومي تقريبا كل شيئ :الإخفاق الكبير في السابع من أكتوبر، المعلومة الذهبية عن محمد ضيف وأين السنوار حقيقة بالفعل؟
تحمل مسؤولية فشل السابع من أكتوبر
وخلال حديثه عن القاء اللوم على الاستخبارات في السابع من أكتوبر، رد أنه لا ينفي تحمل المسؤولية “لكن لا يمكن القاء اللوم طوال الوقت بسبب هذا الفشل على الاستخبارات، وبالتغاضي عن الجهات المسؤولة الأخرى. مشددا على أنه بسبب ذلك قرر الحديث وبإصراريقول “المشكلة ليست الاستخبارات وإنما العقيدة الراسخة”، وعن سبب وقوفه أمام الكاميرا :”لأن فشل السابع من أكتوبر خلق لدى الجمهور آراء غير صحيحة حول الاستخبارات ومن وقف خلفها”.
لم ينف ’ت’ حدوث إخفاق استخباراتي في السابع من أكتوبر “لكن حجم الفشل وشكل الفشل الذي استعرض، ليس بالصورة الصحيحة، مشددا على أنه بصورة قاطعة يتم تكبير حجم الفشل الاستخباراتي بشكل كبير.
وتطرق ’ت’ الى المحادثة الليلية بنفس الليلة بين 6 و7 أكتوبر والتي حضرها رئيس هيئة الأركان وقائد العمليات وقائد منطقة الجنوب وقال “أيضا في ذلك الحين لم تكن هناك مشكلة دراماتيكية لعدم وجود استخبارات”، الأمر ليس عبثي حضور رئيس هيئة الأركان في ذلك الوقت مع القادة الآخرين، وليس الأمر عبثيا استيقاظ الجميع بتلك الليلة ” لقد استيقظوا بسبب وصول معلومات غير عادية بعض الشيء، انتبهي الى هذا الوصف تحديدا”. وتابع “الفكرة الراسخة كانت دائما أن حماس كان مرتدعا”.
المشكلة متعلقة بالعقيدة الراسخة “ما دامت تدريبات حماس في الداخل ولا تنزلق عندنا، الوضع بخير”
وتابع مشددا”من الخطأ أن نقول أن الوحدة مخترقة ، أنا لا أنفي المسؤولية ، وكل من كان بمنصب استخباراتي في ذلك الوقت مسؤول”وأضاف :”تدريبات حماس كانت معروفة للجميع تدربوا على اقتحام بلدات يهودية وخطف يهود، وكان هذا مكشوفا للجميع، مررنا هذه المعلومات” وهنا يكمن حجم الفشل، أنه “ما دام حماس يتدرب في الداخل ويطلق النار في الداخل، والأمر لا ينزلق لنا، الوضع بخير، يمكنني القول بشكل شخصي كضابط راقب هذا كل الوقت، دائما ابلغنا عن هذه التدريبات”
وتابع :”وجهة النظر الأمنية التي كانت سائدة خدرتنا من العمل والتصرف ، فالمعلومات الاستخباراتية حول نشاطاتهم وتصرفات عناصر حماس والرضوان تم توصيلها ، جذور الفكرة الأمنية التي كانت راسخة ، مرتبطة باللامبالاة التي تطورت الى داخل التصور الأمني”، مقدما امثلة عن تواجد قوة الرضوان على مسافة صفر من السياج الأمني، وكيف كانوا يسبون الجنود الإسرائيليين دون رد منهم، “هذ الأمر ليس مرتبط بالاستخبارات وانما بالفكرة الراسخة ، لقد تواجدت حماس وقوة الرضوان كل الوقت بالقرب من السياج الحدودي، ولم يكن هناك أي إجراء أمني مناسب حيال هذا الوضع”
ويرى الضابط إن الامر مبالغ به جدا بتحميل الوحدة 8200 وقائدها يوسي سرئيل بالمسؤولية عن الإخفاق، مشددا على أن لسرئيل كان الفضل بإحباط العديد من العمليات والهجمات”. مشددا على أن “الوحدة 8200 لا تصدر القرارات ووظيفتها تمرير المعلومات، وجميع هذه المعلومات كانت موجودة منذ عام 2018 “. مشددا على أنه “ولاي أي استخبارات في العالم يمكنها افشال اي قرار بتم اتخاذه بنفس اللحظة.
اغتيال محمد الضيف وملاحقة السنوار
تحدث ضابط الاستخبارات “ت” عن لحظة استهداف الضيف :”محمد الضيف على وجه التحديد كان يدرك أنه ملاحق، صدقيني للحظة لم يكن هناك أي عامل مفاجأة في شأن محمد الضيف، لقد اختبأ، تمت ملاحقته وأدرك أننا نلاحقه، واحزري، يجب أن تدركي عناصرنا يعرفون عناصرهم من الألف حتى الياء”. ولفت الى أن الاستخبارات العسكرية تستثمر مجهودا غير عادي في ملاحقة السنوار.
مشيرا الى أن كل العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي أمام حماس وحزب الله تعتمد على عمل استخباراتي مكثف وواسع وقال “يتمتع أداء الوحدة بدقة ومهنية عالية جدا، لدينا استخبارات من الأفضل في العالم” وأضاف :”يجب أن تدركي مستوى التكتيكي الدقيق للجنود بالوحدة 8200 والذين أنهوا الثانوية لتوهم، هم يعرفون الطرف الأخر بدقة”.
وختم خلال المقابلة وقال إن ما يجب أن يتغير بالوحدة هو استبدال وجهة النظر بالمعلومات، لقد تعاملنا مع غزة بصورة خاطئة وكأنها دولة وهذا الأمر ليس صحيح