بكتيريا “المكورات العنقودية” تعود للانتشار.. كيف تحمي أطفالك منها؟

 

نيويورك – عين اليمن الحر – الحرة

تحقق المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها “سي دي سي” في ارتفاع حالات الإصابة بعدوى بكتيرية نادرة والتي تعرف باسم بكتيريا “المكورات العنقودية”/ (Strep A) منذ ديسمبر الماضي.

وبحسب تقرير نشره موقع “هيلث” لا يزال العدد الإجمالي للإصابات عند الأطفال منخفضا في الولايات المتحدة، لكن الأطباء يحثون على توعية الأهالي، خاصة مع انتشار أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

ويحذر الأطباء من أن عدم علاج الإصابة بهذه البكتيريا قد يؤدي إلى “أمراض خطيرة” تتطلب عناية طبية فورية.

كما أعلنت بريطانيا عن زيادة في الإصابات بهذه العدوى البكتيرية خلال موسم الشتاء الحالي، والتي تتزامن مع عودة انتشار كورونا، وتفشي فيروسات الإنفلونزا، وفيروسات أمراض أخرى تصيب الجهاز التنفسي العلوي.

وقالت منظمة الصحة العالمية، في ديسمبر، إن خمس دول أوروبية أبلغت بزيادة في عدد حالات الإصابة بمرض “المكورات العقدية الغازية من المجموعة “إيه”، كما تم الإبلاغ عن زيادة في الوفيات المرتبطة بها في بعض من هذه البلدان

وأشارت المنظمة إلى أن الأطفال ما دون سن العاشرة هم الفئة العمرية الأكثر تضررا.

ما هي بكتيريا المكورات العنقودية؟

تعرف بكتيريا المكورات العنقودية أو ” المكورات العقدية الغازية” أو “العقدية المقيحة” بعدة أسماء من بينها (Streptococcus pyogenes) أو (group A Streptococcus) أو (group A strep).

وتقول منظمة الصحة العالمية إنها “مجموعة من البكتيريا إيجابية الغرام التي يمكن أن تستقر في حلق الإنسان أو جلده؛ وهي مسؤولة عن أكثر من نصف مليون وفاة سنويا في جميع أنحاء العالم”.

وبحسب الموقع الإلكتروني لـ”سي دي سي” يمكن لهذه البكتيريا أن تتسبب بمجموعة من الأمراض بعضها قد يكون عاديا، وبعضها الآخر مميتا، مثل: التهاب الحلق، الحمى القرمزية، الحمى الروماتيزمية، والتهابات في الكلى.

والتهاب الحلق عادة ما يكون خفيفا ولكنه شديد العدوى، وعادة ما يتسبب هذا المرض بزيارة أكثر من 5.2 ملايين مريض للأطباء في الولايات المتحدة سنويا، بحسب تقرير “هيلث”.

وقد يؤدي استمرار إصابة الشخص بهذه البكتيريا، بتجاوزها الجهاز المناعي للجسم، لتغزو أماكن معينة، مثل العضلات والدهون والرئتين ومجرى الدم.

وخلال السنوات الخمس الماضية قدرت الولايات المتحدة أن حالات الإصابة بهذه البكتيريا تسببت بوفاة 14-25 ألف شخص، وبما معدله 1500 إلى 2300 شخص.

الطبيب أنتوني فلوريس، المتخصص بالصحة العامة، قال لموقع “هيلث” إن “الشيء الوحيد المطمئن أن الإصابة بهذه العدوى وتسببها بأمراض مستعصية هو أمر نادر”.

وأضاف أن الأمراض التي تسببها والأكثر شيوعا هي “التهاب الحلق عند الأطفال والشباب”.

ودعا الطبيب فلوريس إلى ضرورة التنبه من أنه في حين “العدوى تختفى من تلقاء نفسها في غضون أيام قليلة، إلا أنها أحيانا تتسبب بأمراض خطيرة تتطلب عناية طبية، خاصة إذا تحولت إلى التهاب رئوي أو أمراض أخرى”.

الطبيب غلين فينلي، رئيس قسم طب الأطفال في جامعة تكساس قال لمجلة “فورتشن” إن “الأطباء لا يعرفون السبب المحدد في زيادة حالات الإصابة بالبكتيريا، وقد يكون السبب ظهور سلالات جديدة تنتشر في مجتمعات معينة”، ملمحا إلى أن هذه الزيادة في الإصابات تأتي بعد “رفع تدابير جائحة كورونا للسلامة العامة”.

ديفيد هيل، طبيب الأطفال في ولاية نورث كارولينا، قال للمجلة إن “الأمراض المعدية تأتي على شكل موجات.. لا أجده مفاجئا أو مزعجا بشكل خاص، لكنه بالتأكيد شيء يجدر بالأهالي أن يكونوا على دراية به”.

أعراض الإصابة ببكتيريا المكورات العنقودية؟

ويوضح الطبيب فلوريس أن الأعراض التي يجب التنبه إليها تضم:

  • الحرارة
  • ألم وتورم شديد
  • احمرار حول الجروح
  • الشعور بالدوار
  • ضغط دم منخفض
  • طفح جلدي
  • آلام في المعدة

كيفية انتقال العدوى والوقاية منها

يمكن أن تنتشر هذه البكتيريا من خلال رذاذ التنفس أو اللمس المباشر مع شخص لديه جروح أو تقرحات مفتوحة، والأطفال هم الأكثر قدرة على نقلها.

وقد تكون الوقاية من هذه البكتيريا باتباع ضوابط السلامة العامة التي فرضتها جائحة كورونا، بغسل اليدين والنظافة الشخصية، والحفاظ على مسافة أمان مع الآخرين في الخارج.

وينصح الأطباء بالحفاظ على تطعيم الأطفال وأخذ لقاحاتهم في مواعيدها، والتي ستقوي الجهاز المناعي لديهم، وتجعلهم أجسادهم مهيأة لمحاربة هذه البكتيريا والتخلص منها، وتقلل من فرص تحولها إلى مرض شديد.

وتحث “سي دي سي” على التأكد من حصول الأطفال على لقاحين أساسيين: الإنفلونزا وجدري الماء، حتى لا يصابوا بأي تقرحات مفتوحة تتيح تسلل البكتيريا إلى أجساد الأطفال، فيما قد يساعد لقاح الإنفلونزا في استجابة الجهاز المناعي لمحاربة هذه البكتيريا.

العلاج من بكتيريا المكورات العنقودية

وقد تكون المضادات الحيوية هي الأكثر شيوعا وفعالية في مقاومة هذه البكتيريا، مع وجود علامات على أنها في بعض الأحيان قد تصبح “مقاومة للمضادات الحيوية”، بحسب “سي دي سي“.

وقد تحتاج بعض الحالات إلى رعاية طبية في المستشفيات وإعطائهم مضادات حيوية عبر الوريد.

وإذا كنت تشك في أن طفلك يعاني من هذه العدوى البكتيرية عليك الاتصال بطبيب الأطفال، وإذا ساءت الأعراض عليك أخذه لقسم الطوارئ في أسرع وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى