الإنجازات التقنية في عام 2017 التي ستؤثر على مستقبل البشر في الأعوام المقبلة

تستعرض نايلة الصليبي في “إي ميل” مونت كارلو الدولية أبرز الإنجازات التقنية التي دمغت عام 2017. أبحاث و ابتكارات سيكون لها تأثير كبير على المستقبل البشري .

مع كل نهاية عام نعود إلى استكشاف أبرز الأحداث التقنية التي برزت في عالم التكنولوجيا ، فبعيدا عن الهجمات الإلكترونية و فيروسات الفدية التي هزت دولا كثيرة .و جنون العملة الافتراضية البيتكوين في ذبذبة سعر تبادلها الذي وصل لعشرين ألف دولار للبيتكوين الواحد، بالإضافة للجدل الكبير حول الذكاء الاصطناعي ، هنالك تكنولوجيات برزت عام 2017 سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد البشري و أيضا على ثقافة البشري و مستقبله.

تقنيات صنفتها MIT Technology Review كإنجازات عام 2017 القابلة للاستمرار والتطور الكبير والتي ستغير الكثير في حياة البشري.

أولى تلك الإنجازات تقنية الالتفاف على الخلايا العصبية Neural Bypass لتمكين من لديهم إعاقة جسدية أثر إصابات في النخاع الشوكي أن يعيدوا الحركة لأعضائهم المعاقة من خلال التفكير. وذلك عبر جراحة في الدماغ لزرع شريحة تتيح قراءة الأفكار مباشرة وربطها من خلال محفزات كهربائية بالجسم. فيتمكن الشخص المصاب بإعاقة ما من تحريك اطرافه من خلال التفكير بتحريك الطرف المعاق. هذه التقنية هي Reversing Paralysis أو عكس الشلل. تقنية في مراحلها البدائية وقيد التطوير في السنوات العشر المقبلة.

نبقى في المجال الطبي تقنية علاجية برزت في الأعوام الماضية العلاج الجيني الذي قطع أشواط جديدة استطاع الباحثون عام 2017 من حل المشاكل الأساسية التي كانت تعيق تطور العلاج الجيني لمعالجة الإضرابات الجينية الوراثية النادرة. في السنوات المقبلة سنرى كيفية مقاربة هذه العلاجات الجينية المطورة لمعالجة أمراض السرطان، وامراض القلب، وغيرها من الامراض الشائعة.

في هذا السياق من المشاريع البيولوجية البشرية العملاقة، انشاء أطلس الخلايا The Cell Atlas. أي وضع خرائط مرجعيه شامله لجميع الخلايا البشرية،الوحدات الأساسية للحياة ،كأساس لفهم صحة الإنسان وتشخيص الامراض ورصدها وعلاجها.

من الإنجازات الأخرى التي ستدخل تحولات على مجتمعاتنا الشاحنات الذاتية القيادة شركات أصبحت اليوم ريادية في ميدان السيارات الكهربائية الذاتية القيادة، من تيسلا إلى غوغل مرورا بـ أوبر، نرى اليوم شاحنات ذاتية القيادة بمستوعبات مبردة تنقل البضائع في الولايات المتحدة. هذا البلد الذي سيواجه عام 2024 نقصا هائلا بعدد سائقي الشاحنات الكبيرة. ما يعني أن هذه الشاحنات الكبيرة الذاتية القيادة ستأتي بحلول اقتصادية وحيوية أكثر منها تهديد فرص عمل البشري. وهذا يعني تحولات إدارية وقانونية جديدة في مجتمعاتنا البشرية.

هذا العام أيضا تميز بتعميم بتقنية التعرف على الوجه مع الأيفون X ، حيث أختفى الزر الرئيسي من واجهة الهاتف واستبدل بتقنية التعرف على الوجه FaceID، لتأمين الجهاز من خلال معالج يستخدم الذكاء الاصطناعي مع شبكات عصبونية Neural Engine داخل الكاميرا الأمامية للتعلم العميق والتعرّف على ملامح المستخدم عند النظر إلى الكاميرا لفك الجهاز، و هي تقنية آمنة لا يمكن خداعها كما حصل سابقا مع سامسونغ. غير أن المفاجأة أتت من الصين التي أطلقت نظام دفع عبر التعرف على الوجه Face-detecting systems ، هي من أكثر التقنيات المثيرة ففي حال تم اعتمادها في الدول الأخرى. تخيلوا لن يعد هنالك حاجة لبطاقة الائتمان أو الدفع ببصمة الأصبع أو التعريف ببطاقة الهوية. تقنية Face-detecting طورتها مخترات الأبحاث الصينية، تستخدم اليوم في الصين من الدفع إلى التعرف على المجرمين. مما سيغير طريقة تفاعل البشري اليومي مع المصارف والمتاجر وخدمات النقل وغيرها.

كذلك شهد عام 2017 ككل الأعوام تطورا كبيرا في التقنيات المعلوماتية والقدرات الحسابية للأجهزة فتقدم الأبحاث في شركتي غوغل، وانتل ، بالإضافة إلى المجموعات البحثية الأخرى، جعلت فكرة وجود أجهزة كمبيوتر ذات قدرات حسابية فائقة السرعة، ستصبح في متناول اليد، مع بروز الكمبيوتر الكمّي Practical Quantum Computers أجهزه الكمبيوتر الكمّية العملية.

من التقنيات المهنية التي تحولت للعامة التصوير بـ360 درجة. فالكاميرات التي تتيح التصوير بــ360 درجة أصبحت بمتناول كل فئات جمهور المستخدمين. كما أنها فتحت حقبه جديده في التصوير الفوتوغرافي وساهمت في تغيير الطريقة التي يشارك بها الناس الصور والقصص.

في عصر الاقتصاد في الطاقة، صناعة جديدة تفتح أفق واسعة في توليد الطاقة من اشعة الشمس، هي الخلايا الشمسية الساخنة التي تتيح تحويل الضوء إلى حزم مركزة. الجهاز الشمسي الجديد يمكن ان يخلق طاقة رخيصة ومستدامة.

برزت عام 2016 ولأول مرة على شبكة الإنترنت هجمات حرمان من الخدمات تستخدم الأشياء المتصلة بالإنترنت، والتي عرفت حينها بـ MiraiBotnet . غير أن عام 2017 شهد منافسة شرسة بين كل الشركات المصنعة للأدوات المنزلية لجعلها متصلة مما سيجعلها شبكة Botnets خطيرة و مخيفة لتصبح Botnet of Things.

أخيرا في عام 2017 عادت تقنيات الذكاء الاصطناعي والجدل العنيف حول كيفية استخدام هذه التقنيات لتدمير البشرية أو لتحسين الحياة البشرية. واليوم هذا الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل أساسي على التعلم العميق.Deep Learning فالسنوات المقبلة ستشهد حتما تطورا كبيرا لتعزيز التعلم من خلال التجربة، بحيث سيصبح لأجهزه الكمبيوتر القدرة على معرفه كيفيه القيام بالأشياء التي لا يمكن للمبرمج تعليمهم إياها.

وهنا أطرح السؤال الشخصي عل سنصل حينها وبسرعة لنقطة التفرد؟

يمكنكم التواصل معي عبر صفحة برنامج “إي ميل” مونت كارلو الدولية على فيسبوك، غوغل بلاس و تويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى