مجلس النواب الأميركي يعود إلى واشنطن للتصويت على إنهاء الإغلاق الحكومي

مصدر الصورة: AFP

نيويورك – عين اليمن الحر – CNBC

عاد أعضاء مجلس النواب إلى واشنطن يوم الثلاثاء بعد عطلة استمرت 53 يوماً، متجاوزين الازدحام في المطارات الأميركية المربكة، للمشاركة في تصويت قد ينهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.

ومع إلغاء نحو 1200 رحلة جوية يوم الثلاثاء بسبب الإغلاق، قال عدد من النواب الجمهوريين، بينهم ريك كروفورد من أركنساس وترينت كيلي من ميسيسيبي، إنهم يتشاركون السيارات للوصول إلى مبنى الكابيتول، في حين أوضح النائب ديريك فان أوردن أنه يقوم بالرحلة من ويسكونسن إلى العاصمة على دراجته النارية في رحلة تستغرق 16 ساعة.

قال النائب الجمهوري في مقطع فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي: «سيكون الطقس بارداً بعض الشيء، لكنني سأؤدي واجبي».

ومن المقرر أن يصوّت مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بعد ظهر الأربعاء على اتفاق تسوية من شأنه إعادة تمويل الوكالات الحكومية وإنهاء الإغلاق الذي بدأ في الأول من أكتوبر تشرين الأول ويدخل يومه الثاني والأربعين.

وكان مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون أيضاً، قد أقرّ الاتفاق مساء الإثنين، فيما قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إنه يتوقع تمريره في المجلس كذلك.

ومن المنتظر أن يوقّع الرئيس دونالد ترامب مشروع القانون ليصبح نافذاً، قائلاً خلال فعالية في يوم المحاربين القدامى في أرلينغتون بولاية فيرجينيا: «نحن نعيد فتح بلدنا.. لم يكن يجب أن يُغلق أبداً».

وسيُمدد الاتفاق تمويل الحكومة حتى 30 يناير كانون الثاني، ما يمهّد لاحتمال مواجهة جديدة حول الإغلاق، ويُبقي الحكومة الفدرالية، في الوقت الراهن، على مسارٍ يواصل إضافة المزيد إلى دينها البالغ 38 تريليون دولار.

ومن المتوقع أن تستعيد الحكومة الأميركية كامل وظائفها خلال الأيام المقبلة، ما سيمنح بعض الارتياح للموظفين الفدراليين الذين لم يتلقوا رواتبهم، وللعائلات منخفضة الدخل التي تعتمد على إعانات الغذاء. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر عدة أيام قبل أن يعود نظام السفر الجوي في البلاد إلى طبيعته.

وقد أثار الاتفاق انقساماً داخل صفوف الديمقراطيين الذين كانوا يسعون لتمديد إعانات الرعاية الصحية المقدَّمة لـ24 مليون أميركي بعد نهاية العام، وهي الموعد المقرر لانتهائها.

ووافق الجمهوريون في مجلس الشيوخ على إجراء تصويتٍ منفصل بشأن تلك الإعانات في ديسمبر كانون الأول، غير أنّه لا توجد أي ضمانات لإقرارها في المجلس، كما لم يُعلن رئيس مجلس النواب مايك جونسون بعد ما إذا كان المجلس سيجري تصويتاً بشأنها من الأساس.

أبقى رئيس مجلس النواب مايك جونسون المجلسَ خارج الانعقاد منذ أن أقرّ مشروع قانون مؤقت لتمويل الحكومة في 19 سبتمبر أيلول، في محاولةٍ للضغط على الديمقراطيين في مجلس الشيوخ من أجل إعادة فتح الحكومة.

ومن جانبه، جمّد الرئيس دونالد ترامب مليارات الدولارات المخصصة للولايات والمدن التي يقودها الديمقراطيون، وسعى إلى فصل آلاف الموظفين الفدراليين العاملين في ما وصفه بـ«الوكالات الديمقراطية».

وقد أثار الاتفاق غضب القاعدة الليبرالية في الحزب الديمقراطي، التي رأت أنّ الديمقراطيين في مجلس الشيوخ قد تراجعوا في معركةٍ كانوا على وشك كسبها.

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز/إبسوس» في أواخر أكتوبر تشرين الأول أنّ 50% من الأميركيين يُحمّلون الجمهوريين مسؤولية الإغلاق الحكومي، بينما ألقى 43% باللوم على الديمقراطيين.

واتخذ ترامب قرارات أحادية الجانب ألغى بموجبها مليارات الدولارات من الإنفاق وخفّض عدد العاملين في الجهاز الفدرالي بمئات الآلاف، متجاوزاً بذلك صلاحيات الكونغرس الدستورية في الشؤون المالية.

ولا يبدو أنّ الاتفاق يتضمّن أيّ ضمانات واضحة تمنع ترامب من تنفيذ مزيدٍ من التخفيضات في الإنفاق، غير أنّه يُجمّد حملته لتقليص حجم القوة العاملة في الحكومة، إذ يحظر عليه فصل الموظفين حتى 30 يناير كانون الثاني المقبل.

كما يضمن الاتفاق استمرار برنامج المساعدات الغذائية للفقراء (SNAP)، الذي تعطّل بسبب الإغلاق، دون انقطاع حتى 30 سبتمبر أيلول 2026، وهو موعد نهاية السنة المالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى