ومن المزح ما قتل

** أحلام شاكر

لم تعد أمام سمر غير حياة بائسة تملؤها الدموع وذكريات موجعة أفقدتها طعم الحياة وسلبتها فرحة عمرها وسعادتها الأبدية .. فلم يكن يخطر ببال سمر وهي تحاول أن تمزح مع حبيبها وزوجها المنتظر أن حزحتها هذه ستتحول إلى مآساة ونكبة حياتها الدائمة وسبب ألمها ووجعها الطويل الذي سيلازمها ما تبقى من أيام عمرها البائسة …وهيهات أن تنسى ما حصل مهما حاولت وعليها أن تواجه نفسها وتعيش مأسآتها التي صنعتها لنفسها بغير قصد منها .

تقول نوال رفيقة درب سمر وزميلة دراستها إن ما حصل مع سمر وعمر أشبه بقصص الخيال ولو لم نعيش أحداث هذه الحكاية لشككننا بوقائعها وأعتبرناها من نسج خيال كاتب فقط …والبداية كانت قبل ست سنوات عندما تعرفت سمر على عمر وثكونت بينهما علاقة حميمة من نوع فريد عملوا جميعا على تتويجها بالزواج كنهاية طبيعية لحبهم الجارف متغلبين على كل التحديات والصعوبات التي أعترضت طريقهما حتى لم يبقى بينهما وبين تحقيق حلمهما غير ساعات معدودات حتى أنقلب قدرهم  رأسا على عقب .  تقول نوال والدمع ينهمر من عينيها لازلت أذكر تللك الليلة الموجشة حين أتصلت بي سمر وهي تبكيبكل حرقة لتخبرني أنها حاولت أن تمزح مع حبيبها عمر وأخبرته أن والدها تراجع عن موافقته تزويجها منه وطلبت منه أن لا يحضر مع أهله غدا لعقد القران كما كان محدد لم يرد عليها ولم يحاول أن يعرف السبب كل ما فعله أن أغلق تلفونه ولم تستطع التواصل مع أي شخص في قريته ليخبره أنها تمزح حاولت أن أهدء من قلقها وأخبرتها أن عمر سيهدأ وسوف يتصل بها أكيد ولم نكن نعلم أن مزحتها أشبه برصاصة قاتلة أطلقتها على القلب الذي أحبها حتى الموت ..تسكت توال قليلا لتمسح دموعها ثم تتابع نعم كانت مزحتها رصاصة قاتلة أختم بها عمر حياته ليترك سمر تعيش تانيب الضمير ومرارة الذنب وحزن على حبها ورحيل حبيبها وضياع حياتها ومستقبلها وهي اليوم ومنذ سنتين  حبيسة غرفتها وتعاني من حالة نفسية صعبة للغاية ..فما هي حكاية سمر وعمر وما الذي دفع عمر ليكتب هذه النهاية المأساوية وبهذا الشكل التراجيدي ؟؟؟

تقول نوال ..كانت مزحة سمر بمثابة الصاعقة التي نزلت على عمر فأخذ يفكر ما الذي سيقوله لواده وهو الذي عارض هذا الزواج ؟؟؟ وكيف سيبرر لأهله وأأهل قريته الذين يستعدون للذهاب صباح غد إلى قريه. سمر معوعمر لحضور عقد قرانه ؟؟  ولماذا أستسلمت سمر لقرار والدها المفاجئ ولم تدافع عن حبها مثل فعلت في السابق ؟؟ أسئلة كثيرة دارة في مخيلة عمر الذي عجز عن أيجاد أي أجابات لها ومعها تلك الذكريات الجميلة التي رافقته سنوات حبه لسمر وكيف نجحوا في تجاوز كافة المشكلات التي أعترضتهم والفرحه بنجاح حبهم ولكن الأن هو أعجز من أن يواجه هذه المشكلة وفي لحظة ضعف كان الشيطان حاضرا ليصنع مخرجا رأه عمر هو الأنسب فختار الأنتحار. لللهروب من الشماته والأسئلة التي ستلاحقه ..أنتحر عمر دون أن يعلم أحد سبب ما أقدم عليه وفي اليوم الذي أنتظره طويلا ..وحدها سمر تعرف السبب الذي دفع حبيبها للأنتحار ووحدها من ستظل تعاني بسبب مزحتها القاتلة وفعلا ومن (المزح ما قتل )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى