ولنا في الذكريات حياة

+ صفوان القرشي .
مهما قست الحياة علينا واثقلتنا بهمومها ومتاعبها ,, ومهما بكينا في صمت هجر الأحبة وقسوتهم وتنكرهم لكل روابط الحب التي تضم قلوبنا ,, ومهما صرخنا وجعاً مما نلاقيه من غدر حبيب وتجاهل عزيز وجحود قريب .. تبقى هناك زاوية قصية في حياتنا الماضية نلجأ اليها ونلوذ بها لنعيش لحظات خارج دائرة همومنا وبعيدا عن وجعنا المكتوم في أعماقنا لنحلق بأجنحة الذكريات نبحث في حناياها عن ابتسامة ارتسمت ذات يوم على شفاهنا وعن فرحة رسمها الأحبة بريشة الحب في جدران قلوبنا .

وعلى مرفئ ذكرياتنا نستعيد حياتنا المنسية فتغمر السعادة أرواحنا ونذهب إلى عالم لا نعرف فيه غير الحب وحنان المحبين الذين كانوا هم حياتنا الحقيقة ومصدر سعادتنا التي سلبت منا برحيل بعضهم عن دنيانا وجفوة بعضهم الأخر وانشغالهم عنا وتناسيهم لنا .

آه ما احوجنا لتلك الذكريات الجميلة التي تجعلنا نشعر أننا لا زلنا على قيد الحياة وأن هنالك أمل شاحب يلوح من خلف الأفق البعيد وتفاؤل يداعب مخيلتنا ويدعونا لسعادة مرتقبة تنتظرنا وحبيب يتلهف شوقاً للقائنا , فنتمسك بخيط الأمل ونبحر بزورق الحنين إلى ضفة السعادة المرجوة والفرح المخبئ في طيات أيامنا المقبلة .

ولأننا نتحرق شوقاً لاستعادة جزء من حياتنا المنسية ننسى كل ما ينغص حياتنا ونحث خطانا غير أبهين بكل خناجر الغدر التي تمزق اجسادنا وتدمي قلوبنا على أمل أن نجد السعادة التي نرجوها فيما تبقى لنا من أيام حياتنا وهي أقل بكثير من ماضي عمرنا.

فهل سنجد طريقنا إلى حياة تملؤها السعادة والفرح والحب والسلام أم ستبقى ما نحملها من ذكريات هي حياتنا وفي الحقيقة لا حياة لنا ؟؟؟ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى